من صفحات بطولة جيشنا العربي الأردني في فلسطين / بكر خازر المجالي
* معركة الحية (بيت مرسم ) 1965. وهل كان الهجوم على السموع ثأرا لها ؟
في قيظ عام 1965 كانت معركة بيت مرسم الشهيرة ،و بيت مرسم تقع على خط الهدنة المرسوم عام 1949 ، وقد اقتطع الخط مساحة واسعة من اراضي هذه القرية واصبحت داخل الارض المحتلة ، وهي تقع بالقرب من بلدة دورا الى الجنوب الغربي من الخليل .
لكن ما هي معركة بيت مرسم والتي تعرف باسم معركة الحية كما يسميها اهل القرية ممن شاهدوا المعركة . ؟
في زيارة لهذه القرية الصامدة وفي لقاء اتسم بالحماس مع اهلها الذين يمتلؤون معنوية وثقة رغم ضنك العيش ، تحدثوا عن معركة شهيرة يسمونها معركة الحية ، كانت سرية من الجيش العربي الاردني بقيادة الرائد محمد العملة ومساعده النقيب محمد ضيف الله الهباهبة ترابط في المنطقة ، وقرية بيت مرسم ملاصقة للحدود ، وحدث ان الجرافات الاسرائيلية مقابل القرية كانت تقوم بشق طريق ،وحدث ان ظهرت من بين الركام افعى ضخمة فتجمع الجنود الاسرائيليون حولها لمشاهدتها ، وكان الجيش الاردني يراقب المشهد امامه عبر خط الحدود ولا تبعد المنطقة اكثر من 400 متر ، فاصابت الحمية جنود الجيش الاردني واستغلوا تجمع جنود العدو واطلقوا فورا نيران رشاشاتهم وبنادقهم عليهم دون انتظار اية اوامر ،وقال شهود العيان ان عدد القتلى ما قل عن عشرين قتيلا ، وتشتت العدو ، وفي اليوم التالي اراد العدو الثأر وكان الوقت حارا جدا والمنطقة مليئة بالاعشاب الجافة ، وكان الجيش الاردني يتوقع الانتقام ومستعد للمواجهة ،فتحركت قوة اسرائيلية لاجتياز الحد باتجاه بلدة بيت مرسم ،لكن الجيش الاردني اطلق النار بكثافة وكان اتجاه الرياح شرقي فاشتعلت الاعشاب واصبح جنود العدو وسط حقل مشتعل، فانسحبوا بسرعة مع استمرار النار الاردنية ، ووقعت خسائر كبيرة في صفوفهم .
تحدث اهل القرية عن دقائق هذه المعركة في صيف سنة 1965 وهم يتذكرون حتى اسماء بعض الضباط الاردنيين ، وقالوا ان الهجوم على بلدة السموع عام 1966كان للثأر مما وقع لهم في بيت مرسم ،ونفس السرية التي نفذت عملية الحية هي التي تصدت لهجوم العدو على السموع واستشهد عدد من جنودها اضافة لمساعد قائد السرية النقيب محمد ضيف الله الهباهبة . وحين احتل العدو الضفة الغربية فان العدو قام بهدم القرية كاملة كرد انتقامي، واعاد اهلها بناء القرية فيما بعد .
سألنا عن قائد المعركة الرائد محمد العملة فقالوا ان بلدته هي بيت أولا ضمن محافظة الخليل ، وتحركنا اليها ليستقبلنا رئيس البلدية واهل البلدة وابدوا كرما عربيا اصيلا وحفاوة اخوية ، وليقولوا ان محمد يوسف العملة قد توفاه الله قبل فترة ، فقررنا الذهاب الى مقبرة البلدة وزيارة ضريحه والسلام عليه ووقفنا برهة من الوقت نستذكر صفحات البطولة والمجد وقرأنا الفاتحة والترحم عليه .
هذه من صفحات تاريخ جيشنا العربي الاردني ، كما يرويها اهل بيت مرسم من رجالها ومن نسائها اللواتي في وجوهن القوة ومعاني الصمود والثبات وفي ثيابهن الفلسطينية التراثية المطرزة قصة الاصالة والتراث العميق ومعاني الهوية العربية .
التعليقات مغلقة.