صفقة القرن .. حقائق صاخبة في كلمات هادئة / د. لبيب قمحاوي

د. لبيب قمحاوي ( الأردن ) الجمعة 14/6/2019 م …



بغض النظر عن ما يقال بخصوص صفقة القرن ، يجب مراعاة النقاط التالية بإعتبارها الأساس الحقيقي لما يجري وما هو قادم تحت مسمى صفقة القرن :-
أولاً : تهدف صفقة القرن إلى إغلاق ملف القضية الفلسطينية وليس حلها ويتم ذلك من خلال إعتبار فلسطين أرض يهودية ، واليهود هم سكان فلسطين الأصليين والفلسطينيين هم العنصر الطارئ .
ثانياً : الشق السياسي قد تم تنفيذه تقريباً دون الإعلان عن تفاصيل صفقة القرن . وهذا يشمل
– تهويد صفة وواقع مدينة القدس العربية الفلسطينية .
– العمل على إلغاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة .
– إلغاء حق تقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة .
– إلغاء صفة الأراضي الفلسطينية كأراضي محتلة وتحويلها إلى أراضي إسرائيلية وبالتالي شرعنة المستوطنات والإستيطان .
ثالثاً : إن التنفيذ دون الإعلان عن التفاصيل السياسية لصفقة القرن يهدف إلى تجنيب الأنظمة العربية إحراج الرفض أو إحراج القبول قبل فرض الأمر الواقع الجديد ضمن رؤيا صفقة القرن . فمعظم الأنظمة العربية ضعيفة ومهلهلة وتفتقر إلى الدعم الجماهيري ولا تستطيع بالتالي القبول العلني لصفقة القرن تماماً كما أنها غير قادرة على الرفض العلني بحكم ضعفها وإعتماد معظمها على الدعم الأمريكي .
رابعاً : مؤتمر البحرين يهدف إلى توفير مخرج للأنظمة العربية للتعامل بالنتيجة مع الشق السياسي لصفقة القرن من خلال توفير بوابة إقتصادية توحي وكأن ما هو قادم حقبة من الرخاء الإقتصادي من خلال ما يسمى بالسلام الإقتصادي مع العدو الإسرائيلي. وفي هذا السياق يكون ولوج العرب في صفقة القرن بكل أبعادها السياسية من خلال البوابة الإقتصادية مما يجنب الأنظمة العربية إحراج القبول بالشق السياسي أولاً .
خامساً : مؤتمر البحرين سوف يفشل في نتائجه حتى ولو أعلنت أمريكا وإسرائيل نجاحه، لأن الهدف هو نجاح الشق السياسي . فالسلام الإقتصادي بالنسبة للقائمين على صفقة القرن يجب أن يكون أحد نتائج السلام السياسي وليس بديلا عنه .
سادساً : التباطؤ في الإعلان عن المراحل النهائية لصفقة القرن هو نتيجة للوضع الإسرائيلي الداخلي والإنتخابات القادمة وليس نتيجة الرفض العربي الرسمي أو الضغوط العربية ، حتى وإن إدعى بعض العرب ذلك .
سابعاً : في حقيقة الأمر ، فإن معظم الأنظمة العربية لم تسعى إلى ممارسة أية ضغوط حقيقية على أمريكا لمنع صفقة القرن ، بل إكتفت بالعمل على إيجاد مخارج ومبررات لتبرير خضوعهم للضغوط القادمة من الخارج والتمهيد للقبول بصفقة القرن بطريقة أو بأخرى .
ثامناً : مقتل صفقة القرن يتمثل في الموقف الفلسطيني الرافض تماماً لهذه الصفقة شكلاً وموضوعاً ومساراً ونتيجة وواقعاً ، وعلى الأنظمة العربية أن تعي ذلك وأن تلتزم به ، خصوصاً الأردن المجاور لفلسطين والذي ترتبط مصالحه بمصالح الفلسطينيين وقضيتهم بشكل كامل .
هذه هي الحقيقة المرَّة في أبسط تعابيرها .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.