من الفجيرة إلى خليج عمان..نافخ الكير ينفث دخانه السام / أسعد العزوني
أسعد العزوني ( الأردن ) الخميس 13/6/2019 م …
قبل نحو شهر تقريبا قالت مصادر غربية مطلعة أن الهجوم على إيران سيتم يوم السبت الخامس عشر من شهر يونيو 2019 ،وسجلت ذلك في مفكرتي ،وخلال متابعتي لعملية خليج عمان وإستهداف باخرة كوكوكا التي كانت تحمل شحنة لليابان،في هذا اليوم الثالث عشر من شهر يونيو عدت للمعلومة التي هي مفتاح الموضوع الذي يرشدنا إلى الفاعل وأهدافه.
لنتفق أولا أن تحالف صفقة القرن وهم كوشنير وبن زايد والنتن ياهو وبن سلمان،لهم مصلحة كبرى وملحة في إجبار أمريكا على شن هجوم على إيران ،ومن المعلوم ان هذا الهجوم مؤجل ومرفوض منذ أيام الرئيس المجنون بوش الإبن الذي قال للسفاح شارون بعد حثه على ضرب إيران بعد إحتلال العراق:”أرجوك ..إسمحلي في هذه ،فقد نفذت طلبكم ودمرت العراق ،لكنني لا أستطيع الهجوم على إيران لأن الفرس ليسوا عربا…؟؟!!”.
لكن تحالف صفقة القرن ما يزال مصرا على توريط امريكا في حربها مع إيران ولكل هدفه المحدد بطبيعة الحال،فالنتن ياهو يريد إضعاف أمريكا لكسر شوكتها بعد ان لمس ضغوطا منها عليه إبان حكم أوباما للتوصل إلى حل مع الفلسطينيين،ويوافقه في ذلك الصهيوني كوشنير،بينما بن سلمان يريد شطب إيران للإنتقال إلى مرحلة المواجهة مع تركيا ليخلو له الجو كي يلعب مع مستدمرة إسرائيل على هواه ،اما بن زايد فيرى أن السعودية ستدفع ثمن تورط أمريكا مع إيران .
الغريب في الأمر أن ترمب ورغم جنونه لا يرغب بالمواجهة مع إيران ،لكنه يريد مواصلة حلب السعودية ببيعها أسلحة جديدة بقيمة 100 مليار دولار ،ولم نعرف حتى اللحظة ما مصير صفقة الأسلحة التي إتفق عليها الجانبان في الرياض عام 2016 وقيمتها 460 مليار دولار تناولهم ترمب عدا ونقدا.
يلمس تحالف صفقة القرن موقف ترمب وهذا لا يتوافق مع نوايهم بطبيعة الحال ،كما بن سلمان إكتشف أن السعودية فقدت وزنها العربي والإسلامي والدولي في مؤتمرات مكة الأخيرة ،كما ان ترمب قال للملك سلمان :خض حربك بنفسك..وهذه رسالة واضحة وليست بحاجة لمن يفك حروفها.
قالوا أن أي حركة مهما كان وزنها ستحدث في الخليج ستفتح أبواب جهنم على إيران ،لكن أسطول ترمب يقبع على بعد 800 ميل من مضيق هرمز ،وهذا يعني الكثير في علم المنطق،ولذلك فإن تحالف صفقة القرن بدأوا يأكلون أنفسهم غيظا وقهرا بسب موقف ترمب الذي خذلهم ،وذهب إلى اليابان وطلب من رئيس وزرائها السيد شينزو آبي بحمل رسالة منه إلى إيران والقيام بوساطة لحل الإشكال ،ولبى آبي الدعوة وزار إيران وطلب لقاء المرشد الروحي على خامنئي ،الأمر الذي فجر دواخل تحالف صفقة القرن الذين أدركوا إستحالة فرضها ما دامت إيران ترفضها ،فقاموا بإطلاق قذيفتين على الباخرة كوكوكا وإشعال النيران في مكان محدود فيها .
والسؤال الذي يطرح نفسه :كيف تم إطلاق القذيفتين ،ومن أطلقهما ،ومن أي مكان،وكيف إستهدفتا مكانا محددا ؟وأين أجهزة الرصد الأمريكية على الأقل في المنطقة التي تشهد توترا ربما يقود إلى إنفجار العالم ؟ وهنا تعود بي الذاكرة إلى الرمي الغريزي والرمي المصوّب،فالأول يقتل ويصيب العديد من الأهداف بينما الثاني يصيب هدفا محددا فحسب ،كما حدث في عملية مقتل المقبور السادات.
عملية اليوم لا تختلف في حيثياتها عن عملية الفجيرة التي وقعت ضد سفن فارغة ،ولم تلق الإهتمام الدولي ،لذلك إختاروا اليوم هدفا دسما محملا بالمواد القابلة للإنفجار ولو كانت العملية بغير تخطيط تحالف صفقة القرن ،لهز إنفجارها الخليج بأسره ولأحرق سلطنة عمان على أقل تقدير لقربها منها،ولكنها كانت محدودة التأثير لإثارة الرأي العام العالمي وزيادة منسوب التوتر ،ولتحريض العالم على إيران وتوريط ترمب في الصراع المخطط له مع إيرن.
هذه العملية ستشغل الرأي العام العالمي ،ونحن نطالب بإجراء تحقيق دولي محترف لا السكوت عنها كما حدث في عملية الفجيرة ،حتى يعلم الصبية أن اللعب بالنار سيعرضهم للحرق أولا ،فهم الحلقة الأضعف،وهم مكشوفون من أخمص أقدامهم إلى قمة رؤوسهم ،بينما إيران محصنة بقواها الذاتية،وصدق بوش عندما قال لشارون أن الفرس ليسوا عربا…….
التعليقات مغلقة.