المفكر الأردني المحامي محمد احمد الروسان يكتب : عندما أبكت المخابرات السورية ثكنة المرتزقة “اسرائيل”.

بكاء نخبة جيش الكيان




 

عندما أبكت المخابرات السورية ثكنة المرتزقة “اسرائيل”.
الأمريكان ما زالوا يتبنون الوهابية بشقيها(السياسي والعسكري).
الملك عبدالله الثاني يتفولذ مع الداخل ضد صفقة القرن.
عواميس الدواخل وفرانك سيناترا وأقداح من الويسكي.

كتب: المحامي محمد احمد الروسان
عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية

((جينا هاسبل، ومايك بوميو، وجون بولتون، وكوشنير، وغرينبلات، وترامب نفسه، ومؤسسات الكونغرس، والذين التقاهم ويلتقيهم الملك وسيلتقيهم(ان سرّاً وان علناً)في واشنطن كلما زار أمريكا، ليخبرهم أنّه لن يوافق على خطّة السلام الامريكية المسمّاة اعلامياً بصفقة القرن، والتي تعني شطب النظام السياسي الأردني، لصالح نظام سياسي جديد وبديل ومهندر بديمغرافيا وجغرافيا جديدة، أو حتّى اسم جديد: كمملكة الانباط مثلاً أو المملكة العربية المتحدة أو أي اسم آخر، هؤلاء الأمريكان الرسميون ومؤسسات حكمهم والايباك، ما زالوا  يتبنون  الوهابية بشقيها(السياسي والعسكري) )).

تهدف واشنطن الى ترسيخ مواقفها العسكرية والسياسية والمخابراتية في المنطقة، عن طريق انتشار القوّات المسلحة لحلفائها في سورية وعلى الأطراف لدول الجوار السوري من جديد، مع تقليصات محدودة ولكنها وهمية لعدد وعديد قوّاتها المسلحة في سورية والعراق، ونقل مسؤولية ونفقات الحرب على حلفائها، وتوريط أكثر عدد من الدول العربية والأسلامية من جديد وبنسخ مختلفة، في كواليس الحرب في سورية  لغايات عولمة بعض الجيوب الجغرافية المتقيحة من ناحية(كجيب ادلب)للعبث بالاستقرار السوري وبالحكومة السورية، ودفع جديد للمدنيين للقيام بالاحتجاجات ضمن سيناريو استعادة للمجتمع المدني وتوظيفه، ومن أجل خفض عدد الخسائر بين الجنود الأمريكيين، مع امكانيات استبدالهم ببعض العرب المنبطح والشركات العسكرية الخاصة، وهناك معلومات تشير الى أنّ السعودية والأمارات تبحث عن مجاميع المرتزقة بعمق هذه المرة لشركات البلاك ووتر وأكاديمي بجانب ترتيب أدوار مستحدثة لقطر من جديد. واشنطن رغم التصريحات الرسمية تسعى الى تقسيم سورية وانشاء دويلات مستقلة ككانتونات، من دمشق في المناطق الحيوية المهمة من وجهة النظر الأقتصادية، الأمر الذي يقود الى فدرالية سورية، وقتل مركزية الدولة لأضعاف المركز، وهذا يعني افشال اتفاقيات أستانة بنسخها الثلاثة عشر، وما جرى مؤخراً من تطور في ملف اللجنة الدستورية وتبادل أسرى، بين ما تسمى بقوأت درع الفرات والجيش العربي السوري، ومسارات جنيف القادمة ان حدث التفاهم الدولي على تقاسم الكعكة في المنطقة، لذلك قلنا دوماً معركة الشمال السوري والشمال الشرقي لسورية، معركة الجيوب الجغرافية المتقيحة ومعركة كانتونات تحدد معالم المنطقة. من جانب آخر،هل تخشى اسرائيل مواجهات مع الجيش العربي الأردني العقائدي(آخر قلاعنا كأردنيين ومعه جهاز مخابراتنا الوطني – مخابرات دولة لا مخابرات حكومات أو أفراد أو كارتلات اقتصادية أو حتّى مخابرات ملك، فقيام دولة فلسطينية مصلحة أردنية وفلسطينية صرفة، وهذا ما يؤكد عليه الجميع، لذلك ليس للملك في مواجهة الضغوط الاّ الشارع وتحريكه وتسمينه بتوسعة حركة احتجاجاته بالمعنى الرأسي والأفقي)، عند لحظة تنفيذ مفاصل وتفصيلات فنية لصفقة القرن، وعبر دفع الكتلة الديمغرافية من الضفة الغربية المحتلة نحو الأردن، ان قامت عمان باغلاق الحدود مثلاً في وجه هذه الكتلة الديمغرافية، كونها ستظهر اسرائيل بأنّها ترتكب جريمة انسانية فريدة من نوعها، ويظهرها أمام العالم أنّها جزّار العصر؟ كل ذلك لصالح كيانية سياسية جديدة في الأردن بديمغرافيا وجغرافيا حديثة، برأس جديد ونظام جديد، مع العلم أنّ مصر أحياناً تفتح المعابر وأحياناً تغلقها مع قطاع غزّة وتحت بند وعنوان انساني، والمتوقع أنّه ستكون هناك هندسات لتسمين قطاع غزّة على حساب أراضي مصرية في شمال سناء لغايات الدولة الفلسطينية القادمة في شقها الغزّاوي؟ والمبادرة الأمريكية الجديدة عبارة عن خطر مباشر لأمن دول المنطقة التي تشارك في تنفيذها كأدوات ومعاول هدم لا بناء، فاستمرار المسألة السورية له تأثير سلبي واضح للوضع السياسي والأجتماعي والأنساني والأقتصادي في دول الشرق الأوسط، والوجود العسكري الأمريكي الدائم هدفه تأييد القوى السياسية الموالية لواشنطن، فالأردن ومصر مثلاً، مصدران للقوّة البشرية تخسران خسائر كبيرة، مما يقود الى زيادة انتقاد السلطات من قبل الشعوب، وزيادة في نشاطات المعارضة في المركز والأطراف لجلّ المحيط الجغرافي. ويبدو أن القيادتين الاردنية والسعودية بجانب الامارات معنيتان بأن تعيد القيادة الفلسطينية النظر في موقفها من التحرك الأمريكي، وما ذكر من طرح أمريكي وشيك للمبادرة المعروفة باسم “صفقة القرن” وهناك تباين بين موقف الرياض وعمان وبين الموقف الفلسطيني من هذه المبادرة. ويتوقع المصدر ممارسة مزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية، لحملها على مسايرة موقف دول محور الاعتدال أو الأعتلال العربي، التي على ما يبدو تعهدت لواشنطن بتمرير الصفقة المشبوهة في الساحة الفلسطينية. هذا وتدور اتصالات سرية بين الجانبين الفلسطيني والامريكي باطلاع اسرائيل، حول رزمة من “المبادرات” تقدمها تل أبيب وقرارات أمريكية لتشجيع الفلسطينيين على العودة الى طاولة المفاوضات. وكشف مصدر دبلوماسي، أن جاريد كوشنر وغرينبلات اللذين يقومان بجولة في المنطقة اطلعا رئيس وزراء اسرائيل على هذه الرزمة، التي قد تقدم وتتخذ لاعادة الجانب الفلسطيني الى طاولة المفاوضات ومن بين ما تتضمنه هذه الرزمة منح القيادة الفلسطينية دورا في خطة اعادة اعمار قطاع غزة والتي باتت جاهزة متكاملة. وذكر المصدر أن ما يسمى بصفقة القرن واعلانها بحاجة الى وجود الفلسطينيين على الطاولة، هذا ونلحظ تأييد عربي رسمي متزايد لموقف اسرائيل القاضي بتدشين مسار التفافي يتجاوز القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس، وتتحدث تقارير عن أن صهر الرئيس الامريكي ومستشاره جاريد كوشنر ومبعوث أمريكا للمفاوضات في المنطقة جايسون غرينبلات خلال لقاءاتهما في عواصم عربية لم يستمعا الى موقف حازم يدعو للابقاء على اتصال مع القيادة الفلسطينية، بل أن بعض قيادات عربية هاجمت بشدة القرار الفلسطيني بقطع الاتصالات مع واشنطن. واستنادا الى مصادر خاصة واسعة الاطلاع، هناك اتصالات وتحركات لاجبار الجانب الفلسطيني على العودة الى طاولة المفاوضات دون اشتراطات، مع التحفظ على قيادة الرئيس عباس التي تصفها بعض قيادات عربية وأمريكية بأنها معرقلة لفرص تحقيق السلام . ويعتقد أنّه ثمة تحرك أردني سعودي مصري اماراتي، لعقد قمة رباعية في العاصمة الأردنية عمان، يدعى اليها الرئيس الفلسطيني، وصفتها المصادر بـ (لقاء الفرصة الأخيرة)، والهدف من هذه القمة هو توجيه المزيد من الضغوط على الرئيس محمود عباس. وترى المصادر أن كل طرف من الأطراف الأربعة له مصلحة من وراء هذا الجهد والتحرك بغية دعم الخطة الامريكية، فالملك الأردني يسعى الى تمتين العلاقة مع دوائر الحكم في اسرائيل، وهو يدرك تماما أنه كلما كانت هذه العلاقات والقنوات بين الجانبين الاسرائيلي والأردني بمظلة الامريكي دافئة، كلما كانت أوضاع الحكم مستقرة، وحافظت الاردن على مكانتها بالاشراف على الاماكن المقدسة في القدس. أما مصر فهي تبحث عن دور ما يعيد لها ولو جزء مما فقدته من دور محوري في المنطقة، وترغب في التأكيد على متانة علاقاتها مع الولايات المتحدة، وأما السعودية والامارات فالشراكة في هذا الجهد لتحقيق(السلام) يسمح لها بالاقتراب أكثر من اسرائيل ويمهد لخطوات مستقبلية على طريق تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض وأبو ظبي. وبالنسبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فهو له مصلحة كبيرة في حال حصل تقدم في(مفاوضات)مع الفلسطينيين والوصول الى نوع من التفاهم بطابع اقتصادي، بما سيؤدي الى فتح صفحة علنية من العلاقات بين الدول العربية المعتدلة واسرائيل، مما سيمنح نتنياهو نقاطا سياسية، وتعزيز مكانته، وما يتمناه من “سطور مشرقة” في تاريخ اسرائيل، وتدفع به من جديد للفوز بالانتخابات المبكرة القادمة في أيلول هذا العام(أعتقد أنّه سوف يخسر الانتخابات ان لم يحدث ما أشرت اليه، و بخلاف ما ذكرت، كون الكيان الصهيوني بحاجة الان الى جنرال عسكري من المؤسسة العسكرية لكي يقوده) .وتفيد المصادر أن تل أبيب وعواصم أخرى تسعى لدى مقربين من الرئيس محمود عباس لاقناعه بمسايرة ما هو مطروح أمريكيا، ويحظى بدعم دول محور الاعتدال العربي أو الأعتلال العربي، والتخلي عن رفضه الشديد للمبادرة الأمريكية. وتأسيساً على السابق ذكره، وضمن معطياته ومفاعيله وعملاً بما قاله الشاعر العربي المشتبك معروف الرصافي:
لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن
فالقوم في السر غير القوم في العلن
