العاطفة الحمقاء (2) …الاخوان المسلمين وحقائق للتاريخ وتفاصيل مؤامرة فيلدمان وصعود الاخوان / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الثلاثاء 1/9/2015 م …
مازالت دروس التاريخ تعلمنا ان من لايقرأ الماضي جيدآ لن يقدر على فهم الحاضر ولن يستطيع ان يتكهن بالمستقبل ،، مناسبة هذ الكلمات انه مازال هناك فئه ليست بقليلة من امتنا العربية والاسلامية تصطنع لنفسها للأسف اطار خاص مبني على “عاطفة حمقاء” تؤمن بجماعات متأسلمة رهنت مصير الامه كل الامه رهينة للغرب الصهيو -ماسوني ومازالت هذه الفئه من الامه تبتعد عن فهم الماضي لتعرف الحاضر على الاقل وما زالت لغاية الان لا تؤمن بنظرية “المؤامره” كواقعة وحقيقة مثبته تستهدف كيان الامه ككل ، ومن هنا ومن قاعدة ان درء المفاسد أولى من جنب المنافع سوف اتحدث عن مؤامرة “نوح فيلدمان” والرابط بينها وبين سر صعود “الجماعات المتأسلمة” وعلاقة صقور البيت الابيض احفاد العم سام “الماسونيين الجدد” و “الصهاينه بالوراثة” بكل هذه المؤامرة التي اصطنعت وانتجت لنا جماعات متأسلمة تتستر بستار الدين الاسلامي الحنيف ، والهدف هو الاساءة للاسلام وللمسلميين ، لتبقى الامه الاسلامية والعربية بالذات منها تحت الوصاية والتبعية لامريكا التي تحكمها اليوم القوى المسيحية المتصهينة ومافيات اللوبيات الصهيونية الماسونية القذره.
وهنا سنبدأ بسرد بعض الحقائق عن مؤامرة نوح فيلدمان وبلمحه بسيطه عن “نوح فيلدمان” فهو يهودى أمريكى أرثوذكسى وبالاحرى مسيحي متصهين وهو أستاذ للقانون بكلية الحقوق بجامعة نيويورك، حصل على درجة الدكتوراه في الفكر الإسلامي من جامعة أكسفورد الانجليزية ، وهو مؤلف كتاب شهير عنوانه ” بعد الجهاد: أميركا والنضال من أجل الديمقراطية الإسلامية “، عمل مستشارا لوزارة الخارجية الأمريكية بعد غزوها لأفغانستان عقب أحداث 11 سبتمبر ، وكان المسؤول الاول عن صياغة مسودة الدستور الأفغانى المعمول به حاليا هناك ، كما عين مستشارا دستوريا للحاكم الأمريكى فى العراق” بول بريمر “عقب سقوط بغداد بأيام فى أبريل عام 2003 وهو من قام بصياغة مسودة الدستور العراقى المؤقت فى مارس 2004 ثم أصبح دستورا دائما بعد إستفتاء الشعب العراقى عليه فى ديسمبر عام 2005 وهو من اشرف على وضع دستور مصر وتونس كذلك.
لفيلدمان مجموعه من الكتب التي درس من خلالها التاريخ العربي والاسلامي واهم هذه الكتب هو كتاب، صدر تحت عنوان “سقوط وصعود الدولة الإسلامية” سنة “2008، هذا الكتاب يحمل الكثير من الدلالات حول فكرة تمدد واصطناع الغرب للاسلام المتطرف” داعش ومنتجاتها “، وبالانتقال الى خلفيات هذه المؤامرة التي اصطنعها المسيحي المتصهين فيلدمان، نقرأ انه وبعد ولوج نظرية “صراع الحضارات” ودخولها بقوه الى حسابات موازين القوى العالمية المستقبلية والتي تبشر بنظام عالمي جديد مكون من امبراطوريات ذات أساس عرقي أو ديني، ولكن ليس بالضرروة أن تكون على أساس أيدلوجيات سياسية أو إقتصادية، ولتنحصر هنا حتمية هذا الصراع كما يروج لها واضعي نظرية “صراع الحضارات” بين العقائد الدينية والامم العقائدية، وبالتوازي مع هذه النظرية اصتدمت هذه النظريه بفكراخر يؤمن بنظرية “نهاية العالم” التي تزعم الإنتصار الأخلاقي والإستراتيجي للحضارة اليهو – مسيحية القائمة على الحرية والديمقراطية والراسمالية .
