تحصين الطلبة من الفكر الارهابي / هاشم نايل المجالي
هاشم نايل المجالي ( الأردن ) السبت 27/7/2019 م …
المراهقة مرحلة انتقالية في عمر الانسان تبدأ بالبلوغ الذي يعد طريقاً بين الطفولة المتأخرة والشباب تحدث فيها تغيرات في شخصية المراهق من الناحية الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية فهو ينتقل من التفكير القائم على ادراك ملموس الى التفكير الاعمق في الامور المعنوية والفكرية وتزداد قدرته على التحليل وفهم الامور وتتسع نظرته للحياة مع اكتمال قوته البدنية وقوة الاقدام والطموح ومرحلة الاستقلال لاقامة نوع جديد من العلاقات مع الاخرين في مرحلة عدم اكتمال الوعي الكافي لحمايته من المؤثرات الخارجية خاصة مع الانفتاح على العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بانواعها وما تتضمنه من شخصيات وهمية او مجموعات وهمية او تنظيمات ارهابية تأخذ اشكالاً مختلفة تتصيد هذا الشباب الطموح على اعتبار انها تزرع المستقبل والامل في نفوسهم لتبدأ مرحلة التغير بالفكر تدريجياً في مختلف القضايا الدينية والاجتماعية والثقافية ليأخذ الجانب السلوكي والانفعالي الذي يغلب على الجانب العقلي والمنطقي وهذا هو تأثير فعل الاخرين نحوه لتحديد موقعه ومساره في الحياة حيث لا يرغب الشباب في هذه الحالة ان يتدخل احد من اسرته او المقربين اليه بشؤونه حيث يعتبر هذا انتقاصاً من قدره حتى تجده يرفض الاجابة على اي سؤال .
ويتفق الباحثون والمختصون والمعنيون في قضايا الامن الفكري في مؤتمراتهم وابحاثهم على ان الامن والاطمئنان على سلامة الفكر مطلب شرعي وحاجة نفسية واجتماعية وتربوية وامنية مما يقتضي تظافر كافة الجهود لتحقيق ذلك ويؤكد الجميع على ان الجهد الامني ليس كافياً لوحده من الحد من ظواهر الانحراف في الفكر فلا بد من خطط وطنية شاملة تراعي العوامل والاوضاع والظروف الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في احداث ظاهرة الانحراف ومن هنا يتزايد الاهتمام بالامن الفكري وحماية ابناء المجتمع حتى لا يتحول الى سلوك اجرامي يهدد الامن واهمية تظافر كافة جهود الجهات المعنية حكومية وقطاع خاص والمنظمات الغير حكومية كل وفق اهتماماته وقدراته ودعمه مع تنسيق مشترك لتحقيق تماسك المجتمع وتعزيز متانته وبنائه الاجتماعي كذلك من اجل وضع برامج لمحاصرة الافكار المغذية للتطرف والارهاب وحماية العقل من الانحراف في التفكير حتى حمايته من الانحلال الخلقي والخروج عن ثوابت المجتمع واخلاقه .
ولقد طالعتنا الصحف عن فكر ظلامي محمل بالبشاعة يصل الى شباب دون سن ال 18 حيث كشفت وزارة التنمية الاجتماعية اخيراً عن وجود ست حالات لاحداث متهمين ومدانين بقضايا تطرف وارهاب في دور الاحداث التابعة لها ولم تعتاد دور الاحداث التعامل مع هذه الحالات حيث ان لها ابعاد اجتماعية وسلوكية وتنذر بخطورة التطرف والارهاب بين فئات الاحادث وهنا لا بد وان تضطلع وزارة التربية والتعليم والجامعات ( والجهات المعنية ) بالعديد من البرامج في المدارس والجامعات لتعزيز الامن الفكري وتحصين شبابنا من الافكار الضالة وتطهير مجتمع التعليم من كافة مظاهر التشدد والتطرف والانحراف يضاف الى ذلك دور الاسرة في تحمل العبء ايضاً حيث ان هناك تقنيات التواصل الاجتماعي بانواعه تغير من المفاهيم والسلوكيات ولا بد من تنوير الشباب الى خطر التشدد والغلو والانفلات وهذا دور الاسرة والمعلمين والمشرفين والاعلام بشتى انواعه في تبني حوار معتدل قائم على الثوابت الوطنية والاخلاقية وتعزيز ولائهم وانتمائهم ومهذباً للسلوك واشعار الطالب بأهمية العقل الذي يحمله وان اعظم مفاسد العقل هو البعد عن القيم والمباديء والاخلاقيات وعن الدين السمح المسالم الذي ارتضاه لنا الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ومن هذا المنطلق فان المؤسسات التعليمية تتحمل جانباً كبيراً من مسؤولية التحصين الفكري للاجيال الناشئة حيث ان النظام التعليمي يساعد على تحويل القيم الى ممارسات تجسد مقومات المجتمع الذي قامت فيه .
المهندس هاشم نايل المجالي
التعليقات مغلقة.