مقالان مهمان عن الفلسطينيين في لبنان, ما بين طلال سلمان ود. مصطفى اللداوي
الأردن العربي – الأربعاء 17/7/2019 م …
عن موقع إضاءات اللبناني …
على إثر قرار وزير العمل القواتي بتضييق فسحة العيش الضيقة أصلاً على فلسطينييي لبنان إعمالاً لتطبيق خطة كوشنر- نتنياهو بتهجير وتوطين ما تبقى منهم, كتب الدكتور مصطفى اللداوي مقالاً غاضباً هذا هو نصه وسيتبعه مقالاً كتبه الكاتب طلال سلمان عن ما قدمه الفلسطينيون للإقتصاد اللبناني قبل ما يقارب ال 20 عاماً سنرفقه بعد نص مقال الدكتور مصطفى اللداوي.
إضاءات
زيفُ الحضارةِ اللبنانية وكذبةُ الأخوةِ الإنسانيةِ
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
يتشدقون في كل مكانٍ عن العدالة الاجتماعية، وعن المساواة والعدل، وعن تكافؤ الفرص والعدالة في التوزيع، وعن الأخوة الإنسانية والشراكة المجتمعية، وعن حق الإنسان عامةً، بغض النظر عن دينه ومذهبه، وجنسه وجنسيته، ولونه وشكله، واسمه ومظهره، في العيش الحر الكريم، والحياة الآمنة المستقرة، التي يتمتع فيها كل مواطنٍ بحق العمل وحرية السفر، ولا يكون محروماً من الرعاية والطبابة والمتابعة الصحية، ويكون مطمئناً على خاتمته بقبرٍ يسكنه، وتربةٍ يدفن فيها، ومكانٍ لائق بقدسية الأموات ورهبة وجلال الموت يواري فيه بصمتٍ وخشوعٍ، فلا يخشى على نفسه بعد الموت ألا أجد مترين تحت الأرض يسكنهما.
لستُ فيما أخطُ من كلماتٍ دعيَّاً على أحدٍ، أو مفترياً على دولةٍ، أو مختلقاً لوقائع كاذبة وقصص خيالية، فما يجده الفلسطينيون في لبنان يتناقض مع كل الشعارات، ويتعارض مع كل القيم، ولا يوجد لسوء معاملته تبريرٌ أو تفسيرٌ، ولعل معاناتهم تفوق الوصف والخيال، إذ لا يتشابهون في ضيق عيشهم وبؤس حياتهم مع إخوانهم اللاجئين من شعبهم في أي مكانٍ من دول الجوار، ولا حتى مع أهلهم في ظل الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات فلسطين وتجمعاتها، الذين كانوا يلقون من الاحتلال كل رعايةٍ اجتماعية وصحية، وكانوا يجدون في ظل نيره وتحت ظلال ظلمه فرصةً للعيش كريمة، وسبلاً للعمل مضمونة، وآفاقاً للحياة ميسورة، إلا أننا لا ننسى أنه هو المحتل الغاصب، وأساس نكبتنا ولب مشكلتنا.
لا يوجد لما تقوم به الحكومة اللبنانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في بلادهم أي مبرر قيمي ولا أخلاقي ولا قومي ولا إنساني ولا ديني، فالفلسطينيون اللاجئون إليه والمقيمون فيه لا يرضون عن وطنهم فلسطين بديلاً، ولا يسعون للتوطين أو التجنيس، ولم يسبق لهم أن طالبوا بهذا الامتياز أو سعوا إليه، ولو أنهم أرادوا ذلك فدول أوروبا الغربية وأستراليا وكندا وأمريكا مشرعة الأبواب لهم وأمامهم، يرحبون بهم ويبشون لهم، ويحسنون استقبالهم ويكرمون وفادتهم، ويمنحونهم امتيازاتٍ كثيرة وأعطياتٍ كريمة، ورغم ذلك فإنهم يتمسكون بمخيماتهم ليؤكدوا على حق عودتهم إلى ديارهم ووطنهم فلسطين، مهما بلغت المغريات وعظمت المكرمات، وجل شعبكم الكريم يحبهم ويوادهم، ويقدرهم ويحترمهم، ويصاهرهم ويتعاون معهم.
الفلسطينيون أيها السادة في كل مكانٍ ليسوا فقراء ولا معدمين، وليسوا عالةً أو عاطلين، إنهم طاقة وكفاءة، وقيمة وقدر، وهم كنزٌ وثروة، يبدعون في كل مجالٍ يعملون فيه، ويمهرون في كل حرفةٍ يشتغلون فيها، وهم في الاغتراب البعيد يجمعون الأموال بعرق جبينهم ويأتون بها إلى لبنان ينفقونها فيه، أو يودعونها بنوكه، ويساهمون بدرجةٍ كبيرةٍ في تحريك الاقتصاد اللبناني وتشغيل أدواته المعطلة كثير منها.