بالمحصلة استمر صراع هذان الفكران والنظريتان في اروقة دوائر صنع القرار الامريكي -البريطاني -الفرنسي “تحديدآ” وبين المحللين الاستراتيجيين والمخططين ورجال الدين وغيرهم مع خشيه امريكية من عودة صراع الحضارات الى الواجهة من جديد الا ان حصلت احداث 11 ايلول عام 2001 من، المفبركة اعلاميآ، وحينها اقتنعت دوائر صنع القرار الامريكي بفرضية فشل الدولة الوطنية في الحفاظ على المصالح الأساسية للدول الكبرى العظمى المنتصرة، وحينها قررت امريكا وحلفائها بان عليهم اعادة رسم ملامح جديدة لهذا العالم يضمن لهم بان تبقى السيادة الدولية ضمن نظرية “نهاية التاريخ” وبنفس الوقت عليها ان تتخلص من نظرية “صراع الحضارات” ومن الطبيعي ان تكون الامة الاسلامية جزء من هذا الصراع وهي ضمن هذه النظرية تعتبر العدو الاكثر قوه وعددآ وايمانآ وصاحبة تاريخ عظيم ولها عقيده تؤمن بانها ستعود يومآ لتحكم هذا العالم من جديد ، ولذلك قررت امريكا وحلفائها الولوج بمعارك ضد ما تسميها الدول راعية الارهاب والدول المارقه في محاوله لتدمير هذه الامه وتقسيمها وتفيتها وضرب مقومات وحد تها فكانت وجهتها العسكرية الاولى الى “افغانستان والعراق” وحينها تلقت خسائرفادحه بشريآوماديآ مما جعل هذا الخيار غير مقبول “اي الخيار العسكري والتدخل المباشر”، حتى بين صقور الإدارة الأمريكية.
لذلك اتجهت الأنظار جميعها نحو نوح فيلدمان ليقدم الحل الذي قد يغير تاريخ البشرية فكانت نظرية فيلدمان تقوم بالاساس على ان العالم الإسلامي هو الشريك الأمثل للحضارة الغربية، فلا يرئ فيلدمان العالم الإسلامي كخصم في صراع الحضارات، اذا تم وضع جماعات اسلامية بفكر غربي تحمل شعارت اسلامية في رأس هرم السلطه في عدة بلدان فأن نجحت التجربه يتم تعميم هذه التجربه على اكبر عدد ممكن من الدول العربية والاسلامية وحينها ستكون هذه الامه شريك أو حليف محتمل في النظام العالمي الجديد “بشرط إستمرار التبعية طبعا” فيرى فيلدمان أن الحل الأمثل لإحتواء العالم الإسلامي و تفادي صراع الحضارات، و القضاء على الإرهاب الإسلامي “والمقصود بالارهاب الاسلامي من وجهة نظر فيلدما ليس داعش ومنتجاتها بل كل فكر مقاوم يعارض تمدد المشروع الصهيو -امريكي بمنطقتنا العربية والاسلامية”، ويقول هنا فيلدمان انه تم اصطناع هذه الجماعات المتأسلمة ستكون هي الضامن لتوفير مناخ مناسب لإستمرار أمن دولة إسرائيل – فكل هذا ممكن إذا أمكن إستعادة دولة الخلافة الإسلامية حسب ما يقول فيلدما
طبعآ، فيلدمان لا يرغب في دولة خلافة مثل الأموية أو العباسية مثلآ فهذا يعتبر تجسيد لكابوس صراع الحضارات في أسوء “سيناريوهاته” بل ولا حتى بنوع من الإتحاد الإقتصادي على غرار الإتحاد الأوروبي – حيث أن ذلك قد يؤدي لخروج العالم العربي من التبعية للغرب ،، فنظرية فيلدمان حول “صعود الدولة الإسلامية” ترى أنه من الممكن الحصول من العرب والمسلمين على كل ما نريد، بدون عنف وبأقل تكلفة، إذا أمكننا ايهام المسلمين أنهم اصبحوا احرارا ولهم كرامة عن طريق زرع جماعات اسلامية في هذه الدول تنادي بتطبيق الشريعة الاسلامية، وذلك ممكن عبر إيجاد نوع مختزل مما يمكن وصفه بدول خلافة اسلاميه – يكون فيها للشريعة الإسلامية مكانة متميزة، وإن كانت شكلية ، ويقول فيلدمان إن سيادة الشريعة الإسلامية كقانون يحترمه ويقدسه الجميع “قد تكون وسيلة أسهل وأقل تكلفة كي نجعل المسلمين يفعلون كل ما نريد وهم يظنون أنهم يفعلون ما يرضي الله ورسوله.
