محمد عساف يرفد الوحدة الوطنية بأغانيه في “جرش” / أسعد العزوني
أسعد العزوني ( الأردن ) الجمعة 26/7/2019 م …
إشتعل المدرج الجنوبي في مهرجان جرش مساء الجمعة ،بحماس الجمهور الغفير الذي شنّف آذانه وإستنفرمخزونه القومي وأظهر مكامن فرحه ،وتفاعل مع الفنان الفلسطيني الشاب محمد عساف ،الذي غنى للأردن وفلسطين ،وأبرز العاطفة الأردنية الصادقة تجاه فلسطين وشعبها.
كان أداء محمد عساف متميزا ،وما لفت الأنظار ذلك التناسق بينه وبين فرقته الفنية الرائعة ،التي أبلت بلاء حسنا في عزفها وتجاوبها مع الفنان محمد عساف ،الذي أتقن فن مخاطبة وجذب الجمهور بعيدا عن الغناء والطرب ،بل بالمخاطبة ذاتها عندما تحدث إليهم من القلب إلى القلب.
كما أتقن الجمهور أيضا فن التساوق والإنسجام مع الفنان محمد عساف،بتفاعله معه صوتا وحركة وإنفعالا،أعطى الأمسية بهجة فوق بهجتها ،خاصة وأن حفلة محمد عساف جاءت بعد حفلة أخرى خرجت عن المألوف، ومثلت إعتداء صارخا على قيمنا وتقاليدنا لعدم إنضباط صاحبة تلك الأمسية التي ظهرت على الجمهور العام بغير هيئة الفنانات الطربيات.
تميز صوت محمد عساف بالتدرج وعدم التمترس في درجة واحدة،بل كان يهمس أحيانا ليشعل الجمهور ،وبعدها يصدح عاليا لتهدئة جمهوره المتعطش له،وهذه خاصية لا يتقنها إلا من إحترف الطرب ،وحجز له مكانا في شرفة التميز.
أدخل محمد عساف الفرح في نفوس وقلوب محبيه ،ورفد الوحدة الوطنية بأغانية الملتزمة ،ووجه العديد من الرسائل الهادفة للجمهور متعدد الهويات الفرعية المنصهرة في إطار الهوية الأردنية الجامعة التي تتميز عن غيرها بصهر نحو 50 هوية فرعية في بوتقتها ،بدءا من شواطيء البحر الأبيض المتوسط حتى الشاطيء الغربي لبحر قزوين ، ما عدا عدد من السواح طبعا وأعني فلسطينيي الساحل المحتل عام 1948.
التعليقات مغلقة.