أم أنها توطئة لصفقة القرن وجزءٌ منها، وهي من المهام الموزعة والتكليفات المتفرقة، وعلى كل طرفٍ الالتزام بالأمر وتنفيذ المهمة، وإلا كيف نفسر إفلاس الأونروا وتجفيف منابعها، وامتناع الإدارة الأمريكية عن المساهمة فيها بحصتها، وتحريض دول العالم على سحب الاعتراف بها وعدم تمويلها، والدعوة إلى تفكيكها وإنهاء مهامها، بعد إعادة تعريف اللاجئ ونزع صفته الأصيلة عنه وحرمانه من حق العودة المقدس المصاحب للصفة والملازم للفلسطيني في كل زمانٍ ومكانٍ.
إنهم ليسوا إخوانكم في الإنسانية، وليسوا إخوانكم في الدين ولا أشقاءكم في العروبة، ولا تربطنا بهم وشائج أصيلة ولا علاقاتٍ قديمة، ولا يشتركون معنا في شيءٍ أبداً وإن ادَّعو الحضارة والتمدن والرقي، أو أظهروا حسن الاستقبال وجميل الترحاب، أو نطقوا بضادنا وتسموا عرباً مثلنا، إنهم يكذبون على أنفسهم، ويخدعون مجتمعاتهم، ويتظاهرون بغير حقيقتهم، ويعتقدون أن العالم يصدق صورتهم الزائفة، وبريقهم الكاذب، وبهرجهم الخداع، فدول العالم كلها تتسابق في بر اللاجئين وإكرام الوافدين، فكيف لو كان اللاجئون أغنياء وأثرياء، وأصحاب صنعةٍ وأهل مهنةٍ، يتقنون حرفتهم، ويبدعون في عملهم، وينهضون بمن معهم ويرفعون شأن من حولهم، ويسهمون في تحسين الاقتصاد وتحريك رأس المال.
الفلسطينيون أينما كانوا وحيثما حلوا أو ارتحلوا، كرماء أجلاء، أصلاء نجباء، عظماء أسخياء، سادةً قادةً، صيداً أباةً، رمادهم كثير وعمادهم عالي، وكعبهم راسخ وخيرهم وافر، لا يقبلون بالمذلة ولا يرضون بالخسف، فلا تضيقوا عليهم أرضكم، ولا تغلقوا في وجوههم أبوابكم، ولا تنازعوهم لقمة العيش وستر البيت، وكونوا لهم أهلاً وإخواناً، وعوناً وسنداً، فعما قريبٍ سيغادرونكم إلى بلادهم، وسيحملون لكم فيها وإليها كل ودٍ ومحبةٍ، وصدقٍ وإخلاصٍ، وعهدٍ ووفاء، فقدموا بين أيديكم صدقةً تنفعكم وتكون لكم ردءً، تحفظكم في غيبتكم، وتمنع عنكم السوء في حضرتكم، فإننا لكم أيها اللبنانيون أهلٌ وجيرانٌ، وإخوانٌ وأصهارُ.
اليكم مقال الكاتب الكبير طلال سلمان وهو بعنوان
الفـلسـطـينـيون جـوهـرة الشرق الأوسط/ بقلم: طلال سلمان
لا يتخيل الكثير منكم حجم الدور الذي لعبه ومازال الفلسطينيين يلعبوه حتى اليوم في اقتصاد لبنان وان كان ذلك عليه تعتيم شديد فالفلسطيني في لبنان أن كان مخطئا فهي فضيحة وعليها شهود وان كان منجزا فتكتم عليه الأمر ولا نعلنه.
هذه هي الحقيقة فهل تعلمون فلسطينيي لبنان في الإمارات يحولون سنويا إلي لبنان وهذا بحسب جريدة الخليج 368 مليون دولار هل تعلمون أن خريجي الجامعة الأمريكية في لبنان من الفلسطينيين أما يساوون أو يزيدوا عن اللبنانيين.
وعندما تدخل الجامعة هذه قاعة طلال أبو غزالة وهذه قاعة حسيب صباغ وهذه قاعة كمال الشاعر جميعهم فلسطينيون من ساهم في بناء وتطوير الجامعة فلسطينيون بتبرعات خاصة منهم.
واليكم بعض من الأسماء التي تنحدر من أصل فلسطيني في لبنان ولعبت دورا كبيرا فيه، وأكرر هناك تعتيم كبير على ذلك وإن ظهر هؤلاء فيظهرون كلبنانيين بسبب تجنيسهم وليسوا كفلسطينيين وطبعا اقصد اغلبهم وليسوا كلهم (لم يبدأ الازدهار اللبناني، فعلا، إلا بعد نكبة فلسطين في سنة 1948).
