تركيا تستهدف الجيش السوري…والأسد يصفع أردوغان / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) السبت 13/7/2019 م …
بعد أن أصبح الجيش السوري يمتلك قوة ردع قوية ضد الميليشيات والقوى المتطرفة، متمثلة في القوة الصاروخية، والتي كان لها الفضل في تغيير سير المعركة من الدفاع إلى الهجوم، وقلب موازين القوى وتغيير سير المعركة على الأرض، استعاد الجيش قرية الحماميات التي تقع على الطريق الاستراتيجي “محردة السقيلبية”، بريف حماة الشمالي الغربي بعد معارك عنيفة مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام التي استقدمت الانتحاريين للهجوم على مواقع الجيش السوري، لتنكشف مؤامرة تركيا على سورية، حيث تم توثيق ما قام به من قاده جيش أتراك وتدريباتهم للميليشيات المسلحة هناك.
بمتابعة انتشار الإرهاب وصعود القوى المتطرفة إلى المنطقة، ندرك جيداً أن هذا الانتشار يصب في صالح الأهداف الإستراتيجية التركية- الإسرائيلية في المنطقة، في هذا الاتجاه تحوّل الإسناد التركي للجماعات المسلحة في الشمال السوري إلى تدخّل مباشر بالسلاح في محاولة لوقف إندفاعة الجيش السوري باتجاه تحرير إدلب من القوى المتطرفة، بالإضافة إلى إعادة بناء توازنات جديدة تعزز تأكيد أنقرة بأنها لا تزال تملك قرار المجموعات المسلحة هناك ولا تزال قادرة على التحكم بقرارات سوتشي أو أي تفاهم لا يتناسب مع حجم رهاناتها خلال فترة الحرب على سورية.
لتحقيق ذلك أرسلت تركيا المجموعات التكفيرية خاصة الأوزبكية والتركستانية الإرهابية إلى سورية كما استقدمت أفضل وحداتها من فرق الكوماندوس للسيطرة على جبل التركمان أعلى قمم جبال ريف اللاذقية والقريبة من الحدود التركية وكان الهدف الأساسي منها هو منع الجيش السوري وحلفائه من الإمساك بالشمال الغربي لسورية، مع فتح معارك ريف حماة الشمالي وجنوب ادلب.
ما زاد من تأجيج تركيا والهجوم على مواقع الجيش السوري هو زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى دمشق حمل فيها رسالة وهواجس خليجية من النفوذ التركي المتعاظم شمال سورية، كما جاء الهجوم متزامن مع إعلان الجيش السوري بدء عملية عسكرية جوية واسعة ضد مواقع ومقرات وتحصينات التنظيمات المتطرفة على محور حلب وإدلب التي تهدف إلى استنزاف قدراتها وقطع طرق الإمدادات عنها.
مما لا شك فيه أن هناك تغييرات في الملف السوري، خاصة بعد تقدم الجيش السوري في حلب والمناطق الأخرى من سورية، الذي من خلاله شارفت لعبة كسر القيود على نهايتها، فلا غريب أن يشهد السوريون نجاح عملية تحرير حلب، ولا غريب أيضاً أن يسمع السوريون في يومنا هذا تصريحات الرئيس الأسد عن قرب نهاية داعش وأخواتها ودحر الأعداء، إذ أكد الأسد: “أن المعركة مفتوحة مع الأعداء ولم تنتهي إلا بزوالهم” داعياً الجيش السوري بأن يظل السلاح ممشوقاً حتى الانتصار المؤزر.
مجملاً… يخوض أبطال سورية معركة شرسة، ليجعلوا من أنفسهم سوراً لحماية سورية وأهلها، فهم يسطرون اليوم صفحة جديدة مليئة بالعز ليضربوا بيد من حديد كل من يسعى للنيل من أمن سورية، هذا التقدم الكبير للجيش السوري وحلفاؤه ما هو إلا خطوة واحدة في مسيرة اجتثاث الإرهاب وطرد المتطرفين من سورية، لذلك فإن الأيام القادمة ستشهد مزيداً من الانتصارات الحاسمة في سورية خاصة مع إعلان الجيش السوري بدء بتنفيذ الخيارات الإستراتيجية للرد على التنظيمات المسلحة بعد أن اكتملت الاستعدادات النهائية للدخول في مرحلة كسر العظم في إدلب.
وفي النهاية …نقول إلى كل من يخطط لهدم سورية وتقسيمها، هذا لن يحدث أبداً لأن الشعب السوري متماسك ، كما نقول لهم إن كل ما يحاك ضد سورية من كل التنظيمات الدولية لن تجدي نفعاً ولن يحدث أي انكسار للشعب، وسورية دائماً من انتصار إلى انتصار رغم أنف تركيا وأعوانها، وأن سورية لن تعود إلى الوراء مهما حاول الواهمون لأن أبناءها قادرون على تخطي هذا المرحلة بكل قوة وعزيمة.
التعليقات مغلقة.