فالدبلوماسية بالعمق تعني: هي فن أن تقول للآخرين بأن يذهبوا للجحيم بطريقة تجعلهم يسألونك عن الأتجاهات قبل وأثناء الدخول، لكن دبلوماسية مملكات القلق على الخليج، عرب روتانا الكاميكازيين وحلفائهم من بعض العرب المرتبك، والذي صار بريد رسائل للآخر مع كل أسف وحصرة وحزن، جعلتهم أن يسيروا في اتجاهات الجحيم من دون ارشادات بفعل الأمريكي البراغماتي والتبعية له، فأن تكون حليفاً لماما أمريكا أكثر خطورةً بأن تكون عدوّاً لها، بالرغم من أنّ العداء لها له سلّة مخاطره، لكن أن تكون حليفاً لها أشد خطورةً من الأولى، وهذا ما يعاني منه الأردن وسيعاني بعمق لاحقاً، ان تماهى وتساوق مع شروط صفقة القرن تحت عنوان الورقة الأقتصادية و”..لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده..”، وهذا يعني بالسياسة شطب الكيانية الجغرافية والديمغرافية الأردنية بوضعها الحالي وكذا الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل، لصالح كيانية جديدة وديمغرافيا جديدة وبرأس جديد وهذا بمجمله يسمى بالهندرة السياسية للقطر الأردني والقطر الفلسطيني ضمن سورية الطبيعية، ورهاننا على شعبنا في الداخل الأردني وفي الداخل الفلسطيني المحتل فقط لأفشال ذلك، وعلى الملك والعائلة المالكة وحكومة بلادنا وجيشنا والمنظومة الأمنية، وكذا في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وفتح وحماس والجهاد الأسلامي وكل الفصائل، أن ينحازوا جميعاً الى هذا الخيار الشعبوي، في مواجهة الرسمي الأمريكي الوقح والصهيوني الأوقح، وان صدقت المعلومات أنّ MBS التقى نتن ياهو في منتجع خاص على البحر الأحمر، وهذا أعمق قرينة قطعية تصل درجة الدليل المادي على ما حذّرنا ونحذّر منه والأيام بيننا، خاصةً ان كنت كحليف لا تلعب بالهوامش الممنوحه لك من قبل الأمريكي نفسه ليحقق مصالحه، بمعنى أن تكون انبطاحيّاً وكانّك تزحف على شفاهك نحوه فقط. وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي كالضباع لا تستطيع العيش بمكان لا يحوي جيفاً تجتمع عليها، خاصة بعد اعادة هيكلة بعض أقسامها وهندره للبعض الآخر حيث الهندرة بالمفهوم الأداري تعني الشطب واعادة البناء عندما تفشل الهيكلة، فهي بمثابة مخابرات تبرير وفبركة لسباق تسلّح محموم ونشر للفوضى خاصة بوجود جينا هاسبل ووزير الخارجية مايك بوميو ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، والولايات المتحدة الأمريكية تعمل على( استغبائنا واستغفالنا) كعرب ومسلمين، فهي تعمل هذا الأوان على إعادة إنتاج مفهوم الخطر الإيراني من جديد، وقولبته توليفاً وتوظيفاً في المنطقة، ان في الجنوب السوري(حيث المحور الخصم للمحور المقاوم، يعمل على عولمته من جديد، كمنطقة خفض تصعيد بدأت تترنح وفقاً لمفهوم استعادتها الى حضن الدولة الوطنية السورية ان عبر المصالحات، وان عبر البوط العسكري، بعد أن قام اتفاق تخادم المصالح بمهمته ازاء جلّ الأطراف)حيث بدأ موندياله العسكري والسياسي على وقع لقاء رئيس الوزراء الصهيوني مع MBS على ساحل البحر الأحمر في منتجع خاص كما تقول المعلومات، وان في شرق نهر الفرات في التنف كمنطقة خفض تصعيد، حيث بدأت المقاومة الشعبوية السورية في استهداف المستشارين العسكريين بجانب ما يسمى بجيش المغاوير، وعلى شيطنة حزب الله اللبناني وبالتعاون والتنسيق مع الدولة العبرية(الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة)ومع الأدوات القذرة في الداخل اللبناني وبعض الدواخل العربية من جماعات تكفيريّة وغيرها، مترافقاً مع شحن طائفي ومذهبي واثني عرقي، وذلك عبر اسطوانات إعلامية “بروبوغنديّة”مشروخة، وتحت يافطة المحافظة على السلم والأمن الدوليين على المستوى الإقليمي والأممي، بشكل يتزامن في تصعيدات قادمة لمستويات الأرهاب المدخل الى الداخل السوري والداخل العراقي من دول جواره العربي وغير العربي بحجة خرق دمشق لأتفاقيات خفض التصعيد، في استهداف الدولة الوطنية السورية والدولة الوطنية العراقية وموردها البشري، بالرغم من بوادر تقارب تركي روسي ايراني عميق في الشمال السوري وخاصة في ادلب(لقاء استانة ونتائجه بنسخته الثالثة عشر مؤشر)، وترك مكب الأرهاب هناك في مواجهة الجيش العربي السوري وحلفائه، لذلك نلحظ عناصر مجاميع الأرهاب في ادلب بدأت تحلق اللحى من الآن، بالرغم من قول وزير الخارجية التركي أنّ اتفاق منبج يقرّب العلاقات بين تركيا وواشنطن. الروسي يضع وشاحه الأحمر أمام الثور الأمريكي المهجّن، فينفث الأخير أنفاسه غاضباً محرّكاً أرجله ومطئطئاً لرأسه، حيث الأول يثير استفزاز الثاني، فكانت القاعدة العسكرية الأمريكية في رميلان والتي تخضع لسيطرة قوّات سورية الديمقراطية(قسد)، مقابل القاعدة الروسيّة في حميميم، وكان الضوء الأخضر الأمريكي لبعض بعض الكرد في اعلان اقليم كردستان الغربية اقليم روج ايفا في ايطار فدرالي، عبر مؤتمر قيل أنّه تأسيسي وعام ضم عناصر عربية وسريانية وآشورية، من باب النكهة السياسية لا أكثر ولا أقل من ذلك، مع اعلان أمريكي فوق