قبل تلك الحقبة، وحتى ثلاثينات القرن العشرين، كان لبنان مجرد مجموعة من القرى المتناثرة في الجبل تتميز بهواء صحي ملائم للمصطافين الفلسطينيين والسوريين والعراقيين، لكن بسقوط فلسطين سنة 1948، حمل اللاجئون معهم إلى لبنان دفعة واحدة نحو 15مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل أكثر من 15 مليار دولار بأسعار هذه الأيام.
وهذا الأمر أطلق فورة اقتصادية شديدة الايجابية، فاليد العاملة الفلسطينية المدربة ساهمت في العمران وفي تطوير السهول الساحلية اللبنانية، والرأسمال النقدي أشاع حالة من الانتعاش الاستثماري الواسع.
وكان لإقفال ميناء حيفا ومطار اللد شأن مهم جدا في تحويل التجارة في شرق المتوسط إلى ميناء بيروت ثم في إنشاء مطار بيروت الدولي بعدما كان مطار بئر حسن مجرد محطة متواضعة لاستقبال الطائرات الصغيرة.
وفي هذا السياق لمع في لبنان الكثير من الفلسطينيين الذين كان لهم شأن كبير في الازدهار اللبناني أمثال:
يوسف بيدس (مؤسس بنك انترا وكازينو لبنان وطيران الشرق الأوسط واستديو بعلبك).
حسيب الصباغ وسعيد خوري (مؤسسا شركة اتحاد المقاولين).
رفعت النمر (البنك الاتحادي العربي ثم بنك بيروت للتجارة وفيرست بنك انترناشونال).
باسم فارس وبدر الفاهوم (الشركة العربية للتأمين).
زهير العلمي (شركة خطيب وعلمي).
كمال الشاعر (دار الهندسة).
وريمون عودة (بنك عودة) .
توفيق غرغور ( توكيل مرسيدس وشركة ليسيكو ومشاريع تجارية أخري كبيرة ) .
أول شركة لتوزيع الصحف والمطبوعات في لبنان أسسها فلسطيني هي شركة (فرج الله) .
وأول سلسلة محلات لتجارة الألبسة الجاهزة هي (محلات عطا الله فريج) الفلسطيني .
وأول الذين أسسوا محلات السوبر ماركت في بيروت هو السيد اودين و البرت ابيلا الفلسطيني وهو ذاته صاحب سلسلة المطاعم الشهيرة في مطار بيروت الدولي وكازينو لبنان .
وأول من أسس شركة لتدقيق الحسابات في لبنان هو فؤاد سابا وشريكه كريم خوري الفلسطينيان .
وأول من بادر إلى إنشاء مباني الشقق المفروشة في لبنان هما الفرد سبتي وتيوفيل بوتاجي الفلسطينيان ، علاوة على عبد المحسن القطان ومحمود فستق وغيرهم الكثير.
واشتهرت، في البدايات الأولى بعد النكبة، بعض العائلات الفلسطينية التي كان لها شأن بارز في تطوير بساتين الجنوب مثل آل عطايا.
كما كان لليد العاملة الفلسطينية حضور في معامل جبر وغندور وعسيلي واليمني، و من بين أساتذة الجامعات الفلسطينيون نقولا زيادة وبرهان الدجاني ونبيه أمين فارس وصلاح الدباغ ونبيل الدجاني ويوسف الشبل وجين مقدسي وريتا عوض وفكتور سحاب ويسرى جوهرية عرنيطة ورجا طنوس وسمير صيقلي ومحمود زايد وعصام مياسي وعصام عاشور وطريف الخالدي.
وبرز من بين الفنانين التشكيليين جوليانا سيرافيم وبول غيراغوسيان وناجي العلي وإبراهيم غنام وتوفيق عبد العال ومليحة أفنان وإسماعيل شموط ومحمد الشاعر وكميل حوا.
وفي الصحافة ظهرت كوكبة من الفلسطينيين في لبنان كان لها شأن وأثر أمثال: غسان كنفاني ونبيل خوري ونايف شبلاق وتوفيق صايغ وكنعان أبوخضرا وجهاد الخازن ونجيب عزام واليأس نعواس وسمير صنبر واليأس صنبر واليأس سحاب وخازن عبود ومحمد العدناني وزهدي جار الله. وأول من وصل إلى القطب الجنوبي في بعثة علمية ورفع العلم اللبناني هناك هو الفلسطيني اللاجئ إلى لبنان جورج دوماني.
التعليقات مغلقة.