واشنطن تتمادى دون ان تصغي الى منطق العقل الروسي / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) الأربعاء 26/6/2019 م …
تواصل روسيا تكرار دعواتها للولايات المتحدة الامريكية وعلى ارفع المستويات مفادها ان اي حرب ” نووية ” قد تندلع جراء العبث والهوس الامريكي في العالم خلافا للمواثيق والمعاهدات الدولية لامنتصر فيها وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه صرح اكثر من مرة بان الحرب النووية تعني هلاك البشرية قالها ليس من موقع ضعف لان الجميع يعلم امكانات روسيا النووية الكفيلة بمسح القارتين الامريكية والاوربية من الخارطة لكن الرد الامريكي ياتي دوما بالضد من كل تلك الطروحات الروسية وبغطرسة تعيدنا بالذاكرة الى الغطرسة النازية بما في ذلك المقترح الروسي الاخير الذي يدعوا الى توقيع اتفاق” روسي امريكي” بعدم استخدام السلاح النووي في اية حرب .
الولايات المتحدة وبدلا من ان تدرس كل تلك المقترحات وتضعها في الحسبان نراها تتمادى في سياستها المتهورة وتلجا الى طرق وحيل واهية وابتكار وسائل مخادعة ظنا منها انها تستطيع خداع ” موسكو” برئاسة بوتين الذي يحتفظ في ذاكرته بخزين من الاساليب والمبتكرات الغربية الملتوية منذ الحقبة السوفيتية وفترة الحرب الباردة حتى الان.
ومن الوسائل المخادعة الجديدة للادارة الامريكية التحدث عم مفهوم ” الحرب النووية المحدودة” وهو مفهوم قد يدفع الكثير من الدول الى بناء ترسانات نووية.
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف في حديث لصحيفة ” كوميرسانت” ان واشنطن بدات تطبق مفاهيم تلمح الى امكانية كسب الحرب النووية. ووصف التفكير في ان الحرب النووية يمكن ان تكون محدودة وعلى الطريقة التي ارتكبت فيها واشنطن جريمة هيروشيما ونغازاكاي في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية بانها ممارسة في غاية الخطورة وتزعزع استقرار الامن الدولي.
وسخر ريابكوف من هذه الاساليب وقال ” ان جيل العاب الكومبيوتر الذين لايتحملون اي مسؤولية تجاه استخدام القوة العسكرية بما في ذلك العامل النووي باتوا قريبين من مركز اتخاذ القراروالتحكم بالازرار المختلفة.
حقا كانت روسيا الاتحادية محظوظة وشعبها الذي قدم تضحيات جسام في حروب وطنية محظوظة بهذا القائد” بوتين” الذي يمتلك خبرات متراكمة عن الاساليب الغربية الاستعمارية والاعيبها .
ولو كانت روسيا على حالها في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسن لما كنا نسمع الان بشيئ اسمه ” روسيا الاتحادية” وبهذه القدرات والامكانات العسكرية والمواقف الصلبة التي تصدت فيها لالاعيب الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها الغربيات في اروقة مجلس الامن الدولي والمنظمات الاخرى التابعة للامم المتحدة ووقفت عسكريا الى جانب الشعوب في سورية وفنزويلا ومناطق اخرى في العالم متصدية للمشاريع الامريكية التخريبية والتدميرية التي تتصدر الواجهة فيها ” المجموعات الارهابية” التي تربت في كنف ” المخابرات الامريكية ” واجهزة مخابرات الغرب منذ الحرب التي كان يطلق عليها ” حرب المجاهدين” ضد السوفيت في افغانستان .
لو كان الذي يقود دفة سفينة روسيا الاتحادية غير الرئيس فلاديمير بوتين الخبير في احابيل والاعيب الغرب الاستعماري والطاقم المحيط به امثال وزير الدفاع شويغو ووزير الخارجية لافروف وبقية المسؤولين في الدولة لكان مصير روسيا وشعبها كمصير يوغسلافيا السابقة التي شنت عليها ” دول حلف شمال الاطلسي ” ناتو” العدواني بقيادة الولايات المتحدة حربا تحت ذرائع مختلفة و مزقها الغرب الاستعماري الى دويلات لا وزنا عسكريا لها ” ضم معظمها رغم صغر حجمها الى حلف ” ناتو” وحولها الى قواعد عسكرية له خاصة تلك القريبة من الحدود الروسية في اطار تمدد هذا الحلف ” شرقا” ومحاولة فرض الحصار العسكري على روسيا الى جانب الاجراءات الاقتصادية المنافية للاعراف والقوانين الدولية والتي تشارك فيها دول غربية الى جانب الولايات المتحدة .
التعليقات مغلقة.