الطاولة رافض له. والولايات المتحدة الأمريكية عسكريّاً ومخابراتيّاً واقتصاديّاً لم تغادر العراق الذي احتلته لكي تعود اليه من جديد أصلاً وتحت عنوان محاربة داعش، فهي تملك أكبر سفارة في الشرق الأوسط والعالم فيه، ولها قواعد عسكرية ذات حواضن في الجغرافيا والديمغرافيا العراقية وخاصةً قاعدة عين الأسد وهي أهم من قاعدة انجرليك في تركيا بالنسبة لواشنطن. هذا وقد عملت أمريكا على هندرة وجودها الشامل فيه عبر الأتفاقية الأمنية الموقعة في العام 2008 م. أمريكا صنعت الأرهاب وأحياناً تحاربه تكتيكيّاً وأحياناً كثيرة تتحالف معه وتوظفه وتولفه خدمةً لمصالحها ورؤيتها، صنعت القاعدة بالتعاون مع السعودية في أفغانستان وفيما بعد حاربتها ثم تحالفت معها وما زالت في الحدث السوري، وصنعت داعش وأحسنت وتحسن توظيفه في الداخل العراقي وبالتنسيق والتعاون مع الأستخبارات السعودية والقطرية والتركية، انطلاقاً من استغلال الساحة العراقية للضغط ومزيد من الضغط على ايران لتقديم تنازلات في موضوعة الأتفاق النووي، ثم لأستخدامه لاحقاً لأستنزاف ايران نفسها عسكريّاً، وكذلك لأضعاف تركيا لاحقاً. والأتراك شعروا الآن أنهم تورطوا بالتحالف مع جبهة النصرة وداعش وفتحوا لهم معسكرات تدريب في الداخل التركي في استهدافاتهم لسورية، وكيف استطاعت القاعدة وداعش من اختراق جهاز الأستخبارت التركي والمخابرات التركية عبر الضبّاط الذين أفردوا للتعامل والتنسيق مع جبهة النصرة وداعش في الحدث السوري، حيث انتقل الوباء العقائدي والأيدولوجي لهم، وتقارير المخابرات الأيرانية الى مجتمع المخابرات التركي لم تنقطع حيث مفادها: أنّ جبهة النصرة وداعش صارتا تشكلان خلايا نائمة في الداخل التركي وتخترقان الأجهزة الأمنية التركية نتيجة التنسيق الأمني المشرّع معهما عبر حكومة أرودوغان لأستهداف الدولة الوطنية السورية، ومنذ بل قبل بداية الحدث السوري بعام تحديداً في عام منتصف عام 2010 م، وأن ايران وواشنطن ونتيجة للقاء غير معلن في ذلك العام، وضعت الدولة الوطنية الأيرانية ما في جعبتها من معلومات استخبارية على طاولة اللقاء مع واشنطن، وعلى أثر ذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية بارسال وفد أمني عالي المستوى معه مسؤولين من الأف بي أي الى تركيا، وطلبت واشنطن من أنقرة وقف التنسيق مع جبهة النصرة وداعش، فقامت تركيا في حينه بوضعهما على قوائم الأرهاب الأممي والأقليمي وقبيل الطلب من داعش في تحركاتها السريالية في المنطقة. وما زالت تعاني المؤسسات الأمنية والمدنية في العراق ومؤسسة الجيش العراقي وجهاز مكافحة الأرهاب من آفة الفساد والأفساد الممنهج، حيث الفساد في المؤسسات الأمنية وعن المال القطري والسعودي ودفع الرشى لتسهيلات مهمات مجاميع الأرهاب، وكيف فعل فعله المال في تقدم داعش كما فعل فعله المال السعودي في تقدم حركة طالبان أفغانستان وطالبان الباكستان في حينه، وعن تساوقات السياسة الخارجية السعودية مع واشنطن ازاء المنطقة، حيث خلاصة السياسة السعودية هي: سورية فلنخرّبها، وبغداد فلنفجّرها، لبنان فلنعطّلها، واليمن فلنصفعها وتبقى دولة فاشلة، وايران فلنستنزفها، ومصر فلنهيكل دورها عبر آفة المال ومدينة اليونيوم وتفعيل مشكلة سد النهضة في أثيوبيا، على أن لا تستعيده لدورها التاريخي. لذلك ما يجري في سورية واحيانا في العراق، هو عمليات كر وفر استخباراتية دولية واقليمية بأدوات عراقية محلية نتيجةّ لفعل استخباراتي قذر وقذر على الأرض، سرّعت من خلاله واشنطن من تفعيل وجودها في الداخل العراقي وتهيئته لفعل قادم ازاء ايران وازاء سورية ولاحقاً ازاء الدور التركي والسعودية نفسها ليعلن بوضوح أنّ ايران ستحارب الأرهاب في الداخل العراقي والمنطقة والعالم، وهذا الأعلان الأيراني هو نتيجة لمعرفة مجتمع المخابرات الأيرانية بخطط ونوايا الولايات المتحدة الأمريكية نحوها ونحو سورية ولاحقاً تركيا والسعودية نفسها أيضاً، انّ ما يجري في العراق وسورية وجلّ المنطقة، لعبة أمم بأدوات بعض محلية وبعض عربية وبعض غربية، كعواميس الدواخل العربية فالى أين المفر؟. في عام 1973 م عندما أبكت المخابرات السورية ثكنة المرتزقة “اسرائيل” عبر ضابط الموساد عاموس ليفينبرغ، الذي اصطحب معه كتاب(تنفيذ الأوامر القتالية لسلاح الطيران الأسرائيلي الصهيوني)، والذي يعتبر توراة سلاح الجو وحلم أي جهاز مخابرات معادي، وتم خطفه وكافة زملائه الذين كانوا برفقته في الوحدة 8200 الأستخباراتية الأسرائيلية، عبر وحدة خاصة من الجيش السوري ووحدة خاصة من المقاومة الفلسطينية تدربوا في جبال اللاذقية، لتماثل ظروف قاعدة حرمون على أعلى جبل الشيخ في لبنان حيث قاعدة الأستخبارات الأسرائيلية بخمسة طوابق وحواسيبها وشيفرات سلاح الجو، وكر ما كرّ من معلومات للمخابرات السورية ثم المصرية ثم الروسيّة بعد أن تم اقناعه وافهامه أنّ اسرائيل انتهت، والدبّابات السورية والمصرية تسرح وتمرح في شوارع تل أبيب، والسؤال هنا: كم من عواميس الداخل السوري ذهبوا الى من تآمر على سوريتنا الطبيعية ليسلموه حقائب ملأى بالأسرار؟ أليس من ذهب الى الجنيفات بأرقامها المتعددة حتّى اللحظة، وبأرقامها القادمة من وفد الرياض والهيئة العليا برئاسة الحائط المتحرك رياض حجاب ونسخه من عواميس سوريين؟ هؤلاء وأمثالهم اصطفوا طوابيراً أمام مكاتب الأستخبارات الأجنبية وتقاطروا زرافات ووحداناً من كلّ زوجين اثنين ليبوحوا للموساد وغيره بما يعرفونه عن سورية وجيشها واسرارها طواعيةً لا تحت التعذيب وعلى رأس هؤلاء الأخونجي السوري كمال الليبواني ،عاموس بجلد جينات عربية ومن حركة اسلامية. واذا كان عاموس ليفينبرغ قد ألحق بثكنة المرتزقة جروحاً غائرة لا تزال تلعقها وتداويها الى يومنا هذا، وتدفع ثمن ما أباحه من معلومات وحتى لحظة كتابة هذا التحليل، فكم تحتاج سوريتنا من الوقت والجهد والأموال والدماء لتلافي الأضرار الفادحة التي تسبب بها عشرات بل مئات أو ربما آلاف العواميس، ان لجهة سورية، وان لجهة باقي الساحات العربية؟ أه يا سوريتي الطبيعية كم هم السفلة والخونة من أبناء أمتنا العربية والأسلامية.
الواقعية السياسية هي فهم للمجريات التي من خلالها تستنبط الحلول والمواقف، وعليه تبدو الواقعية كحل وسط بين المثالية التي تقود الى الأنعزال والتهور الذي يقود للهزيمة، وعليك أن تكون ثعلباً لتعي الأفخاخ المنصوبة، وأن تكون أسداً لترهب الذئاب من حولك، وما أصعب الجلوس الى البلهاء، لأنّ كلام الأخيرة كلام بلاستيكي يمر ببطء في العنق، كما يمر جرذ مبتلع في عنق أفعى، فالبلهاء من الناس يكرّرون ما يقال ويمهدون بجهالة فاحشة وما زال هذا النهج مرسوماً في العقل الجمعي لبعض اليوابس(أي الساحات)العربية، لأحتلال العقول لتحل محل احتلال الأرض، حيث اذا كنت لا ترى غير ما يكشف عنه الضوء، ولا تسمع غير ما يعلن عنه الصوت، فأنت في الحق الحقيق لا تبصر ولا تسمع، فهل من مبصر وسامع؟!. وبين فقه البادية وفقه الساحل مسافات وفجوات عميقه بفعلنا، وثمة تواطىء جهنمي عميق بين الأنظمة البالية والأيديولوجيات البالية كذلك، أنظمة تعود الى القرون الوسطى، حوّلت فقه البادية الى ماكينات لختن أدمغتنا وغسلها لنصبح كزومبيات مبرمجه تسبّح بحمد راعي البقر الأمريكي. فعندما تتشابك بعض أجهزة الاستخبارات الدولية وبعض الإقليمية معلوماتيّاً على شكل شبكات العنكبوت بناءً باتساق وتساوق، في جلسات عصف ذهني جماعي استخباري متبادل، إزاء إنتاج “بويضة” ناضجة ومستعدة للتخصيب، لأستلاد متتاليات هندسية لحروب عسكرية وعمليات مخابراتية سريّة، تصاحبها حرب نفسية لجهة ما يجري في سورية، تكون بروباغندا الحيوانات المنويّة المشوّهة أداتها في التخصيب، عندّها وعندّها فقط نتاج ثمرة هذا التلاقح الأستخباري:- تكون المزيد من مرتزقة(ثاكسين شيناواترا… ومجموعات بلاك ووتر أخرى)وشراكاتها التاريخية، مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وبعض وكالات استخبار مجتمع المخابرات “الإسرائيلي” والغربي من الموساد ووحدة أمان، الى الأستخبارات السريّة الأسترالية ASIS، والأدارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي DGSE، والى حد ما مع المخابرات الفيدرالية الألمانية BND، وبعض العربي الأستخباري المرتهن المرتجف. ففي تلك الحفلة الأستخبارية لتبادل المعلومات وتحليلها وفبركة بعضها عبر التناكح باطلاقه، وفي ظلّ مشهد سوري سريالي بعمق لبعض جيوب الجغرافيا السورية المتقيحة والتي تضج بالدم والنار، في منطق خفض التصعيد ان في الجنوب السوري المصادر والمراد اشعاله وتسخينه من جديد، عبر ما يجري في التنف ومحاولة دفع الاردن للتساوق مع هذا المخطط، وان في التنف المحتل ذاته مع جيش المغاوير ومناورات قوّات المشاه الامريكية معه مؤخراً، وان في ادلب المحتلة، وان في الرقّة المحتلة، وكذلك الحال بالعراق والذي يعيش الآن لحظات حرجة وبوادر فتنة قادمة من جديد، يجلس الغربي وبعض المتأمريكين من بعض عرب وغرب في حاناتهم مطمئنين راغدين، موسيقى هادئة تزيد من قريحة شربهم تصاحبها أغنية مفعمه بالهدوء لفرانك سيناترا وأقداح من الويسكي المعتّق، كفيل باتمام طقوس السعادة لراعي البقر الأمريكي ورفاقه، بعد أن أنجزوا الكثير الكثير في سورية والمنطقة، وآخرها الأستثمار الأمبريالي التروتسكي في الكرد كأداة للتقسيم، ان لجهة العراق المراد احتلاله من جديد، وان لجهة سورية، كونها فيها