شاكر زلوم* ( الأردن ) الأحد 9/6/2019 م …
* كاتب وباحث …
الباحث شاكر زلوم
بالأمس نشرت التلفزة الصهيونية فيديو بثته قناة الميادين فيما بعد عن زيارة لمجموعة من اليهود الصهاينة لتونس, يهود صهاينة يحملون الجنسية “الاسرائيلية” ويعبرون حدود تونس الخضراء بجوازات سفرهم الإسرائيلية, بحفاوة بالغة يستقبلهم وزير السياحة التونسي اليهودي الصهيوني (روني طرابلسي), أين انت يا ابا القاسم الشابي من مهزلة تتم في بلدك حيث مارس الصهاينة الإعتداءات عليها وسفكوا دماء الفلسطينيين والتونسيين فيها؟! من سخرية هذا الزمن ان يرفع الصهاينة الدعاء للسماء طالبين من الله “أن بحفظ جنود الجيش الصهيوني” قاتل الشعب الفلسطيني والتونسي, يحصل هذا في ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين التونسيين لتونس.
المشهد لا يمثل خبراً عابراً بل هو تكرار لمشاهد كثيرة صورت اليهود الصهاينة وهم يدنسون الأرض التونسية, مشاهد التطبيع مع الصهاينة هي ترجمة لمهمة وظيفية أوكلت لجماعة الإخوان المسلمين في الربيع العبري الذي أتى على الأخضر واليابس في وطننا العربيّ فدمر ليبيا وسوريا والعراق وتونس الخضراء و..,
لقد اخترقت جماعة الاخوان المسلمين باسم الدين المجتمعات العربية ووفرت لها النظم العربية الوظيفية المنابر في الجوامع وأوكلت لها بعض النظم إعادة صياغة المناهج بما يضمن التسطيح للنشأ, حصل هذا منذ سبعينات القرن المنصرم, لقد تم تدمير قيم التسامح في مجتمعاتنا على يد هذه الجماعة التي لا تتورع عن التلون ولا عن استخدام الشعارات الدينية لغايات تسويق مشروعها بما يخدم هدف السيطرة على الوعي الجمعي المجتمعي بما يخدم مصالح قوى الاستعمار, فمن شعارهم “الإسلام هو الحل” دون طرح أي حلول لمشاكل مجتمعاتنا وبلداننا المعيشية والسياسية الى شعار “خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود” الذي انتهى استخدامه بانتهاء الضرورة له في زمن الربيع الصهيوإخواني الأمريكي الرجعي ووصولاً لمنع تمرير قانون تجريم التطبيع مرات في البرلمان التونسي إعملاً للمهمة الوظيفية التي أوكلت لهذه الجماعة كما سيرد في بروتوكولات الكاهن الأكبر لهذه الجماعة “راشد الغنوشي”, ولتلخيص مواقف جماعة الاخوان المسلمين لا بد من الإشارة لمواقف أيقونتهم (راشد الغنوشي) من خلال تصريحاته في لقاءاته مع الإيباك اليهودي الصهيوني الأمريكي التي كتب الإعلام عنها:
نقلت مجلة “الويكلي ستاندرد” الأمريكية في 1/12/2011 تصريحاً عن السيد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، فرع جماعة الإخوان المسلمين في تونس، يقول فيه:
لا عداء ل”إسرائيل” في الدستور التونسي الجديد. وقد تناقلت عدة مواقع تونسية على الإنترنت ذلك الخبر، مما أثار التكهنات والتساؤلات عن معناه وتوقيته. وانقسم الجمع بين مشككٍ ومدافع. فقال المشككون أن مثل هذا التصريح، الذي أتى خلال زيارة للعاصمة الأمريكية واشنطن، هو بمثابة رسالة طمأنة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني. وقال المدافعون أن الدساتير، التي تمثل إطاراً قانونياً للدول، ليست المكان الصالح لتكريس العداء للصهيونية، وان الدساتير العربية عامة تخلو من مثل تلك الإشارة
وفي سياق متصل صرح الغنوشي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في 30/11/2011 والمعهد المذكور هو من اهم المراكز البحثية الصهيونية المؤثرة في الولايات المتحدة، من موقع المعهد على الإنترنت وردت أقوال الغنوشي:
– أولاً: موقف الولايات المتحدة من [الحاكم التونسي السابق] بن علي كان أفضل من موقف حلفائها الأوروبيين، فوزارة الخارجية الأمريكية أصدرت عدة تقارير حول انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب في تونس، لكن السياسة الأمريكية لم تذهب أبعد من الإدانة اللفظية باتجاه الضغط السياسي والاقتصادي
.
– ثانياً: لقد كانت هناك عدة ثورات عربية ناجحة في العالم العربي، وأخرى في طريقها إلى النجاح. لعل الوقت قد حان لنهاية الجمهوريات العربية القديمة، والعام القادم سيكون عام نهاية الملكيات. فقد أجبرتهم الثورات على مواجهة خيارات صعبة. إما أن يعترفوا بأن وقت التغيير قد حان، أو ان التغيير لن يتوقف عند حدودهم لمجرد أنهم ملوك. فالشبيبة في السعودية لا يرون أنفسهم أقل استحقاقاً للتغيير من نظرائهم في تونس أو سوريا
.
– ثالثاً: اعتبر موقف الولايات المتحدة من الثورات (الربيع العربي) إيجابياً، وهذا أحد العوامل الذي يمكن أن يسهل العلاقة بين الإسلام والغرب بعد كل التشويه لصورة الإسلام الذي أحدثه الإرهابيون
.
