سورية صامدة بثوابتها وقيادتها الحكيمة ومحور المقاومة راسخ / د. مي حميدوش
لقد كانت سورية وعبر التاريخ وستبقى الصخرة التي تتكسر عليها كل المؤامرات، سورية بموقعها الاستراتيجي وشعبها المقاوم العظيم المنتمي لسوريته قبل أي مذهب أو طائفة أو دين وقيادتها الحكيمة المنتمية إلى نبض الشعب صاحبة المواقف القومية الأصيلة الداعمة للمقاومة وحق تحرير الأرض و الإنسان وجيشها العقائدي الباسل.
هذه هي سورية وهذا هو سر الصمود ولكن الدول المتآمرة لم تعلم بأن السوريون قادرون على صنع النصر واعتقدوا بأنهم سينهارون سريعا أمام الضغوط المتنوعة التي مورست عليهم.
لم يعلموا بأن السوريين شعب حي قادر على التجدد لا يركع أمام المعتدين شعب تسري دماء العروبة والمقاومة في عروقه.
سورية التي قسمت العالم إلى معسكرين وجمعت كل المقاومين الشرفاء وعلى امتداد العالم هذه هي الجمهورية العربية السورية وهذا هو سر صمودها وليعلم كل من تآمر وخان بأن لعنة الغدر ستصيبه وكلهم ماضون وسورية وحدها الباقية.
رغم كل المحاولات الحثيثة لضرب محور المقاومة وإعادة رسم الخارطة السياسية من جديد بما يتناسب مع أطماع التحالف ” الصهيو – وهابي ” إلا أن المعادلات السياسية والانجازات الميدانية قلبت تلك الصورة وأعادة رسم الخارطة السياسية العالمية وفق ما يراه محور المقاومة و قد يستغرب البعض ما نتحدث عنه لكن الواقع اليوم يفرض معادلات جديدة وعمليات الفرز بدأت منذ أن تم الترويج لخديعة الربيع العربية وتحت مسمى الثورات الشعبية كان الهدف الحقيقي هو إعادة تيار الإخوان المسلمين إلى الواجهة السياسية عبر سيطرته على الحكومات العربية وبالتالي يتم الالتحاق بالركب الصهيوني لكن عبر بوابة تركيا الاردوغانية.
ما يجري اليوم على الساحة الدولية والإقليمية يشكل مشهداً مختلفاً عن ما كان عليه قبيل إطلاق خديعة الربيع العربي والعدوان على سورية والذي تحول إلى نصر جديد شكل حالة من الانقسام الدولي وبدأت عملية إعادة التموضع بالنسبة إلى كافة اللاعبين السياسيين.
وإذا قرأنا الخارطة السياسية قبل بدء الحرب على سورية نجد بأن حركة الإخوان المسلمين العميلة وتحت مسميات مختلفة قد سيطرت على مقاليد الحكم في كل من تونس وليبيا ومصر وهي موجودة أصلا في أنقرة ولم يتبقى لاستكمال الطوق إلا سورية أما بالنسبة لفلسطين فهي تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني من جهة وتحت سيطرة التيار الإخواني متمثلاً بحركة حماس من جهة أخرى أما في لبنان فصورة الحرب الأهلية ما تزال ماثلة في الأذهان والتيار المتآمر على المقاومة ما يزال يمتلك المبادرة على الأرض بشكل أو بآخر وفي باقي بلدان المغرب العربي تخضع إلى التيارات السلفية الناشئة تحت ظل الإخوان المسلمون أما دويلات الخليج والأردن فقد تحولت إلى ناديا للملوك والأمراء انتقالا إلى السودان واليمن فقد تمت التجزئة وأيضا تحت راية الإخوان المسلمون وهنا نجد بأنه لم يتبق سوى العراق وسورية.
اليوم وبعد الصمود السوري والحكمة السياسية للقيادة السورية والانجازات الميدانية للجيش العربي السوري بدأت الأمور بالتغير وبدء سقوط التيار الإخواني في مختلف الدول وأثبت السوريون أنهم يمتلكون مفاتيح القرار في المنطقة.
ما يجري اليوم على الساحة الإقليمية والدولية يتبين لنا بأن معادلة ما سمي بالربيع العربي قد سقطت وباتت من الماضي الأليم والعالم اليوم يمضي نحو إعادة رسم للخارطة السياسية وروسيا باتت هي وكل الحلفاء اللاعب الرئيسي وقد استطاع الحلفاء من فرض معادلة جديدة وعلى الجميع الالتزام بها.
في الختام لابد من القول بأن القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد وبسالة الجيش العربي السوري وصمود الشعب السوري أعاد رسم خارطة العالم وفق نهج المقاومة.
التعليقات مغلقة.