رسالة مباشرة… من التربية الى أعداء النور ومحبي الظلام، ماذا تضمنت؟ / د.خيام الزعبي

 

د.خيام الزعبي ( سورية ) الثلاثاء 1/9/2015 م …

عانت المؤسسات التربوية والتعليمية في سورية من ويلات الحرب، إذ إستهدفت المدارس في بعض المناطق بالعمق، فيما أعداء النور ومحبي الظلام والحاقدون على بلدنا يستمتعون في قصف هذه المؤوسسات وتدمير بنيتها التحتية، فرغم تجاوز معاناة هذا الشعب لكل قيم وأعراف الحروب والأوضاع الأمنية المتوترة إلا أنه ما زال صامداً رافضاً الإستسلام، والدليل على ذلك سيتوجه في صباح يوم الأحد 13أيلول آلاف الطلاب السوريين الى مدارسهم مؤكدين على إرادة الحياة المتجددة لدى السوريين، وكلهم عزيمة على مواصلة الدرب ونيل فرص النجاح ليكونوا النواة الصحيحة لبناء هذا البلد الذي أحاطته حزمة من الأزمات المصنوعة بالخارج والوافدة إلينا من خارج الحدود، وبذلك إستطاعت  وزارة التربية أن تكون بقدر التحدي وتقرع جرس إنطلاق العام الدراسي 2015 – 2016م، لتكون وزارة التربية قد ألغت جميع الشائعات التي تناولتها بعض وسائل الإعلام المغرضة، والأخبار التي كانت تتناولها بعض وسائل شبكات التواصل الإجتماعي، التي كانت تشكك بقدرة الوزارة على بدء العام الدراسي الجديد في ظل جميع هذه الظروف الإستثنائية.

اليوم أخذ الإرهاب الحاقد يكثف قذائفه الإجرامية على مؤسساتنا التربوية مستهدفاً وزارة التربية بشكل هستيري وبصورة وحشية مخلفا أعداداً من الشهداء والجرحى من المراجعين بعد أن فشل في تحقيق أهدافه طوال الخمسة سنوات الماضية، وكأن الإرهاب لديه مشكلة مع الأمن القومي السوري فمن قبل حاولوا واهمين العبث بالخريطة الجغرافية بالوطن وتنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني، واليوم حاولوا أيضاً العبث بأخطر قضايا الأمن القومي الداخلي وهو التعليم فأرهبوا وروعوا محاولين بكل قوة فرملة تدفق العلم الى تلاميذ وطلاب سورية وأعتدوا على الأساتذة وأشعلوا النيران في المراكز والمؤسسات التعليمية وخطفوا الطلاب وإغتالوا الكفاءات العلمية، برغم ذلك إستمرت وزارة التربية بمتابعة تنفيذ خططها التربوية لمواجهة الأزمة من خلال إيلاء قطاعاتها كل الإهتمام والرعاية والتطلع نحو المستقبل المشرق لتحقيق أهدافها المرسومة.

في سياق متصل إن المؤسسات التربوية والتعليمية لا زالت وستظل صامدة أمام التكالب والتحالف العالمي على المشروع السوري الذي يتقدم ويتطور بثبات ويقين نحو طرد المجموعات المسلحة والتنظيمات المتطرفة من أراضينا، لأن القضاء على التعليم ونشر الأمية والجهل بين الناس من أهم أدوات التنظيم فى السيطرة على العقول وتوجيهها بما يخدم مصالح التنظيم وأهدافه الخاصة، حيث تُشير كافة الأخبار والمعلومات الواردة من مناطق سيطرة التنظيم إلى أنه إنه بشكل مستمر يعادي كافة أشكال التعليم والتنوير، ويسعى دوماً إلى جعل المدارس فى مرمى النيران.

بالمقابل إن إستمرار وزارة التربية بكل مديرياتها في بلدنا هو بمثابة رسالة للعالم أجمع بأن السوريين هم صنّاع الحياة على مر التاريخ، ولا تستطيع أي قوة في العالم أن توقفهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية وبناء جيل متمرس وواع وقادر أن يبني مستقبل هذا الوطن، لأن التعليم هو العماد الذي سنرتكز عليه للإستقرار وإعادة البناء والإعمار في المرحلة المقبلة، وبذلك إستطاعت وزارة التربية ان تقطع كافة السبل على جميع الأعداء الذين كانوا يراهنون على شلّ الحركة التربوية والتعليمية في سورية بل على العكس فقد تكّيف المعلمون الأبطال في كافة المناطق السورية لمواصلة تعليم الأطفال رغم التهديدات والمخاطرالكبيرة.

مجملاً….نقول لأولئك الذين يريدون تدمير الحياة ونرسلهم الرسالة بأن الحياة باقية في سورية والتعليم مستمر، وأن وطننا سورية هو بلد المحبة والسلام والوئام … قاعدة للبناء والعطاء … ومنبعاً للقيم والأصالة، وأن التعليم في مدارسنا يعبر عن الصمود السوري، وأن المسيرة التعليمية هي مسيرة مقاومة بسعيها المتواصل في بناء الشخصية السورية والإنسان السوري الصامد على أرضه المدافع عنها، وبإختصار شديد إن العلم هو الضمانة الحقيقة والراسخة لمواجهة الأفكار التكفيرية وحصارها، كما أنه الوسيلة الأنجح والأنسب لتجفيف منابع التطرف والتشدد والغلو.

وأخيراً لا يسعنا إلا أن نعبر عن أسفنا الشديد لما حصل في وزارة التربية اليوم التي هي شريان الحياة المدنية وقلبها النابض، وهذا التصرف هو جزء من المؤامرة الحاقدة على الوطن وأمنه واستقراره ومكتسباته، وهنا نؤكد بأن التاريخ لن يغفر لهم  جريمة ضرب وقصف الوزارة وإتلاف ورقة من أوراقها المرتبطة بحياة ومستقبل أبناء الشعب السوري.

  [email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.