الأردن .. آلية الافلات من البحرين و”صفقة القرن” / رداد القلاب

الأردن العربي – الخميس 13/6/2019 م …



عن عمون – رداد القلاب – في الوقت الذي سرت فيه تسريبات إعلامية تفيد بأن الأردن يبحث عن مشاركة منخفضة المستوى في ورشة البحرين، نفى مصدر في غرفة تجارة الأردن، أن تكون الحكومة أو أي جهة أخرى، طلبت من الغرفة أو التجار بشكل رسمي أو غير رسمي، المشاركة أو الانخراط في مشاورات تهدف إلى المشاركة بمؤتمر البحرين المزمع إقامته في العاصمة المنامة نهاية حزيران الحالي.
وقال المصدر ذاته، لـ عمون، “لم تطلب الحكومة ولا أي جهة أخرى، بشكل رسمي أو غير رسمي، المشاركة والانخراط في مشاورات تهدف إلى المشاركة بمؤتمر البحرين المزمع إقامته في العاصمة المنامة نهاية حزيران الحالي”.
حديث المصدر في تجارة عمان لـ عمون، جاء ردا على تسريبات إعلامية تضمنت، البدء بدراسة إمكانية المشاركة في ورشة المنامة الاقتصادية بوفد اقتصادي مكون من ممثلين عن غرف الصناعة والتجارة ورجال الأعمال من القطاع الخاص، وعلى نطاق “ضيق جدا”، وتحت عنوان :”فتح أسواق الضفة المحتلة أمام الصادرات الأردنية، كورقة بديلة عن وقف التصدير والاستيراد من سوريا، ومعرفة ماذا يجري؟!”.
وبحسب تلك التسريبات فإن جهات رسمية شرعت بدراسة شكل وطريقة تمثيل الأردن لتلبية الدعوة الأمريكية للمشاركة في المؤتمر، كإجراء احترازي، لمواجهة ردة الفعل الأمريكي المترتب على المشاركة من عدمها.
وتأتي تلك التسريبات، عقب تأكيد الملك عبدالله الثاني، خلال لقاء جلالته بعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية الثلاثاء، في الديوان الملكي، على ثبات الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينين، ورفض أي حلول باستنثاء حل الدولتين وبغض النظر عن مؤتمر المنامة الاقتصادي.
وبنفس الإطار، لم تحسم الحكومة، أمرها من المشاركة أو عدمها في مؤتمر “التشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية” الذي يقام في العاصمة البحرينية المنامة، أواخر الشهر الجاري بدعوة أمريكية، ونفت أن تكون قد بلغت الإدارة الامريكية، موافقتها على الدعوى التي تلقتها.
وبنفس الوقت صرح مصدر مسؤول، الأربعاء، أن المملكة لم ترد بعد على دعوة واشنطن للمشاركة في مؤتمر البحرين الاقتصادي، بعدما نقل متحدث باسم البيت الأبيض موافقة الأردن ومصر والمغرب بالموافقة على تلبية الدعوى الأمريكية.
وتشدد الدبلوماسية والتحرك الأردني، والتصرف تجاه القضايا الإقليمية الكبرى، على قاعدة “النظر إلى الحجم والموقع الجيوسياسي والدبلوماسي الدولي الذي يتمتع به، وسط إقليم “ملتهب” بالتوازي مع مصالحه وثوابته الداخلية والقومية، وبنفس الوقت لا يتصرف بـ “انفصام”، بمعنى يعلن مواقفه ودول عظمى!.
وتعي المملكة أن الحلول المطروحة للسلام والقضية الفلسطينية بحسب المقياس الأمريكي بقيادة الرئيس دونالد ترامب، لا تناسبه وتحديداً “صفقة القرن”، ويعلن عن رأيه بشكل واضح ويحاول الإفلات من حالات “الخنق” التي تواجهه وبطريقة ناعمة – لا تعيبه -، لأن المناكفة غير واردة في قاموسه، وأثبتت التجربة نجاعة تلك النظرية، والمثال: التعامل مع الأزمة السورية على حدوده طول 8 سنوات على قاعدة “لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم”.
إلى ذلك، أكد رئيس الديوان الملكي السابق عدنان أبو عودة أن مصلحة الأردن بأن يكون مشاركا وعلى الطاولة مباشرة في ورشة البحرين وبأي صفة رسمية، سواء من الديوان الملكي أو الحكومة أو حتى سفير الأردن في البحرين.
وقال أبو عودة لـ الجزيرة.نت، إن أي غياب عن مؤتمر البحرين سيمس بمصالح الأردن الجوهرية.
وأوضح أن الأردن قلق من صفقة القرن نظاما وشعبا، ويتشارك في ذلك مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وكلمة “صفقة” لا تعني عملا منفردا، بل تحتاج إلى شريك، والشريك الطبيعي هو السلطة الفلسطينية التي ترفض المشروع جملة وتفصيلا.
وبين أبو عودة أن الأردن لم يتخذ قراره النهائي لغاية هذا اليوم بالمشاركة أو عدمها في مؤتمر البحرين الاقتصادي
وتعصف بالأردن أزمة اقتصادية خانقة تتمثل بارتفاع المديونية العامة بلغت نحو 40 مليار دولار أمريكي ما يزيد عن 28 مليار دينار، وتوقف الكثير من المساعدات الدولية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.