– رابعاً: بالنسبة للحرب على الإرهاب، لقد كنت ممنوعاً من دخول الولايات المتحدة مع أني وحركتي لم نصنف أبداً كمنظمة إرهابية، وبسبب هذه الثورات، أنا أجلس بينكم الآن، وأتمتع بسعة صدركم للحوار، ولهذا أنا ممنونٌ لشهداء تلك الثورات وللمواقف الإيجابية منها
.
– خامساً: بالنسبة للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، فإن تلك مسألة معقدة لم تحل مع أن معظم الفلسطينيين قبلوا فكرة حل الدولتين، واليوم هذه المسالة تعني الفلسطينيين والإسرائيليين أكثر من أي طرف أخر، وأنا معني بتونس، الجميع معنيون بمصلحتهم الخاصة، وأنا مصلحتي تونس, كأن مصلحة تونس لا تكون الآ بالتطبيع مع الصهاينة!.
.
– سادساً: لا أنكر أن موقفي قد تطور، وأنا فخور بأن موقفي قد تطور لأنني إنسان في النهاية، ولدي وثائق تثبت بأني رفضت أن أصنف الولايات المتحدة “الشيطان الأكبر”
سابعًا: رداً على سؤال: السفير الأمريكي في تونس قال مؤخراً بأن تونس في ظل النهضة ستكون أقل شبهاً بغزة في ظل حماس وأقرب لتركيا حليف الناتو. هل تستطيع أمريكا أن تتوقع أن تونس في ظل النهضة ستكون مثل حليف للناتو؟
– ثامناً: تونس الآن لديها لجان تنسيق مع الناتو على عدة مستويات، وليست لدينا نية لإلغائها، وتونس لديها اتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، الذي يشكل الجزء الأعظم من الناتو
.
تاسعاً: رداً على سؤال حول ما إذا كان الدستور التونسي سيتضمن بنداً يحظر العلاقات مع إسرائيل أو الصهاينة؟
– ليس هناك ذكر لقطع إمكانية نشوء علاقات مع إسرائيل في برنامجنا. وما أشرت إليه هو وثيقة وقعتها أحزاب المعارضة ومنها النهضة. لكن الدستور يجب أن يتعامل فقط مع السياسات طويلة المدى التي تؤثر على تونس، والنزاع العربي-الإسرائيلي ليس واحداً منها
.
عاشراً: رداً على سؤال: يوجد في السجل تصريح لك أن حكومة حماس في غزة نموذج للديموقراطية، ألا زلت تعتقد هذا؟
– لا أذكر إطلاق مثل هذه التعليقات حول حماس. لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن حماس منتخبة بشكل ديموقراطي، وبالتالي فإنها حكومة شرعية.
هذه هي الوصايا العشرة التي تقدسها جماعة الإخوان المسلمين فالغنوشي هو عضو التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين, للعلم لم يرد أي استنكار لأقواله وأفعاله من أي جماعة من جماعات الإخوان المسلمين بمن فيهم الجماعة في فلسطين,, أما عن ممارسات هذه الجماعة في باقي البلدان العربية فسأستعرضها على عجالة:
– في مصر حاولت هذه الجماعة اغتيال عبد الناصر في الاسكندرية وكما نسقت مع بريطانيا أثناء العدوان الثلاثي في العام 1956 وكانت حصان طرواده بيد الرئيس السادات الذي استخدمها في مواجهة الخط الوطني الناصري في سبعينات القرن المنصرم كما كانت حصان طرواده الذي احتالت به أمريكا على ثورة يناير 2011 المصرية, لا بد من التذكير ان نمو الكراهية بين مكونات الشعب المصري ازدادت بزمن حكم محمد مرسي فحصل السحل والقتل للمخالفين بزمنه وكما التحريض على سوريا ارتفع بزمن حكمه, لقد أفرج مرسي عن زعيم العصابة التكفيرية التي ارتكبت مجزرة الأقصر التي أودت بحياة 62 سائحاً أجنبياً في العاام 1997 وعينه محافظاً للأقصر بعد ذلك!, موقفهم في مصر يحتاج لمقالات فلا مجال هنا بمقام هذا المقال للإستفاضة في الحديث عنهم..
– في سوريا مارست جماعة الاخوان المسلمين كل الجرائم على امتداد عقود من الزمن, لقد مارست إجرامها بالتوازي مع جرائم العدو الصهيوني في لبنان في العام 1978 فارتكبت مجزرة بحق طلبة كلية المدفعية في حلب على أساس مذهبي مقيت وكانت بعد ذلك معول الهدم الأهم للوطن السوري في العام 2011, أما عن التنسق مع صهاينة امريكا فيمكنكم العودة لتقرير نيويوركر (اعادة المسار) لسيمور هيرش الذي نشر في 5\3\2007 ففيه الكثير عن الدور الوظيفي الجديد لهذه الجماعة, للعلم التقرير متاح لمن يرغب في قراءته على موقع نيويوركر.
– في الاردن كانت جماعة الإخوان المسلمين الدرع الواقي للكيان الصهيوني من خلال تصديها للحركة الوطنية الأردنية في خمسينات القرن الماضي وكما أنها مررت اتفاقية وادي عربة بمسرحية هزلية حيث انسحب نوابها لتمكين تمريرها وهكذا تفعل بكل امر مفصلي ومصيري يتعلق بحياة المواطن الأردني, لقد انسحبت الجماعة من جلسة البرلمان الأردني خلال تمرير قانون ضريبة الدخل المفروض من قبل صناديق المال اليهودية.
– في العراق امتطت جماعة الإخوان المسلمين الدبابة الأمريكية في حرب 2003 عليه وشاركت بحكومة بريمر ووافقت على دستور المحاصصة الطائفي والمذهبي المقيت الذي كتبه اليهودي الصهيوني نوح فيلدمان
التعليقات مغلقة.