المخاطرة سهلة والمعادله بسيطه جدآ فإذا نجحت هذه الجماعات الاسلامية “باختبارات حسن النوايا وتنفيذ المخططات” فلهم البقاء، وإن لم تستطع فالعسكر دائما موجودون ويمكنهم إعادة الإسلاميين للمعتقلات بسهولة والامثله حيه وشاهده على ذلك ويقول فيلدمان كذلك أن القانون في العالم الإسلامي قد يكون نوع ما من الشريعة ، وأن أفضل وسيلة لإعلاء تلك الشريعة هي عودة نوع ما من علماء الإسلام لدور الرقيب والضامن لإحترام الشريعة، ووفق نظرية فيلدمان مطلوب أنظمة ذات مرجعية إسلامية لنظام الحكم، بدون تطبيق فعلي لأحكام الشريعة الإسلامية مطلوب دولة أو بالأصح دول خلافة إسلامية دون أن تكون هناك وحدة إسلامية ، مطلوب سيادة القانون الاسلامي مع عدم تفعيل جوهر ذلك القانون فمن هذا الكلمات نلاحظ أن هذا التصور – دوله مدنية بمرجعية إسلامية – هو نفس المشروع الذي تتبناه، على الأقل في العلن، حركة الإخوان في مصر، والنهضة في تونس، ومجلس الثورة في ليبيا، وكذلك بعض الحركات الإسلامية في المغرب العربي.
فلقد أصبح الإسلام السيا سي في معظم ارجاء العالم العربي يطالب فقط بالمرجعية، دون الإصرار على التطبيق الفعلي للشريعة، وينادي بدولة ذات طبيعة إسلامية، مع استبعاد كامل لفكرة دولة الخلافة الواحدة الموحدة ،، وبذلك فإن هذه التيارات الإسلامية تتوافق تماما مع تصور فيلدمان للشرق الأوسط الجديد ، ولكن طبعا مع إختلاف الدوافع ،، وهذا ماينادي به كذلك نوح فيلدمان ويقول أنه يمكن تحويل العالم الإسلامي من أعداء إلى شركاء عن طريق هذه الجماعات التي يجب تموليها وحشد الدعم الاعلامي والشعبي لها بمناطقها حتى تكون البديل والحليف الافضل لامريكا، ويقول فيلدمان انه من خلال هذه الجماعات يمكن القضاء على الإرهاب الإسلامي، بل وحتى إنهاء حالة العداء الشعبي لدولة إسرائيل، إذا قام الغرب بمنح الجماعات الاسلاميه شيء من الشرعيه وأن نعاملهم بدرجة أكبر من الإحترام والثقة.
ختامآ،يرى فيلدمان أن هذه الجماعات الاسلامية سوف تصبح أكثر نفعا للغرب إذا وصلت لكراسي الحكم ببعض الدول العربية وستحول هذه الجماعات الدول من نظام الدول الوطنية المستبدة الفاشلة حسب رأيه إلى أنظمة عادلة تحترم القانون “ومن هنا نعرف سر صعود الجماعات المتأسلمة الى كراسي الحكم ببلاد مايسمى بالربيع العربي بالقترة الماضية ،، وكيف اوصلتهم نظرية فيلدمان الى هذه الكراسي “وهذا كله بالنهاية سوف يزيد من حتمية بقاء هذه الجماعات والشعوب التي تحكمها هذه الجماعات المتأسلمة تحت الوصاية الامريكية -الصهيونية، وبقائها ضمن نطاق التبعيه للغرب بما يضمن لامريكا ان تبقي نظرية” صراع الحضارات “حبيسة الافكار وان تطلق العنان لنظرية” نهاية التاريخ “” التي تزعم الإنتصار الأخلاقي والإستراتيجي للحضارة اليهو-مسيحية القائمة على الحرية والديمقراطية والرأسمالية المستبدة .
يتبع ………
*كاتب وناشط سياسي –الأردن.
التعليقات مغلقة.