شبق الأستقلال وكره العرب، مع شرارات هنا وهناك في جبهة الجنوب السوري، حيث ايران باتت على حدود طفلهم المسخ المدلّل”اسرائيل”. تمتزج الشواطئ البيضاء بأشجار نخيل يعلوها غمام وضباب، وتحيطها جبال وغابات، فلا تمتلك حينها إلاّ أن تستسلم لهذه الفتنة التي لا تقاوم، وتدفع الجميع للتفكير بعقل متآمر بدموية، إنها “تايلند”ونموذجها “الثاكسيني الشيناواتراي” بإسقاطاته على جلّ الداخل السوري ومحيطه ودول جواره التي لن تكون في مأمن من مرتزقة نكهات ثاكسين شيناواترا، حيث الأخيره صارت في دواخلها الديمغرافية والجغرافية في طور الكمون. وصحيح أنّه لا أصدقاء دائمين ولا حلفاء للأبد وانّما مصالح ومصالح فقط في العلاقات بين الدول والساحات السياسية، وهذا مسار ومؤشّر يشي أنّ السياسة كمفهوم وطريقة حياة وعيش هي مثل(الشلوخا – كلمة روسية تعني بائعة الهوى)، فما يجري في المنطقة العربية والشرق الأوسط وفي أوكرانيا، هو نتاجات ثمار السياسة الخارجية الأمريكية، ومحركات الأخيرة(أي السياسة الأمريكية)منظومات بلا أخلاق ولا احترام لقواعد القانون الدولي وبدون إبداعات، أنّها سياسة قائمة ضمن حزمة تكتيكات ما يعرف باسم سلاح الصدمة والترويعSHOCK AND AWE  والذي يعرّفه الإستراتيجيون العسكريون والخبراء، على أنّه سلاح يعتمد على الاستخدام المفرط للقوّة بهدف شل قدرات الخصم على إدراك ما يحصل في ساحة المعركة بقصد هزيمته، وهذا ما شبّت عليه دواعش الماما الأمريكية البلدربيرغيّة . تصريحات في كواليس الأدارة الأمريكية لمايك بوميو وجون بولتون وجينا هاسبل كوحدة واحدة، مع دمجها لتصريحات من سبقهم في عهد ادارتي اوباما ازاء النسق السياسي السوري وعنوانه الرئيس بشّار الأسد، فهل نصدق هؤلاء عندما يقولون: واشنطن لا تريد اسقاط مؤسسات النظام والدولة السورية؟ اذاً ماذا كانت تعمل واشنطن على مدار 8 سنوات وأكثر في سورية وما زالت ؟ هل كانوا هؤلاء يعملون كحاطبة ليل لا تميز بين الغث والسمين في عمل مؤسسات المخابرات وهياكل مجلس الأمن القومي الأمريكي وأجهزة وزارة الخارجية الأمريكية؟ هل كانوا يسيّرون ومجتمع مخابراتهم ووكلائهم من بعض عرب وبعض غرب مجموعات سياحية الى سورية؟ هل يسعون الى تدمير داعش شرير هوليود، حيث قدر هذا الشرير المتابعه في ايران المجاورة أو في جلّ أسيا حيث الصين أو جنوب روسيّا تماماً حيث تريد أمريكا خلق نزاع ومجازر؟ لماذا قرنوا اسم بلادهم بروسيّا في هذا السياق؟ هل يريدون أن يوحوا بأنّ هناك تفاهمات مع موسكو في اعادة هيكلة بل هندرة النظام في سورية وليس اسقاط مؤسساته؟ هل نصدق أنّ موسكو لديها تفاهمات من هذا القبيل مع واشنطن وكوادرها السياسية والأستخباراتية؟ أعتقد أنّ هذه هذيان بل هرطقات سياسية استخباراتية أمريكية في الوقت الضائع، وهذيان سياسي أمني وعسكري من نوع أخر ومختلف وفريد من نوعه. جينا هاسبل ومايك بوميو وجون بولتون وكوشنير وغرينبلات وترامب نفسه ومؤسسات الكونغرس، والذين التقاهم ويلتقيهم الملك في واشنطن كلما زار أمريكا ان سرّاً وان علناً، ليخبرهم أنّه لن يوافق على صفقة القرن والتي تعني شطب النظام السياسي الأردني، هؤلاء الأمريكان ومؤسسات حكمهم ما زالوا  يتبنون  الوهابية بشقيها(السياسي والعسكري)، جينا هاسبل تعتبر صاحبة مدرسة(عتبة الوقت)كمعيار في بيان الخيط الأبيض من الأسود من فجر العمل الأستخباري، تجهد ناشطةً هذا الأوان وبالتنسيق مع رئيس مجمّع الأستخبارات الفدرالي الأمريكي وبعض الأدوات الأمريكية المستحدثة في المنطقة, في محاولة لخلق وتأسيس نسخة متقدمة لمذهبية استخباراتية جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية تم البدء في مأسستها لحظة استلامها لمنصبها بديلاً لمايك بوميو وزير الخارجية الحالي, تهدف هذه المذهبية التي يراد خلقها أو تخليقها, الى دفع شبكات المخابرات الأمريكية المتعددة, ازاء تغيير أسلوبها الحالي واستبداله بأسلوب مستحدث جديد يقوم على مفهوم: “الأستخبارات الأنتقائية”. بعبارة أكثر وضوحاً, أي اعداد التقارير الأستخباراتية, التي تعتمد الوقائع والأدلة, التي من شأنها دعم توجهات الأدارة الأمريكية الحالية والقادمة أيّاً كانت ان جمهورية وان ديمقراطية, وفقاً لما أطلق عليه المحافظين الجدد أنبياء القرن الحادي والعشرين: “التقارير المواتية” التي تتيح, تعزيز رؤية وطموحات وتطلعات, القيادة السياسية الأمريكية, ومن ورائها الأيباك الأسرائيلي الصهيوني, ازاء الملف السوري بتشعباته المختلفة معزّزاً بالملف العراقي عبر الدواعش والفواحش, وارتباطاتهما بالساحة اللبنانية, وازاء الملف الأيراني, ومجالاته الحيوية تحديداً, مع اشتباكات مخابراتية انتقائية جديدة, في ملفات: