انا بخير- انت بخير- في وطن ليس بخير / ديانا الزين

 

ديانا الزين ( الجمعة ) 4/9/2015 م …

من يبني الاوطان؟ الشعوب طبعا! جواب بديهي لسؤال في اي بلد سالته. لكن الاوطان العربية تقف في مكان مختلف من الكرة الارضية، ويمكن وصف الوضع بكل بساطة بانه وضع” قمعي، ديكتاتوري، وغبي جدا.” ولا يختلف الغباء عن الديكتاتورية ابدا.فالديمقراطية غير موجودة فعليا في العالم، بل يمكن وصف ما هو موجود” بالديكتاتورية الذكية.”

الثورة نتيجة طبيعية في اي بلد قد وصلت به الامور مع الشعب الى حد لا يمكن احتماله، ولا يمكن ان تكون حكرا على احد، لكن يمكن ان نصنف الثورات بما هو ثورة حقيقية، اوصلت الى نتائج مرجوة، وثورة غبية عشوائية، اوصلت الى ما حضرته مسبقا بعض الاجاندات العالمية، ان كان بطريقة مباشرة أم غير مباشرة، او ما استفادت منه، وروى غليلها وحقق أهدافها.

في لبنان، وكالعادة، يحاول المواطن ان ينتفض على فساد طبقة سياسية، تزيدها الايام عفنا وجبروتا، وطبعا اتباعا لمقولة”يا فرعون مين فرعنك”. لكن اللبناني يقع دائما فريسة شوفانيته المفرطة، منتقدا الأحزاب وتصرفاتها، وفي الوقت نفسه، يشبهها الى حد بعيد، لكن تحت عناوين مختلفة.

الحراك الجديد القديم ،هذه المرة اختلف الى حد ما، حيث ان عددا من المنظمين اختلفت اسماءهم، بينما الاخرون وجدوا لأنهم من الذين ناضلوا قديما، وما زالوا يؤمنون ان الفرصة ما زالت قائمة للتغيير.

التغيير!هنا تكمن المشكلة! بداية الحراك هو للتغيير، لكن التغيير اتى مرفقا بالسباب والشتائم والتخوين وما الى ذلك. وكالعادة، امتلات صفحات التواصل الاجتماعي ببوستات لا يمكن تسميتها بالوطنية ، بل بالانتقادية، لراي هنا او هناك، ولأتهامات غير مفهومة أحيانا، من الأطراف جميعها، داخل الحراك وخارجه. فتحولت الساحة بذلك الى:” خود ايدك والحقني وممنوع تنتقدني.”

الحراك هدفه القمامة، وهو هدف سام وحقيقي. لا يمكن لشعب ان يعيش في ظل الأوساخ، فالحيوانات نفسها لا يمكنها ان تحيا في مكان يؤدي بها لاحقا الى الموت المحتم. لكن ما حصل مغاير تماما. أصبح الهدف اكبر مما تسعه امكاناتنا، اسقاط النظام! اي نظام؟نحن نعيش في ظل ديكتاتوريات مختلفة، لصوص محترفون، سرقوا منا أعمارنا وأولادنا واموالنا! سرقوا حريتنا وحقنا في العيش! كيف يمكن ان تنهار امبراطورية قد بنيت على الخذلان وفي ظل ما يحدث في عالمنا العربي من دون احداث فوضى لا رجوع عنه.

المشكلة في هذا الحراك هو افتقاده للوعي السياسي. وسوف يكون السؤال:”ماذا تقصدين بالوعي السياسي؟”

بالطبع لا اقصد السياسة التي تسيسنا وتقودنا كالغلمان. اقصد الحقيقة السياسية، حقيقة السياسة التي يجب ان تدير شؤون المواطنين وترعاهم، حقيقة السياسة التي يكون الدور فيها للأحزاب ومنظمات المجتمع المدني كما للأفراد. وليس السياسة التي تقوم على تستخدم القوة لأخضاع شعوبها والسيطرة الكاملة عليها فكريا ومعنويا.

اذن، ان انت اردت ان تقود شعبا نحو الاصلاح، عليك ان تقف امام حقائق لا يمكنك ان تعتبرها ميتة، لانها ليست كذلك! ان اردت الأصلاح فليكن خطابك ناضجا وهدفك واضح..ان اردت الأصلاح، فارنا وطنيتك وليس كلامك “الفايسبوكي”. ان اردت الاصلاح، ضع يدك بيدي، فان كنت بخير، فانا ايضا بخير!

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.