لقاء ترامب مع كيم على حدود الكوريتين فصل مسرحي امريكي / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) الخميس 4/7/2019 م …
تفتقت مواهب الرئيس الامريكي دونالد ترامب بفصل مسرحي جديد مثير للشبهات تمثل بطلب عقد لقاء مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون في منطقة حساسة ومهمة بين الكوريتين منذ الحرب بينها في الخمسينات وجرى الطلب ” الترامبي ” عبر تويتر وليس عبر القنوات الدبلوماسية المتعارف عليها في التعامل بين الدول.
وبالرغم من ان طلب ترامب مثير للاستغراب والتساؤل ويحمل علامات استفهام كبيرة فقد استجاب الرئيس كيم المعروف بالحذر الشديد في تحركاته وماكله ومشربه وربما حتى ملبسه بحسن نية لطلب ترامب واعتبر ذلك اول زيارة لرئيس امريكي الى كوريا الشمالية ما ان اجتاز ترامب خط الحدود الفاصل ” اي المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين ” قادما من كورية الجنوبية .
وبصرف النظر عن الغاية من هذه الزيارة والقمة ” السريعة” التي لم تسفر عن اي شيئ سوى الاثارة الاعلامية وسماع المجاملات وقد تخللها مديح امريكي غير مالوف من جانب ترامب صاحب التصريحات المتناقضة وغير الموزونه فان الرئيس الكوري الشمالي الذي عرف عنه انه لايثق بالولايات المتحدة الامريكية سبق له و طالب استبدال طاقم المفاوضات الامريكي وتحديدا طلب استبعاد وزير الخارجية الامريكية بومبيو من المشاركة في الوفد الامريكي المفاوض نظرا لتصريحاته العدوانية ضد كورية وقيادتها.
ترامب وبعد التبجيل والاطراء على الرئيس الكوري الشمالي الذي وصل حد ” الغزل” به اعلن عن لقاءات امريكية كورية شمالية في الاسابيع المقبلة ولاندري هل يتم استبعاد بو مبيو من الوفد الامريكي ام انه سوف يكون على راس الوفد الامريكي المفاوض وماذا سيكون رد فعل ” بيونغ يانغ” التي طالبت بان لايكون وزير الخارجية الامريكية ضمن الوفد المفاوض نظرا لمواقفه المتطرفة التي ازعجت الرئيس الكوري الشمالي نفسه.
ترامب وخلال اللقاء اعرب عن اسفه بان العقوبات باقية على كورية الشمالية وكان هذه العقوبات ” نزلت من السماء” وبقدرة قادر ولم تكن عقوبات امريكية صرفة في اطار سياسة وقحة معادية للشعوب والحكومات التي لاتروق سياستها لواشنطن بالامكان الغائها او تخفيفها كحسن نية من جانب واشنطن في المباحثات الامريكية الكورية القادمة .
وبدلا من ان يتعهد ترامب باتخاذ خطوات ايجابية من الممكن قبولها لحلحلة الوضع في شبه الجزيرة الكورية صب معظم حديثه على ” تجريد بيونغ يانغ من الاسلحة النووية دون ان يطرح اية وعود امريكية برفع العقوبات والحظر الجائر على كورية الشمالية.
ان السلوك الامريكي المتعالي والمتعجرف و محاولة الاستخفاف بالاخر والوعود الكاذبة التي تتنصل منها واشنطن وحتى الاتفاقيات المبرمة والموثقة دوليا جعل المفاوض اي مفاوض مع الولايات المتحدة الامريكية يحذر ويتعامل بعدم ثقة مع واشنطن فكيف الحال في المفاوضات الامريكية الكورية الشمالية المقبلة ونحن نسمع ان اي اتفاق يتم التوصل اليه بين “بيونغ يانغ وواشنطن” يجب ان يخضع بتوثيق من طرفين دوليين هما ” الصين وروسيا”.
هذا ما ردده الجانب الكوري الشمالي مرارا مثلما ردد ان كوريا الشمالية لاترغب في ان تكون ليبيا ثانية وذلك في اشارة الى التامر على ليبيا وقتل القذافي الذي قدم تنازلات وسلم معدات للغرب لكنه لم يسلم من التصفية كما لم تسلم بلاده وشعبه من الدمار والموت.
التعليقات مغلقة.