باكستان, الهند, أفغانستان, أسيا الوسطى,…الخ. ولمّا كانت التقارير الأستخباراتية, ذات العلاقة بالتخمينات والمؤشرات وتقديرات المواقف السياسية, تلعب دوراً رئيسياً ومهماً, في صناعة القرار أولا, ومع نهايات الثواني والدقائق الأخيرة الحاسمة, وقبل صدور القرار, مع ما تؤكده معطيات الخبرة العملية, لعملية صناعة واتخاذ القرار الأستراتيجي, لجهة أنّه كثيراً ما تتضارب التقارير المخابراتية, مع توجهات القيادة السياسية. وتتحدث المعلومات, أنّ هناك حرب باردة طاحنة, بين شبكات المخابرات الأسرائيلية من جهة, وشبكات ووكالات المخابرات الأمريكية من جهة أخرى, والمنضوية ضمن مجمّع الأستخبارات, ازاء الملفين السوري والأيراني بجانب الملف العراقي, رغم نقاط التوافقات والتساوقات الكثيرة بينهم, والمعلنة للجميع. وتقول معلومات الخبراء وتؤكد, الحرب الباردة بين المخابرات العبرية والمخابرات الأمريكية, من الصعب التكهن بنتائجها, وذلك بسبب الروابط السياسية الوثيقة, بين النخب السياسية الأسرائيلية, والنخب السياسية الأمريكية, ورغم محاولات مستميتة للكيان العبري سابقاً وحالياً, بالقيام بعملية تغلغل شاملة داخل أجهزة المخابرات الأمريكية, من أجل بناء: لوبي اسرائيلي استخباري نوعي, داخل مفاصل أجهزة المخابرات الأمريكية, لكنها لم تستطع حتّى اللحظة, تحقيق هذا الهدف الفوق استراتيجي, كما تقول وتؤكد معلومات الخبراء الأستخباريين الأمميين, الأمر الذي دفع شبكات المخابرات العبرية, وعلى رأسها الموساد العبري, الى اللجوء لأستخدام عناصر بشرية موثوقة, من الأيباك, والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي, لمنافسة شبكات مخابرات العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي, على احدى أدواتها في الداخل الأيراني, وأقصد منظمة مجاهدي خلق الأيرانية, أو “المنافقون” وحسب التسمية الأيرانية الرسمية, وكذلك منظمة جند الله الأيرانية. الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية, تعمل بقوّة على نشر الفتن, واحداث صراع ايراني – ايراني داخلي وتعميقه, وتدفع بعض الأدوات الغربية والأمريكية, في الداخل الأيراني, على رفع شعارات معادية للنسق بشكل عام, ولثوابت نسق الثورة الأسلامية الأيرانية بشكل خاص, والعمل على الأطاحة بنسق الثورة الأسلامية, واستبداله بنظام علماني – ليبرالي, على غرار الأنظمة الرأسمالية الغربية. وفي ظني وتقديري أعتقد, أنّ القوى السياسية الأيرانية المعارضة, تمتاز بالضعف لأعتمادها على الدعم الأمريكي, بالأضافة الى عدم تمتعها بالدعم والسند الشعبي الداخلي, الأمر الذي قاد وجعل من هذه القوى, مجرد حركات موجودة في الخارج, وبعض العواصم الأجنبية, ولو حاولنا استقراء ملامح خارطة طريق الصراع الأيراني – الأيراني, الذي تعمل على انتاجه وتسويقه واشنطن, وعبر شبكات مخابراتها وأدواتها, ان لجهة الداخل الأيراني, وان لجهة الخارج الأيراني, لوجدنا أنّ الحركات الأيرانية الدينية, ظلّت أكثر ميلاً للعمل داخل وضمن, ثوابت نسق الثورة الأسلامية الأيرانية, أمّا الحركات العلمانية اليسارية, والليبرالية, والقومية الأجتماعية, عملياً خارج دائرة الصراع والتنافس, فهي موجودة شكليّاً ولا تتمتع بأي وجود عملي ميداني وحقيقي, وبرغم ذلك, ستبقى هذه الحركات مصدراً للخطر على النسق الأيراني الثيوقراطي, اذا ما تحول التيار الأصلاحي, باتجاه الأنضمام والتحالف معها. وأحسب, أنّ القوّات الأمريكية الأحتلالية العائدة للعراق وعبر ملف ايران, والتي يراد لها البقاء أمريكياً عبر تفعيل وجودها ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية, سوف تستمر بالأستعانة بعناصر زمرة منظمة خلق, لشن العمليات السريّة ضد ايران, وبحزب بيجاك الكردي في شمال غرب ايران. وتقول المعلومات, أنّه وبعد الأحتلال الأمريكي للعراق, قامت واشنطن وعبر وكالة مخابراتها المركزية, والبنتاغون, وبالتنسيق مع قيادة القوات الأمريكية الموجودة في العراق, بتجميع عناصر حركة مجاهدي خلق, وعلى قرب من الحدود العراقية – الأيرانية, وضمن معسكرين اثنين, وتبع ذلك, قيام هذه الجماعة, بالعديد من العمليات السريّة والأستخبارية المشتركة, مع عناصر وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية, والموساد الأسرائيلي, والقوّات الخاصة الأمريكية, داخل الأراضي الأيرانية. وصار واضحاً للعيان, أنّ حركة مجاهدي خلق الأيرانية, تخلّت عن عدائها للغرب, ما بعد سقوط الأتحاد السوفياتي, وانخرطت وبشكل عميق في تحالف مع الأدارات الأمريكية, ومضت قدماً في تحالفاتها الغربية, وخاصةً مع المخابرات الفرنسية, والبريطانية(الأم أي سكس), والكندية, والألمانية, على