التسويات الدولية بين خيارين / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) الأحد 30/8/2015 م …

تقود اميركا العدوان على شعبنا العربي السوري  , والعراقي , واليمني ,  والليبي ,  والمصري , والفلسطيني وإن بالوكالة بواسطة ادواتها داعش , والنصرة ,  وتحالف دول الخليج والعدو الصهيوني وتركيا .

وتحقق بواسطة عدوانها استنزاف للجيوش العربية ,  وتدمير لكل منجزات وطننا العربي من منشآت ,  ومرافق , وبنى تحتية كلفت دماء وعرق واموال الكادحين , والفقراء، كما تستنزف اقتصاد ,  ومدخرات ,  وثروات شعبنا العربي,  وتمهد لتفكيكه ,  وادخاله في اتون حروب طائفية ,  او جهوية ,  او عرقية او اي عنوان تشاء .

بالمقابل ينعم العدو الصهيوني  _ الذي اصبح عبئاً استراتيجياً واخلاقيا”  على مشروع الهيمنة الاميركي الاطلسي  ولم  , يعد رأس الحربة , والمعسكر الاميركي المتقدم ،_ بالامن والاستقرار ,  وحبك المؤامرات والدسائس والسعي لتفكيك الجبهات العربية بشتى الوسائل , وتقديم الدعم لانظمة التبعية .

لكن التحولات الدولية التي انتجها صمود سورية ,  واليمن , والمقاومة الفلسطينية,  واللبنانية ,  والعراقية ، والتحالفات ,  والمتغيرات الدولية اطاحت بالهيمنة الاميركية,  وقلصت الدور الصهيوني للحد الادنى الاقصى ,  واسفرت عن صعود الدور الايراني ,  وتوقيع  الاتفاق النووي معها بسبب ادراك القوى والشركات الاميركية الاطلسية صاحبة المصلحة ان تطويع ايران بادوات الماضي  من قوة عسكرية , واحداث الفوضى بالجبهة الداخلية ,  وتخفيض اسعار النفط  ,والحصار الاقتصادي اصبح امراً غير ممكن ، وان منافع توقيع الاتفاق السلمي تفوق مكاسب الحرب الامر الذي دفع باتجاه توقيع الاتفاق والسعي لتحقيق التسويات السلمية .

وقد اصبح واضحا ان الصراع الغربي الان هو بين شركات تصنيع الاسلحة العملاقة والعدو الصهيوني والرجعية العربية اي  القوى التي تدفع باتجاه اطالة امد المعارك واستنزاف المنطقة لما يعود عليها من عوائد هائلة نتيجة لمبيعات الاسلحة والذخائر ،

وبين معكسر شركات انتاج الزيت الصخري الاميركية التي منيت بخسائر هائلة ناهزت ال 250 مليار دولار لاصدارها  سندات دين محلية  لتتمكن من مواصلة الانتاج اثر  تخفيض سعر النفط من قبل السعودية السلاح الذي عاد بالوبال على هذه الشركات وعلى دول الخليج , اضافة لشركات التصنيع الاخرى التي ترى في التسويات افاق استثمار هائل في البنى التحتية ومشاريع التنمية العملاقة الخ .

لذا تصف الدوائر المتعددة هذه المراوحة الاميركية بين المشروعين بانعدام  القدرة الاميركية  على اتخاذ القرار الاكثر صوابا وحسم الخيارات الاستراتيجية .

اما على ضفة المواجهات الاخر فالصمود ,  والانتصارات السورية ,  والعراقية ,  والمقاومة الفلسطينية  , واللبنانية  والثورة اليمنية ,  وصلابة الموقف الروسي , والايراني الدولتان اللتان اعلنتا  حرباً نفطية ضد السعودية اي نفس السلاح الذي استخدمته ضد هذين البلدين دون مسوغ وانما رضوخ للارداة الاميركية  .

نحن نعلم ان ايران دولة ناهضة, قادرة على تجاوز الصعوبات الاقتصادية بدليل نهضتها العلمية والصناعية وتجاوزها حصارا دام ما يفوق الثلاثين عاماً  اسفر عن رضوخ القوى المحاصِرة وتوقيعها الاتفاق النووي  الذي سيمكنها من الازدياد قوة ومنعة وازدهار اقتصادي .

كما ندرك ان روسيا دولة صناعية كبرى تحظى بقيادة فذة وتحالف دولي لا يمكن كسره او تجاوزه وبرغم تأثرها بانخفاض عوائد النفط الا ان فائضها النقدي وعوائد بيع الاسلحة واعتماد اوروبا على غازها من ضمن جملة من المقومات المتعددة تمتلكها والتي تمكنها من خوض الصراع حتى تحقيق الانتصار .

اما دول الخليج النفطية ، فتعتمد على هذا المرفق كمصدر يكاد يكون وحيدا لدعم اقتصادها ، وتحالفاتها مع دول عفا عليها الزمن ذات  نظُم سياسية ماضية الى افول واقتصادها يعاني من ازمات بالغة الحدة والعمق

كما ان هذه الدول متورطة بحرب ستستنزف المزيد من ثرواتها وتعمق تناقضاتها ومخاطرها الداخلية

اضافة لافتقار هذه الدول لابسط قواعد الديمقراطية وهيمنة قيادات لا تتمتع باي حد من الخبرات السياسية ولا تُلقي اي عناية للهم العام  , وبمصالح شعوبها , واوطانها .

وبرغم سعي اميركا لاطالة ازمات الوطن العربي وزجه باتون حروب بينية تستنزف طاقاته وثرواته ودماء ابنائه وتشكل بالتالي موردا ينعش شركات صناعات الاسلحة العملاقة ويعود عليها بالارباح الطائلة الا ان شركات البترول ومالكي رؤوس الاموال الضخمة يرون ان في التسويات مصلحة تفوق اغراق المنطقة في الحروب والازمات .

كما ان منطومة المقاومة وحلفائها الاقليميين والدوليين يملكون زمام المبادرات على مختلف اوجهها من سياسية لاقتصادية لعسكرية ويزدادون قوة وتماسكا مما ينعكس على شكل انجازات على الارض حيثما سعت اميركا للعبث والتشبث بمواصلة الهيمنة لذا فاما ان تلتقط دول الخليج الفرصة وتمضي الى التسويات

او تخسر كل الفرص وتمضي الى الزوال .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.