لبنان … هذه كواليس المفاوضات مع الكيان الصهيوني حول الحدود البحرية والبرية بينهما
الأردن العربي – السبت 22/6/2019 م …
تحدّث المحلل السياسي في المركز العربي لنزاعات الشرق الأوسط في واشنطن جو معكرون عن مفاوضات إيرانية – أميركية تتعلّق بالحدود اللبنانية البحرية.
وذكر الكاتب أنّه في 13 أيار، وتحديدًا عندما كانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تكشف عن أنّ البيت الأبيض يراجع الخطط العسكرية لمهاجمة إيران، هبطت طائرة كانت تقلّ مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد في بيروت، ولم تكن تلك الزيارة معلنة.
ولفت الكاتب إلى أنّه على رغم التوترات الإيرانية – الأميركية، فإنّ الزائر الأميركي تمكّن من تحقيق تقدّم في المفاوضات حول الحدود البحرية، والمتوقع أن تتقدّم أكثر في الأسابيع المقبلة.
وأشار الكاتب إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية تتوسّط في النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل منذ العام 2012، ولم يحصل أي تقدّم حتى الشهر الماضي. وفي 9 أيار الماضي، قدم الرئيس ميشال عون مبادرة رسمية إلى السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيث ريتشارد، مؤلفة من نقطتين رئيسيتين، الأولى تتمثل بتشكيل لجنة عسكرية لعقد اجتماعات في مقر “اليونيفيل” في الناقورة على أن تكون الولايات المتحدة الوسيط الفعلي فيها، والثانية التفاوض على الحدود البرية والبحرية معًا. وأضاف الكاتب أنّ وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتز أشار إلى القبول المبدئي بهذه المبادرة في 27 أيار حين قال إنّه من مصلحة لبنان وإسرائيل إجراء محادثات حول الغاز الطبيعي والنفط.
وأشار الكاتب إلى أنّ إسرائيل ردّت عبر ساترفيلد بتقديم عرض إلى لبنان، يتضمّن توسيع اللجنة العسكرية لتشمل ديبلوماسيين.
وتوقف الكاتب عند نقطة مثيرة للجدل وهي ما إذا كانت ستتم مناقشة مسألة الحدود البحرية والبرية معًا كما جاء في العرض اللبناني، أو ستُقيّد المحادثات بالحدود البحرية كما تقترح إسرائيل. وفي هذا الصدد، أكدت الولايات المتحدة أنه لا يوجد في القانون الدولي أي علاقة بين ترسيم الحدود البرية والبحرية، في حين ألمحت إسرائيل إلى أنها ستناقش الحدود البحرية فقط، ولم يتضح بعد كيف سيرد لبنان على هذه النقطة.
وأوضح الكاتب أنّ الجانبين اللبناني والإسرائيلي يسعيان إلى وضع معايير قبل بدء المفاوضات في الناقورة، مشيرًا الى أنّ إسرائيل تسعى إلى تحديد مهلة ستة أشهر لهذه المحادثات، فيما يصرّ الجانب اللبناني على فتح أفق المفاوضات حتى يتم التوصل إلى اتفاق، كما يرغب المسؤولون اللبنانيون بتغطية من الأمم المتحدة من أجل إضفاء الطابع الرسمي على أي اتفاق محتمل.
ورأى الكاتب أنّه على رغم التصعيد الدبلوماسي والعسكري بين واشنطن وطهران، فإنّ الخرق الذي جرى في النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل قدّم نموذجًا للتخفيف من التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، مع عدم فرض “حزب الله” فيتو على المفاوضات مع إسرائيل لتسوية قضايا الحدود. ويعيد الكاتب السبب بذلك إلى الضغوطات التي مورست قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى لبنان، والتي أدت الى تغيير في المواقف اللبنانية.
وأشار الكاتب إلى عقبات قد تعيق الوساطة الأميركية وعملية التفاوض، أبرزها تحضير رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو للانتخابات البرلمانية، ما يقلّل من فرص قبوله لإتفاقية حدودية قد تستخدم ضده في حملته الانتخابية.
التعليقات مغلقة.