محمود عباس مقلداً الرؤساء / ماجد أبو حسنة

 

ماجد أبو حسنة ( فلسطين ) الأحد 30/8/2015 م …

يجري وضع اللمسات النهائية في مدينة رام الله المحتلة قبيل افتتاح “قصر الضيافة الرئاسي”، بحسب ما أعلن المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار “بكدار”، الذي ذكر أن كلفة بناء القصر تصل إلى ثلاثة عشر مليون دولار أميركي.

وكان المجلس الاقتصادي قد نشر معلومات عن القصر على موقعه الرسمي تحت عنوان “قصر الضيافة الرئاسي في سردا، رام الله”، ويضم المجمع قصراً للضيوف بمساحة 4700 متر مربع، ومهبطين للطائرات المروحية، بالإضافة لمبنى إداري بمساحة 4000 متر مربع.

كما يضم القصر حدائق، ويحيط به سور ارتفاعه ستة أمتار، وأسس تحته نظام مائي وكهربائي تحت أرضي، ويبلغ إجمالي المساحة 27000 متر مربع، وأوضح المجلس أن المشروع سيتم تمويله من قبل وزارة المالية الفلسطينية.

وذكر المجلس أن أهداف المشروع تتضمن “تنسيق الدعم الدولي لصالح الشعب الفلسطيني”، ولم يذكر أو يوضح المجلس الاقتصادي كيفية استفادة الشعب الفلسطيني من خلال بناء هذا القصر!

يأتي ذلك في وقت تواجه فيه السلطة الفلسطينية أزمات اقتصادية كبيرة، دفعت حكومتها إلى تبني ميزانية طارئة في آذار/مارس الماضي، بعد فشل الدول المتبرعة بإيصال 4.5 مليار دولار تم التعهد بها في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، بعد العدوان الإسرائيلي على غزة.

من جهتها، ذكرت مصادر في السلطة الفلسطينية أن معظم موارد بناء قصر التشريفات جاءت من التبرعات وأرباح الشركات الوطنية، مؤكدة أن القصر ليس منزلاً شخصياً لعباس، وإنما سيكون مقراً للقيادة وقصراً لاستقبال كبار الضيوف ورؤساء دول العالم بما يليق بفلسطين كدولة!

ويحاول عباس من خلال مشاريع كهذه إيهام نفسه، بأنه رئيس دولة، ولا نعلم عن أي دولة يتحدث؛ دولة تقام على أقل من 22 بالمئة من مساحة فلسطين، وتقسمها الجدران العازلة وحواجز الاحتلال المقامة بين القرى والمدن. إضافة إلى أنه يواصل رئاسة السلطة، على الرغم من انتهاء فترة ولايته منذ العام 2009م.

ولم تنس مصادر السلطة أن تشرح لنا عن الإبداع الهندسي والتصميم الآخاذ للقصر، وأنه جاء بجهود شباب ومهندسي فلسطين!

والمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار، المعروف اختصاراً بـ “بكدار” أنشئته منظمة التحرير الفلسطينية عام ثلاثة وتسعين، كمؤسسة مستقلة بالتعاون والتنسيق مع الجهات المانحة لفلسطين في دعم ما يسمى عملية السلام. وقد أقر “بكدار” أثناء اجتماع عام للمانحين عقد في العاصمة الأميركية واشنطن.

وتشتمل مهام المجلس على تنسيق المعونات المالية من المانحين، والتي بلغت بحسب محلليين اقتصاديين ما مجموعه 25 مليار دولار أميركي من الولايات المتحدة وبلدان أخرى خلال العقدين الماضيين.

ويؤكد المجلس على موقعه أنه يقوم بصرف أموال المانحين بشكل فعال وبكفاءة وشفافية، ويقوم بتوجيهها وفقاً للأولويات الوطنية، ويتولى إدارته مجلس أمناء يرأسه محمود عباس.

ويحق لنا هنا سؤال عباس، هل بناء قصر تشريفيات بتكلفة 13 مليون دولار “أولوية وطنية” أم أنه يرمي إلى مزيد من الفساد المستشري داخل السلطة التي ترأسها؟!.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.