فلسطين … حتى لا ننسى … ذكرى إعدام ثوار البراق ( الثلاثاء الحمراء ) “حجازي وجمجوم والزير”

الأردن العربي – الإثنين 17/6/2019 م …



 تصادف، اليوم ذكرى إعدام سلطات الانتداب البريطاني، أبطال ‘ثورة البراق’ محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير.

وبدأت قصة الأبطال الثلاثة عندما اعتقلت قوات الانتداب البريطانية مجموعة من الشبان الفلسطينيين إثر ثورة البراق، هذه الثورة التي بدأت عندما نظم قطعان المستوطنين مظاهرة ضخمة بتاريخ 14 آب 1929 بمناسبة ما أسموها’ ذكرى تدمير “هيكل سليمان” أتبعوها في اليوم التالي 15/آب بمظاهرة كبيرة في شوارع مدينة القدس حتى وصلوا إلى حائط البراق، وهناك راحوا يرددون ‘النشيد القومي الصهيوني’، بتزامن مع شتم المسلمين.

واندلعت مواجهات واحتجاجات عنيفة رفضاً للمارسات الصهيونية وحينها استطاعت شرطة الانتداب اعتقال 26 فلسطينياً ممن شاركوا في الدفاع عن مدينة القدس وحكمت عليهم بالإعدام جميعا في البداية لينتهي الأمر بتخفيف هذه العقوبة إلى السجن المؤبد عن 23 منهم مع الحفاظ على عقوبة الإعدام بحق الشهداء الثلاثة محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير.

وأعدم الابطال الثلاثة في 17-6-1930 بسجن القلعة في مدينة عكا رغم الاستنكارات والاحتجاجات العربية.

فؤاد حسن حجازي

ولد في مدينة صفد- شمال فلسطين عام 1904. تلقى دراسته الابتدائية في مدينة صفد ثم الثانوية في الكلية الاسكتلندية وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت.

شارك فؤاد حسن حجازي مشاركة فعالة في مدينته في ثورة البراق التي عمت أنحاء فلسطين عقب أحداث البراق سنة 1929 وقتل وجرح فيها مئات الأشخاص وقد أقرت حكومة الانتداب حكم الإعدام على كل من: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم، عطا الزير.

كان فؤاد حسن حجازي الأول من بين المحكومين الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في يوم 17-6-1930، بسجن القلعة بمدينة عكا، وأصغرهم سناً.

رسالة

وقد سمح له أن يكتب لأهله رسالة في اليوم السابق لموعد الإعدام. كتب وصيته وبعث بها إلى صحيفة اليرموك فنشرتها يوم 18-06-1930، بخط يده وتوقيعه، وقد قال في ختامها:

إن يوم شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة، إن هذا اليوم يجب أن يكون يومًا تاريخياً تلقى فيها الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية.

محمد خليل جمجوم

محمد خليل جمجوم ولد بمدينة الخليل عام 1902م وتلقى دراسته الابتدائية فيها. أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت وشارك في الأحداث الدامية التي تلت ثورة البراق ضد يهود صهاينة في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين.

عرف محمد خليل جمجوم بمعارضته للصهيونية وللانتداب البريطاني. وبعد أحداث ثورة البراق أقدمت القوات البريطانية على اعتقاله في 1929م مع 25 من العرب الفلسطينيين وقد حوكموا جميعاً بالإعدام إلا أن الأحكام تم تخفيفها إلى مؤبد، إلا عن الأبطال الثلاثة “حجازي وجمجوم والزير”. وكان تطبيق حكم الإعدام شنقاً في محمد خليل جمجوم الساعة التاسعة صباحاً.

عطا أحمد الزير

ولد في مدينة الخليل- فلسطين عام 1895م، عمل في عدة مهن يدوية واشتغل في الزراعة وعرف عنه منذ الصغر جرأته وقوته الجسمانية.

كانت له مشاركة فعالة في مدينته في ثورة البراق. تم إعدامه في سجن القلعة بمدينة عكا، على الرغم من الاستنكارات والاحتجاجات العربية. وهو كان أكبر المحكومين الثلاثة سنًا.

قدم الشاعر الشعبي نوح إبراهيم مرثية للمحكومين الثلاثة، غنّتها فرقة العاشقين، ويعرفها الفلسطينيون كافة.

فيما يلي كلمات الأغنية:

كانو ثلاث رجال
اتسابقوا عالموت
اقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد
وصارو مثل يا خال
بطول وعرض البلاد
****
نهوى ظلام السجن يا أرض كرمالك
يا ارض يوم تندهي بتبين رجالك
يوم الثلاثة وثلاثة
يا أرض ناطرين
مين الي يسبق يقدم روحو من شانك

من سجن عكا طلعت جنازة محمد جمجوم وفؤاد حجازي

جازي عليهم يا شعبي جازي المندوب السامي وربعه عموما

محمد جمجوم ومع عطا الزير فؤاد الحجازي عز الذخيرة

أنظر المقدم والتقاديري بحْكام الظالم تا يعدمونا

ويقول محمد أنا أولكم خوفي يا عطا أشرب حصرتكم

ويقول حجازي أنا أولكم ما نهاب الردى ولاالمنونا

أمي الحنونة بالصوت تنادي ضاقت عليها كل البلادي

نادوا فؤاد مهجة فؤادي قبل نتفرق تيودعونا

بنده ععطا من وراء البابِ أختو تستنظر منو الجوابِ

عطا يا عطا زين الشبابِ تهجم عالعسكر ولا يهابونَ

خيي يا يوسف وصاتك أمي أوعي يا أختي بعدي تنهمي

لأجل هالوطن ضحيت بدمي.. كُلو لعيونك يا فلسطينا

ثلاثة ماتوا موت الأسودِ جودي يا أمة بالعطا جودي

علشان هالوطن بالروح جودي كرمل حريتو يعلقونا

نادى المنادي يا ناس إضرابِ يوم الثلاثا شنق الشبابِ

أهل الشجاعة عطا وفؤادِ ما يهابوا الردى ولا المنونا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.