النحو الذي أدّى الى انخراطها في تحالفات, مع كل من يعادي النظام الأيراني, وفي نهاية المطاف, وجدت هذه الزمرة نفسها( منظمة خلق), واقعة في أحضان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية, تمارس الجنس الجماعي الأمني معها, ومع جهاز الموساد الأسرائيلي, ومنظمات اللوبي الأسرائيلي:- مثل الأيباك, والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي, ولجان الكونغرس الأمريكي, ومنتديات ومراكز دراسات, ومنظمات جماعة المحافظين الجدد. وتشير المعلومات, أنّ المخابرات الأيرانية, وعبر عمليات استخبارية داخلية دقيقة, وخارجية تعاونية, ذات تنسيق أمني صادق وعميق, مع جهاز مخابرات اقليمي غير عربي وبمشاركة من الفرع الخارجي لجهاز استخبارات حزب الله, استطاعت كشفها -أي تلك الشبكة- وما تحوزه من معلومات وأجهزة تجسس, ذات تقنيات عالية مربوطة, بالأقمار الصناعية التجسسية والتي تزخر بها سماء ايران, والشرق الأوسط. وتشي المعلومات المنشورة في وسائل الميديا الدولية, والتي لها علاقات خفية وعلنية, مع أجهزة مخابرات تعمل مع محور واشنطن – تل أبيب, أنّ الموساد وبالتنسيق مع أجهزة C.I.A – F.B.I – M.I.6, استغلوا بعض الدول الأوروبية وغير الأوروبية, وبعض دول الجوار الأيراني – الأقليمي, واستغلوا ساحة اقليم كردستان العراق أيضاً, في النفاذ للداخل الأيراني, وتنفيذ مسلسل اغتيالات, العلماء الأيرانيين المسلمين. وهناك معلومات, مخابرات شبه مؤكدة تقول: بأنّ طهران, قرّرت ونتيجة للأستهداف الأمريكي – الأسرائيلي لأمنها القومي, وعبر ملف الحدث السوري, الذي يستهدف طهران ودمشق ولبنان معاً والمنطقة ككل من خلال تحويل لبنان مجدداً الى ثغور(الدفرسوار)العنفي, حيث تم ارسال للمرة الرابعة أو الخامسة وبعيد مناورات ايرانية سابقة, بعض قطع البحرية الحربية الأيرانية, الى المياه الدولية في البحر الأحمر, والمرور عبر قناة السويس, من أجل التمركز والتموضع في المناطق البحرية, المطلة على شواطىء شرق البحر الأبيض المتوسط, وهذا من شأنه أن جعل الدولة العبرية, وعلى المستوى السياسي والأستخباري – الأمني والعسكري, تقف على قدم وساق, فهو أمر ينطوي على قدر أكبر من المخاطر, وتشي المعلومات المرصودة, عبر مجاميع مخابرات دولية تعمل في الداخل الأسرائيلي, أنّ تل أبيب تضع احتمال تمركز, تلك القطع الحربية الأيرانية في منطقة شرق المتوسط وعبر موقعين: الأول قبالة شواطىء جنوب لبنان, وهذا من شأنه أن يشكل تهديداً, عسكرياً بحرياً مباشراً, لأمن مناطق شمال”اسرائيل”الشمال الفلسطيني المحتل, والثاني قبالة شواطىء قطاع غزّة المحتل, وهذا من شأنه أيضاً, أن يشكل تهديداً عسكرياً مباشراً, لأمن مناطق جنوب غزّة المحتلّة، في الوقت الذي صارت فيه تل الحارة وبعض مناطق الجنوب السوري ساحات عمل عسكري مقاوم لحزب الله وايران باتجاه”اسرائيل”الشمال الفلسطيني المحتل. ومتشابكة هي المعلومات عن الميدان السوري، فلا أحد يعرف كيف تفكر دمشق كما أسلفنا في البدء، وتقول المعلومات أنّ حزب الله نقل آلاف المقاتلين من فرقة الرضوان النخبوية الى سورية،  وهنا المشاركة الأيرانية وحزب الله وقوّات النخبة الصينية أكثر من أربعة الاف بجانب القوّات الفضائية الروسية لهو تأكيد على وحدة الأراضي السورية وسلامة طريق الحرير القديم والقادم من جديد. الولايات المتحدة الأمريكية، تمارس استراتيجيات التصريحات المتناقضة لأرباك الجميع للوصول الى العميق من أهدافها،  فهي تفعل عكس ما تقوله دائماً وأبدأ، ولسانها ينطق بخلاف فعلها، فلا خروج أمريكي من المنطقة بمعنى الخروج كما يروّج بعض السذّج والمراهقين في السياسة، بل اعادة تموضع وانتشارات هنا وهناك، مع اعادة بناء وتفعيل لشبكات العمليات الأستخباراتية العنكبوتية القذرة، لتعويض تموضعها وانتشارها، للبدء باستراتيجيات الأستدارة نحو أسيا وروسيا، والصين وايران، ودول أمريكا اللاتينية وخاصة فنزويلا، ان في البرازيل بالرغم من أنّ الحكم هناك صار موالياً، وان في فنزويلا، وان في باقي الساحات والحدائق الخلفيه لها هناك، وأي ادارة قادمة(ان جمهورية، وان ديمقراطية)في واشنطن دي سي، هي بمثابة ناطق رسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي لا أكثر ولا أقل، وللمرة المائة أقول وعلى مدار الحدث السوري، أنّ الأزمة في المنطقة الشرق الأوسطية والتي هي نتاج الحدث السوري، تتحوّا ناراً وشنّاراً، وهي من ستحدد مستقبل غرب آسيا لعشرات السنين القادمة، ومفتاح الحل في هذه الأزمة هو المفتاح السوري، فمن يملك مفتاح سورية ترتفع حظوظه في امتلاك المنطقة(غرب آسيا بأكملها).
عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.