اردوغان.. وما ادراك ما .. اردوغان ؟! / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) الجمعة 26/7/2019 م …
من يعتقد ان هناك خلافا حادا بين انقرة وواشنطن يمكن ان يتطور هذا الخلاف الى قطيعة بين الجانبين فهو واهم ومن يعتقد ان تركية الاردوغانية سوف تناى بنفسها عن ” المصائب والويلات التي تسببت بها في منطقتنا وخاصة في سورية والعراق جراء دعمها للارهاب و تدخلها السافر والعلني في دول اخرى مثل ليبيا وغيرها فهو واهم ايضا.
ومن يعتقد ان اردوغان صادق في تعهداته التي يقطعها على نفسه امام دول العالم وحتى امام روسيا التي انفتحت على انقرة لاسباب معروفة تطلبتها الاوضاع الدولية والمصالح الروسية المشروعة فهو واهم ايضا.
تركيا في ظل حزب اردوغان” العدالة والتنمية” سوف تواصل نهجها العدواني الذي يخدم مخططات الولايات المتحدة ومن يعتقد عكس ذلك عليه ان يرجع الى تقرير صدر مؤخرا عن احد مراكز البحوث الدولية حول القواعد العسكرية الامريكية في اوربا التي تخزن فيها واشنطن “اسلحة نووية” فكانت قاعدة ” انجرليك” التركية واحدة من بين تلك القواعد المنتشرة في اوربا وغيرها من المناطق فضلا عن ان تركيا عضو في حلف شمال الاطلسي ” ناتو” العدواني ومن غير المنطقي ان تنشب صراعات بينها وبين واشنطن قائدة الحلف تصل الى حد القطيعة .
صحيح ان هناك بعض الخلافات تنشب بين الجانبين الامريكي والتركي بين فترة واخرى لكنها خلافات شكلية تتعلق بالمصالح فقط فان من مصلحة تركيا سحق الاكراد تحت ذريعة الارهاب” والزحف في الشمال السوري للسيطرة على بعض المدن مثلما حصل في عفرين حيث تطالعك صور ” اردوغان” اينما تحل في مؤسساتها الحكومية وكانه هو الحاكم بامره في محافظة سورية خلافا لكل الاعراف والقوانين الدولية.
واشنطن ليست ساذجة عندما تضع جزءا من ترسانتها العسكرية النووية على الاراضي التركية ولو اعتقدت بان تركيا ربما تنهج سياسة لاتخدم المخططات الامريكية في يوم من الايام لما بادرت الى وضع معدات نووية على الاراضي التركية بوجود اردوغان وبقية الشلة في الحزب الحاكم بتركية.
منذ توقيع الاتفاق في سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واردوغان بخصوص ادلب وقد ثبتت فيه فترة زمنية لتنفيذه الا ان تركيا لم تف بما تعهدت به امام الجانب الروسي و تورد الحجج والذرائع مستغلة النفس الروسي الطويل للتملص من الاتفاق الذي مضى على توقيعه اشهر دون ان تلتزم به انقرة بل ان العكس حصل فهي تحمي الارهابيين الموجودين في ادلب كلما تشعر ان الدولة السورية ماضية في مسيرتها التحررية للقضاء على ما تبقى من شلل ارهابية وتحرير المحافظة بشكل كامل .
ولم تكتف تركية بذلك فهي تواصل ارسال المزيد من القوات العسكرية الى الحدود السورية مثلما تواصل اعتداءاتها على مواقع تابعة للجيش السوري كلما اطلقت اطلاقة باتجاه ادلب وكان اخر تلك الاعتدءات قصف مواقع للجيش السوري داخل سورية باسلحة ثقيلة فضلا عن مشاورات تجريها مع واشنطن بشان اقامة ما تطلق عليه ” منطقة امنة في سورية” وهي خطوة مشبوهةة ويلتقي الجانبان التركي والامريكي” بدعم ما يسمونه ” الجيش الحر” وهو تجمع عسكري يدين بالعمالة للجانبين التركي والامريكي.
روسيا حتى هذه اللحظة تتحدث عن عدم السكوت الى الابد على الارهابيين في محافظة ادلب التي تحولت الى مصدر للعدوان على بقية المناطق السورية بوجود الالاف الارهابيين .
اردوغان وفي كل مرة يشعر ان الخناق اخذ يضيق على بقية الارهابيين المدعومين تركيا وغربيا يرمي بحبل الانقاذ لهم من خلال تقديم الدعم اللوجستي وحتى العسكري لهم حيث ترابط قوات عسكرية تابعة لانقرة في المناطق الشمالية ويطمح اردوغان بالتجاوز على مناطق شرق الفرات مستغلا الاوضاع غير المستقرة فيها جراء الوجود العسكري الامريكي وقيام واشنطن بتدريب الالاف في تلك المناطق في محاولة لقطع الطريق على اي اتصال بين بغداد ودمشق عند حدود البلدين واتاحة الفرصة لتسلل الارهابيين الى العراق.
وقد اكدت التقارير ان هناك نحو 1000 ارهابي تمكنوا من اجتياز الحدود السورية الى العراق وهم الاحتياط الذي تهدد به واشنطن العراق حين تتحدث عن امكانية عودة الارهابيين الى العراق وان قواتها العسكرية باقية على ارض العراق لمحاربة ” داعش” وهي اكذوبة مفضوحة لم تعد تنطلي على احد.
مع كل هذا الذي نراه من افعال تامرية تركية في المنطقة خدمة للمخططات الامريكية يطلع علينا نائب الاركان التركية السابق الجنرال ارجين سايجون بمقولة مفادها ان واشنطن تناكف انقرة بسبب موقفها من ” اسرائيل” دون ان يلتفت هذا الجنرال الى ان تركيا بتامرها على سورية ودعم الارهابييين في حربهم ضد دمشق التي تتواصل للعام الثامن قدمت خدمات لم يقدمها احد للكيان الصهيوني ربما ترقى الى الخدمات التي تقدمها الولايات المتحدة الامريكية.
التعليقات مغلقة.