الحراك العراقي إلى أين؟ / مصطفى العراقي

 

الأردن العربي – مصطفى العراقي ( الخميس ) 3/9/2015 م …

في بداية الكلام يجب أن نقول إن التظاهرات الشعبية من حيث المبدأ هي أمر مهم جداً لأنها تعتبر دليلاً واقعياً على تطور المجتمعات وقيامها بأساليب حضارية للدفاع عن حقوقها المشروعة في العيش الكريم لجميع أفراد المجتمع من دون تمييز على أساس عرقي أو طائفي أو طبقي.

إن الحراك الشعبي في العراق والذي حصل في الأسابيع الأخيرة للانتفاض ضد الطبقة السياسية الفاسدة التي حكمت العراق منذ سقوط النظام في 2003 والى يومنا هذا هو حراك مدني للشباب العراقي ومن مختلف الطبقات والأديان، وفي بداية الأمر كان الحراك يهدف الى تحقيق الخدمات ومحاربة الفساد، ولكن عندما خرج الشعب بهذه الصورة الكبيرة وفي وقت يحارب العراق على جبهة واسعة ضد الإرهاب الخارجي والحواضن الداخلية كان لزاماً على الحكومة العراقية ان تنفذ المطالب بأسرع وقت لتفويت الفرصة على من يحاول ركوب موجة الاحتجاجات لتحقيق أهداف سياسية ضيقة، وهو ما حصل للأسف الشديد، فما يحدث الآن من دعم اعلامي من قنوات فضائية مشبوهة للتظاهرات ومحاولة هذه الفضائيات لصناعة شخصيات ضعيفة من الناحية السياسية وشخصيات اخرى مرتبطة بدول خارجية للسيطرة على التظاهرات والخروج بزعامات مصنوعة لجعل العراق دولة تابعة للدول التي تدعم هذه الشخصيات وأبرزها تركيا والسعودية، ولكن هناك املاً كبيراً لتمزيق هذا المشروع، من خلال استغلال التظاهرات لدعم المشروع المقاوم لجميع المشاريع المشبوهة، وان نستنهض الشعور العروبي والمقاوم في نفوس الشعب العراقي هو ان يتم تصوير ودعم الحشد الشعبي وقيادات الحشد الشعبي النزيهة والمقاومة كمخلّص رئيسي من دواعش الإرهاب ودواعش الفساد في الوقت نفسه…

ان ما يحدث في المنطقة هو مشروع متكامل لجعل «إسرائيل» هي الصديق الوفي للمنطقة، وجعل إيران ومحور المقاومة هما العدو الأكبر لشعوب المنطقة، والاعتماد في هذا المشروع هو التفكير السطحي لأغلب شعوبنا العربية وانحصار تفكير المواطن العربي بالقوت اليومي ورفاهية العيش وعدم التفكير بالهمّ الأكبر، وهو العودة إلى العروبة والوحدة العربية، فكلّ بلد عربي الآن منشغل بالأمور الداخلية للبلد ذاته وعندما نتكلم بطريقة شاملة وعندما نقول إنّ المصير مشترك وانّ انتصار او هزيمة أيّ بلد عربي هو انتصار او هزيمة لجميع البلدان العربية يتمّ الردّ علينا بأنّ حلّ مشكلة البلد أوْلى من التفكير في شكل شامل، وهذا هو الخطأ الأكبر لأنّ في العائلة الواحدة عندما يصاب أحد أفراد العائلة بمرض ما تصاب العائلة كلها بالشلل والإعاقة…

في الختام اقول إنّ العراق العروبي هو الحلّ الوحيد لعودة العراق الى سيادة الدول العربية مع الشقيقة سورية، لترجع سوراقيا قولاً وفعلاً هو الحلّ الوحيد للبلدين…

ناشط شبابي عراقي

في ساحات الحراك الشعبي

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.