تأصيل ثقافة الفكر الريادي / د. حمزة البلاونة
مما لا شك فيه أن تأصيل ثقافة الفكر الريادي ونشر الثقافة الريادية بات ضرورة ملحة في الوقت الراهن ففي ظل استمرار الأزمة الاقتصادية التي يمر بها المجتمع الأردني والتي أدت إلى استفحال ظاهرتي الفقر والبطالة لدى الشرائح الاجتماعية وخاصة شريحة الشباب فقد أصبح الاتجاه السائد لدى الشباب الأردني هو تأسيس مشاريع ريادية تمكنهم من الاعتماد على ذاتهم وتأمين دخل مالي لهم ولأسرهم ، ويركز الباحثين المهتمين بالشأن التنموي على الدفع بهذا الاتجاه والعمل على تشجيع الشباب على إقامة المشاريع الريادية وتوفير البيئة المناسبة لإقامتها كونها تؤدي دوراً محورياً في استدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الأمر الذي جعل من هذه المشاريع تحظى بأهمية كبيرة على المستوى المحلي.
والمملكة الأردنية الهاشمية شأنها شأن الدول النامية التي اهتمت بالبحث عن بدائل تنموية مناسبة لتحسين نوعية الحياة لمواطنيها فكان من بين تلك البدائل التنموية ترسيخ ثقافة العمل الحر للقطاع الشبابي عن طريق تشجيع الشباب على تأسيس المشاريع الريادية التي تمكنهم من الاعتماد على الذات وتعزيز القدرات والمهارات الفردية لهم وبالتالي مواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجههم وهنا لا بد من الإشارة إلى ما يلي:
على الحكومة والجهات المانحة للتمويل في الأردن أن تستمع للمقترحات التي يقدمها الشباب الأردني المستهدف بالمشاريع الريادية والتي تساعدهم في تأسيس مشروعات ريادية تمكنهم من الاعتماد على ذاتهم.
إنشاء موقع الكتروني و قاعدة بيانات خاصة بالمشاريع الريادية وعمل تنسيق بين الجهات المانحة وتوحيد الشروط والضمانات التي يتطلبها المشروع الريادي للحصول على التمويل المالي اللازم ونشر كل ما يتعلق بالثقافة الريادية على الموقع الالكتروني أولاً بأول.
يجب الاستفادة من نتائج البحوث والدراسات التي أجريت حول أهمية المشاريع الريادية ودورها في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشرائح المستهدفة لا سيما شريحة الشباب فقد أشارت نتائج بعض تلك البحوث والدراسات إلى وجود معوقات تحول دون تأسيس مشروعات ريادية لذا لا بد من العمل على معالجتها أولاً بأول خاصة أنها تأتي من الفكر الشبابي المعني بتأسيس تلك المشروعات.
لقد آن الآوان أن يتم تمكين الأفراد في النواحي الاجتماعية والاقتصادية من خلال دعم المشاريع الريادية في الوقت الذي تطالعنا به الإحصائيات الرسمية عن زيادة معدلات البطالة بين صفوف الشباب ولا بد من البحث عن نماذج تنموية حديثة من شأنها تأصيل الثقافة الريادية لدى الشباب نظراً للعلاقة الجدلية التبادلية ما بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية ذلك أن ربط النظريات التنموية بالعمل الميداني على أرض الواقع للراغبين بتأسيس مشاريع ريادية لهو من متطلبات تأصيل ثقافة العمل الريادي لدى الشباب بالإضافة إلى ذلك لا بد من تقيم فاعلية المشاريع الريادية باستمرار ومعالجة الخلل ونقاط الضعف حتى تُؤْتِي هذه المشاريع أُكُلَهَا على أكمل وجه.
التعليقات مغلقة.