بريطانيا “شاهد زور دائم” لواشنطن في الاكاذيب / كاظم نوري

صورة ذات صلة

كاظم نوري ( العراق ) الإثنين 17/6/2019 م …




من يتابع سياسة بريطانيا على المستوى الدولي يكتشف ان هذه الدولة التى كانت ” تسمى بريطانيا العظمى” هي اشبه ب “المستعمرة الامريكية في اوربا” حيث  توجد على اراضيها قاعدة وربما قواعد امريكية عسكرية  قد لاتكون على مستوى ما موجود على اراضي  المانيا او الدول الاوربية الاخرى التي انضمت الى الاتحاد الاوربي بعد انهيار  الاتحاد السوفيتي عام 1991  مثل بولونيا ولاتفيا  ولتوانيا واستونيا لكن بالتاكيد هناك قاعدة عسكرية امريكية على ارض ” بريطانيا” استخدمت  واقلعت منها طائرات امريكية عملاقة  من طراز” بي 52″ ووجهت صواريخ الى مواقع في العراق  اثناء غزوه واحتلاله عام 2003.

التبعية البريطانية للولايات المتحدة واضحة وضوح الشمس  ولاتحتاج الى ادلة” تبعية ذيلية” في المواقف  ربما ناتجة عن اتفاقات لم يكشف عن  تفاصيلها وقعت بين الجانبين الامريكي والبريطاني بعد هزيمة بريطانيا في الحرب ضد امريكا  بعد التحرير و اقامة الولايات المتحدة الامريكية  .

  ومن الامثلة على ذلك وخلال زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاخيرة  الى لندن في اطار جولة اوربية اقترح  ترامب ان يكون وزير الخارجية الاسبق جونسون رئيسا للحكومة بعد استقالة تيريزا ماي بالرغم من ان هناك ضجة واتهامات كانت موجهة الى جونسون بانه كذاب  وخدع الراي العام البريطاني فيما يتعلق باتفاق ” بريكست” مع الاتحاد الاوربي.

   وترددت انباء عن احتمال مثوله امام المحكمة لكن كل شيئ تبخر ما ان  اشار الرئيس الامريكي الى اهمية جونسون لرئاسة الحكومة البريطانية  وهو ما اثار غضب  زعيم حزب العمال المعارض.

وبعد كل تلك الضجة   التي اثيرت حول ضرورة مثول جونسون امام المحكمة تم الاعلان عن اعفائه من المحاكمة  لنسمع ايضا انه يتصدر قائمة المرشحين لرئاسة الحكومة.

 تخيلوا المشهد  من المثول امام المحكمة الى ترشيح لرئاسة الحكومة البريطانية.

هل  ان ذلك جاء عفويا ام ان  ما قاله الرئيس ترامب  قد تم تنفيذه على المستوى الرسمي لا الشعبي طبعا.؟؟؟

شيئ اخر اكد عليه الرئيس الامريكي هو مواصلة لندن الخروج من الاتحاد الاوربي وعدم دفع  الغرامة للاتحاد التي تصل الى ” 50″ مليار دولار وطرح نفسه باسم الولايات المتحدة كشريك اقتصادي مهم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي. وطالب ترامب باستبدال “عمدة لندن” صادق خان ” وهو باكستاني الاصل منتخب رسميا  ووصفه بالكارثة .

وهناك امثلة عديدة نوردها تؤكد ” ذيلية السياسة البريطانية” لسياسة واشنطن منها مثلا وقوفها الى جانب الولايات المتحدة في الحرب ضد العراق  وغزوه واحتلاله تحت تسويق اكاذيب وحجج واهية . وعن احدث المواقف ما وقع من تفجيرات واستهداف للسفن في منطقة الخليج ما ان   تحدث وزير الخارجية الامريكية بومبيو عن اتهامات ” مفبركة” ضد ايران حتى صاحت ” لندن” نضم صوتنا الى صوت الولايات المتحدة في الوقت الذي اعتبر فيه وزير الخارجية الالماني ان المعلومات التي اوردها بومبيو غير كافية لادانة ايران بالتفجيرات  وطالب بتحقيق معمق بعيدا عن الاتهامات غير الموثقة .

كما ان هناك خبرا تناقلته صحف بريطانية من بينها ” الغارديان  مفاده ان قوات  بريطانية خاصة تعمل في سورية  منذ وقت بعيد سوف تكلف بمحاربة ” روسيا” على الساحة السورية بعد التخلص من الارهاب وبهذا تكون بريطانيا اول دولة تستجيب لدعوات واشنطن من حلفائها الغربيين  للانضمام  اليها في مواصلة تامرها  في سورية بالرغم من وجود قوة فرنسية ايضا الى جانب القوات التركية التي تحتل مناطق في شمال  وشرق سورية.

في الامم المتحدة كما في اروقة المنظمات والمؤسسات التابعة لاجهزة امريكية مخابراتية او غيرها  والتي تعمل تحت غطاء انساني كاذب في العالم  تكون لندن السباقة دوما بالاعلان عن تاييدها لبيانات تلك المنظمات او المؤسسات وهناك تجارب عديدة لعل اقربها بيانات  منظمة اصحاب الخوذ البيضاء التي لعبت دورا اجراميا في فبركة روايات استخدام دمشق اسلحة محرمة.

وهاهي لندن اول المهرولين  وراء واشنطن  عندما ارسلت قوة عسكرية خاصة لدعم مخطط امريكي يدعوا الى تشكيل ” تحالف دولي مشبوه” في مياه الخليج على شاكلة ” التحالف الدولي المزعوم لمحاربة الارهاب في سورية والعراق والحجة حماية ناقلات النفط من اعمال تخريبية وحتى دون الرجوع الى مجلس الامن الدولي في خطوة اشبه بخطوات قراصنة البحار.

 وبالرغم من ان بريطانيا تحمل رقم 1 في الكذب والخداع  كما عرف عن تاريخها السياسي والعسكري  منذ حقبة ” ” الامبراطورية التي لاتغيب الشمس عن مستعمراتها ” لكن موقعها الجغرافي قد تقهقر بعد بروز الولايات المتحدة كقوة كبرى و تحولت الى تابع لواشنطن بعد ان انحسر دورها  في العالم واصبح مسمى ” الجزر البريطانية” ”  هو الاكثر مناسبا لها بصرف النظر عن تمسكها بمناطق تبعد الاف الكيلومترات عن حدودها احتلتها في السابق  ولازالت تستغلها وتتمسك بها جغرافيا  مثل ” جبل طارق” وجزر الفوكلاند التابعة للارجنتين وحتى في مناطق في جزيرة قبرص ترابط عليها قوات بريطانية.

بريطانيا ” شاهد يوثق دوما اكاذيب واشنطن” لان تاريخ هذا الشاهد  مليئ بالاكاذيب انها شاهد زور حتى ان لم تر شيئا  لكنها تبصم “بالعشرة” طالما ان الكذبة صادرة عن البيت الابيض ؟؟؟.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.