أين اختفى المقاتلون الأردنيون؟ / ماهر ابو طير

ماهر ابو طير ( الأردن ) الأربعاء 12/6/2019 م …



آلاف الأردنيين، قاتلوا مع تنظيم داعش، وتفاوتت التقديرات حول عدد هؤلاء، بين فترة وثانية، ووصلت التقديرات إلى أن عدد هؤلاء، يتجاوز الستة آلاف، وفي حالات انخفضت التقديرات إلى ألفي شخص.

بعض هؤلاء قتلوا، خصوصا في سورية، وبعضهم ما يزال يقاتل في جبهات جديدة، تم الانتقال اليها، داخل سورية، وهناك اعداد انتقلت إلى تركيا، وتركت القتال، ولا تريد العودة إلى الأردن، خشية من الملاحقات القانونية، إضافة إلى ما تسرب حول انتقال مقاتلين إلى ليبيا، وفي كل الحالات، لا توجد أي معلومات حول مصير آلاف المقاتلين، إضافة إلى العائلات التي تم تكوينها خلال فترة القتال، والأطفال الذين تم انجابهم، ولا يوجد مع هؤلاء أي وثائق، تثبت هويتهم، أو إلى أي بلد ينتسبون.

القرار السياسي في الأردن، ضد عودة هؤلاء، كونهم اكتسبوا خبرات قتالية وعسكرية خطيرة، من التفخيخ إلى صناعة المتفجرات، وغير ذلك، وقد منعت السلطات الرسمية، في وقت سابق، إدخال أردنيين من هؤلاء عبر الحدود البرية، برغم وجود جرحى بينهم، كما ان ذات السلطات، احالت إلى المحاكمة عناصر من داعش، من المقاتلين العائدين، الذين استطاعوا العودة، عبر المطارات، وكان لدى عمان معلومات حولهم.

لا توجد أي تحديثات رسمية حول ملف المقاتلين الأردنيين، في تنظيم داعش، وبالرغم من أن الأردن لديه شبكة داخل ساحات كثيرة يستقي عبرها المعلومات، إلا أن الأردن لم يعلن رسميا عن عدد المقاتلين، ولو من باب التقديرات، ولم يعلن أي معلومات حول مصير هؤلاء، فأين ذهب الآلاف، وأين اختفوا، وما هو مصيرهم، وأين يعيشون، وماذا يفعلون؟!

مع التغيرات الجارية داخل سورية، فإن ملف المقاتلين الأردنيين، لن يغيب طويلا، لأن هروب المئات أو اكثر من هؤلاء، من موقع إلى آخر في سورية، لن يستمر طويلا، وهؤلاء إما سيواجهون الموت بسبب المعارك، أو سيتم القبض عليهم، أو سيهربون نحو دول أخرى، إذا تمكنوا من ذلك، لكن في كل الأحوال، لا بد من مكاشفة حول مصير هؤلاء، ومخاطر عودة بعضهم، خصوصا، أن بعض هؤلاء قاتل أساسا، بأسماء مستعارة، وكنى مختلفة، وقد يتمكن من العودة، فوق ان نقيض هذا الكلام يقول إن عددا كبيرا من المقاتلين الأردنيين، بات مجهول المصير، ولا احد يعلم اذا كانوا سجناء خارج الأردن، ام تم قتلهم، أو انهم يتخفون في بيئات مختلفة، انتظارا لظرف آخر، يستطيعون من خلاله الحركة مجددا.

البؤر التي يسيطر عليها داعش في سورية، على سبيل المثال، تضم جنسيات مختلفة، أميركية وأوروبية وعربية، ومن بين هؤلاء عدد من الأردنيين، الا ان العدد الأكبر من الأردنيين الذين قاتلوا مع التنظيم، اختفى بطريقة غير طبيعية، أو ان هناك مبالغة في الأساس، بشأن عدد المقاتلين الأردنيين الذين انضموا إلى التنظيم خلال السنين الفائتة.

المعلومات تتحدث من جهة ثانية، عن إعادة تموضع بشأن المقاتلين، إذ إن هناك محاولات للتسلل إلى العراق، مجددا، أو إلى ليبيا، أو دول أخرى، وهذا شأن بقية المقاتلين من جنسيات أخرى، خصوصا، ان الدول الغربية التي ينتمي اليها عدد من هؤلاء، لا ترحب ابدا بعودة أي واحد منهم، بل وتتحفظ على عودة عائلاتهم، أو ابنائهم، إلى أوروبا، باستثناء حالات قليلة، تم الإعلان عنها، من زاوية إنسانية بحتة.

قد لا تبدو عمان في وارد الاهتمام بهؤلاء، خصوصا ان المعلومات تؤكد انها لا تفضل عودة احد منهم، نهائيا، فيما يدرك هؤلاء هذا الاتجاه، ويفضلون في اغلب الحالات، القتال حتى الموت، أو الانتقال إلى بيئات جديدة، ولا تبدو العودة واردة لدى اغلبهم خوفا من النتائج.

ملف المقاتلين الأردنيين مع تنظيم داعش بحاجة إلى تحديث، اذا كان ذلك ممكنا، واخطر ما في هذا الملف انتقال بعضهم إلى دول عربية جديدة، أو العودة إلى الأردن، بشكل آمن، خصوصا ان أسماءهم الاصلية لم يتم كشفها في ساحات القتال، وتخفوا وراء أسماء مستعارة، وكنى مختلفة، ليبقى السؤال من ناحية قانونية مجردة، حول مصير آلاف المقاتلين الأردنيين في الخارج، وأين ذهبوا، وماذا يفعلون، وهل ما يزالون على قيد الحياة، ام تم قتلهم أو سجنهم، وهذا جانب آخر يثير الفضول إلى حد كبير؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.