سنة وشيعة / باسل الرفايعة
باسل الرفايعة ( الأردن ) السبت 29/8/2015 م …
“معظمُ أصدقائك من العراقيين. واضح أنهم كلهم شيعة. لعلمك فقط الشيعة يؤمنون أنَّ الرسالة نزلت (بالغلط) على محمد، يعتقدون انها كانت يجب ان تنزل على علي بن أبي طالب..نصيحتي لك احذر الروافض الكفرة”..
اضحكوا على هذه الرسالة. فلقد بددت كآبتي اليوم. كتبها على صفحتي العامة. حفظتُ مضمونها، وطردتهُ، ثم ندمت. كان عليّ أنْ احافظَ على الكوميديا، وادعوه الى صفحتي الشخصية. نحتاجُ الى الإمتاعِ والمؤانسة. هذا ما فاتَ أبا حيّان التوحيدي.
عراقيون، وشيعة. لا بُدَّ انك كُنتَ تستظلُّ سقيفة بني سعيدة. لا بُدَّ انك كُنتَ جندياً مع جيش من ثلاثين الفاً. اعني جيشَ يزيد بن معاوية وهو يقتل سبعين إنساناً في كربلاء، ويدَّعي مجدَ يوليوس قيصر.
ثمَّ. أقولُ ثمَّ. هل تعرفُ معنى التشيّع والشيعة. منْ قَالَ لَكَ أنّ الشيعةَ يكرهونَ محمداً، ويرونَ عليّاً أحقَّ منه بالإسلام. ثمَّ يا رجل، ما علاقتي أنا بالروافض والنواصب. ما علاقتي بالتاريخ. أنا مثلاً من شيعة ستيفن هوكينج، عالم الفيزياء النظرية، والكون. لم أكن يوماً تحتَ سقيفة بني ساعدة. لا يعنيني ابن تيمية يا تلميذه الفصيح. لا يعنيني انتظار المهدي. أنا انسانٌ بسيطٌ ينظرُ خلفَ الكراهيةِ والمذاهبِ والأديان.
أم يغيظك انهم عراقيون. سومريّون وبابليّون، يُعلّمونَ البداوة كيف تنهضُ الحضارة، عند أعشاب الأنهار، وكيفَ تُعزفُ الموسيقى، وكيفَ يُعلّقُ الوردُ في ثُريّات الحدائق..
عراقيون من سومرَ وبابلَ وبصرياثا، ومن كربلاءَ، ومن جراحٍ ومآتمَ وأرامل. لديهم حمورابي، ونبوخذ نصّر، وعشتار. فماذا لديك. أجبني أيها الرجل الذي يلثغُ بالتاريخ، ويؤمُ الدواعشَ في صلاة الخلافة في الرقة.
العراقيون من أهلي، وأصدقائي. لا أكادُ أعرفُ شيعتهم، من سنتهم، من كردهم، من المسيحيين والمندائيين والايزيديين، وغيرهم. كلهم يُحِبُّون السياب والبياتي وسعدون جابر، ويسمعون “اينوما ايليش” في الأعالي. “عندما في الأعالي، لم يكن هناك سماءٌ، وفي الأسفل لم يكن هناك أرض”..
التعليقات مغلقة.