الانسان السوي والانسان غير السوي وممارسات ترامب / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) الأحد 28/7/2019 م …
يشعر الانسان بالحيرة عندما يستمع الى احاديث الرئيس الامريكي دونالد ترامب سواء تلك التي يدلي بها لوسائل الاعلام اوتلك التي يدونها على ” تويتر” والتي تحولت الى موضة اخذ يمارسها الكثيرون من المسؤولين في دول العالم مثلما يجعلنا نشعر بالتقزز ونحن نرى رئيس دولة كبرى مثل الولايات المتحدة الامريكية مغرما بشكل مثير للغثيان ب” توقيعه” على القرارات التي يتنخذها وطريقة عرضها بصورة مثيرة للسخرية امام شاشات التلفزة.
اما حركاته امام شاشات الفضائيات والتي ” تصل حد البوزات” فتدلك على ان هذا الرجل ليس سويا بل انه مجرد ” بهلوان” او لاعب سيرك فاشل.
بالامس اطلق الرئيس ترامب مسمى ” الغباء” على رئيس دولة فرنسا ” ماكرون” وهذه ليست المرة الاولى التى يتعرض فيها الرئيس الفرنسي للاهانه من قبل الرئيس الامريكي فقد سبق ان التقاه ترامب في البيت الابيض وسخر منه امام وسائل الاعلام اما عندما زار ترامب لندن التي كانت في حينها في ازمة سياسية وان رئيسة الحكومة قدمت استقالتها فقد رشح ” جونسون” بالنيابة عن كل البريطانيين لرئاسة الحكومة وحتى لحزب المحافظين وتحقق ما اراده ترامب رغم الرفض العلني لهذه الشخصية التي تلتقي مع ترامب في العديد من المواقف واعتبره البعض تدخلا في الشان البريطاني لكن يبدوا ان لندن هي الاخرى اخذت تمارس تبعية ” غير مسبوقة ل” واشنطن” وان الشعب البريطاني بات يتفرج وحتى لو تظاهر الالاف في اطار ما يسمونه ” الديمقراطية” و” حرية التعبير” فلم يعد لذلك قيمة اصلا حتى لو خرج كل الشعب البريطاني محتجا فان القرار اتخذ وليصرخ من يصرخ انها ” الديمقراطية” التي اتو بها للعراق بعد غزوه واحتلاله لتحكم نفس الوجوه والجماعات التي قاطعها الشعب العراقي بنسبة 80 بالمائه في الانتخابات الصورية الاخيرة ولن يشارك في انتخاباتهم المزورة سوى 20 بالمائه من المنتفعين من الوضع الذي اعقب الغزو والاحتلال وكانت الحصيلة فوز نفس” اصحاب الطلعات البهية” اصحاب شعار هذا لك وهذا لي ليتواصل ” النهب المرتب” والفساد المستشري.
ترامب وكما عرف عنه انه ” يبحث عن المال حتى لو كان في “مكبات النفايات” وان مقياسه في تحديد العلاقة مع هذا البلد او ذاك هو ان يرضخ للابتزاز وان يبلع حكامه الاهانات مثلما هو حاصل في تعامله مع انظمة في الخليج وفي المقدمة السعودية والامارات وانه يسعى الى فرض عقوبات على الاخرين من الذين لديهم كرامة وقيم يتحلون بها ويرفضون الاذعان ل” واشنطن” ومخططاتها التامرية في العالم.
بالامس قال ترامب ان لامصلحة للولايات المتحدة بمعاداة روسيا لكن هناك من اعلن ان واشنطن بصدد فرض عقوبات جديدة على روسيا تتعلق ب” فنزويلا”. بالله عليكم كيف يمكن التعامل مع شخص بهذا المستوى من ” الكذب” الفضيع؟؟
بات من الصعب ان يجد قادة معظم الدول طريقا للتعامل مع ترامب خذوا مثالا الرئيس الكوري الشمالي كم كان صادقا في لقاءاته مع ترامب لكن الاخير امتدح كورية الشمالية مرات عديدة وذمها مرات عديدة ووصل الحال بالتلويح بالنووي ضدها كما هو الحال مع ايران التي قال مرة انه سيمحيها من الوجود التاريخي لنسمع انه لايسعى الى معاداة ايران وشعبها ” العظيم” علما ان هذا الشعب يعاني من عقوبات امريكية وصلت الى الحد الذي منعت فيه واشنطن دولا اخرى من تقديم المساعدة الى الصليب الاحمر الايراني اثناءالزلازل التي ضربت بعض المدن الايرانية مؤخرا.
قالوا في السابق عن ادولف هتلر بانه شخصا ليس سويا جراء مغامراته العسكرية التي اوصلت العالم الى الحرب العالمية عام 1945 والمتبع لسلوك ترامب لايجد فيه فرقا عن سلوك هتلر فالاخير كان يوقع اليوم على الاتفاقية مع الدول الاخرى وينسفها غدا اما ترامب فقد سلك ذات الطريق في التعامل مع الاتفاقيات التي وقعتها واشنطن مع الدول الاخرى خاصة الاتفاق النووي مع ايران واتفاقات موقعة مع موسكو تتعلق بالصواريخ المتوسطة وبعيدة المدى فضلا عن التخطيط لانتاج اسلحة تدميرية واستخدام الفضاء لاغراض عسكرية مما قد يدفع ليس فقط الى حرب باردة جديدة في العالم بل الى حرب ساخنة هذه المرة بالرغم من ان ترامب يمارس سلوكا عدوانيا قد يفضي الى ارتكاب خطا في لحظة ما يتسبب في اندلاع حرب كارثية سواء في منطقتنا” في الخليج او في شبه الجزيرة الكورية او في المناطق بين تايوان والصين وحتى روسيا بسبب استفزازات كييف التي تتواصل بايحاء من واشنطن والتي كان اخرها احتجاز ناقلة روسية من قبل اوكرانيا.
التعليقات مغلقة.