الأردن … العقل الاصلاحي سلوك وفعل وانجاز ! / هاشم نايل المجالي
هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الثلاثاء 6/8/2019 م …
نظرية الاصلاح التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة باعتباره اصبح اشكالاً معرفياً تتقاطعه مرجعيات سياسية واقتصادية ، ومفاهيم وقواعد تحتاج الى محركات منهجية لفعل الاصلاح الحقيقي الذي ينسجم وواقع البيئة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، مع معطيات وسياق المجتمعات المحلية ، حيث لمسنا على مدار هذه السنوات لتلك الحكومات تنظير اصلاحي ولم تنجح المشاريع الاصلاحية لاحداث التغيير المأمول .
اي اننا كنا بحاجة الى تفكيك العقل الاصلاحي لمسؤولي تلك الحكومات واعادة تركيبه ليتناسب مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي ، والاستغناء عن المنقول الفكري الغربي ، وفق مكونات الرؤية الاصلاحية الشاملة والانجازات التنموية ، في مواجهة فاعلية الفساد المعنوي والمادي والاداري بكل عوامله واسبابه ، ومحاصرة ذرائعه المميتة ، كل ذلك من اجل التجديد والتغيير في بناء البنية التطورية الحضارية وللتخلص من الجمود الفكري .
فالعقل الاصلاحي سلوك وفعل وانجاز ، وعمل جماعي وتأسيس للعقلانية بالتعامل مع كافة الاطياف المجتمعية ، وعدم اتباع الانتقائية والمحسوبية في اختيار القيادات المسؤولة كونها كابحة للاصلاح والتطور ، فلقد لمسنا عقول مأطرة بالصدامات التي لا منفعة منها لعدم العلمية او الخبرة التي تحاكي الواقع بحقيقته .
فهناك فرق بين العقل الفاعل والعقل الساكن ، وهل سنبقى في قاعة الانتظار متمسكين بالتقليد المتكرر بالانتقاء ، واصبحنا بمجد الجهلاء ونكسر الحكمة لصالح الخرافة ، والعقلانية لصالح الجهلانية ، ليذبل التطور وينضج التعصب ، واليأس اصبح يتغلغل في النفوس الى حد النفور في التفكير لحل الازمات ، مثل المريض الذي لا علاج له .
فلا بد من مشاريع اصلاحية لوقف انهيار التوازنات الاجتماعية وانحلال روابط التضامن الداخلي ، وذبول القيم والمباديء والاخلاق ، وجنوح السياسيين نحو سياسات الانكفاء على الذات وغيرها نحو خدمة المصالح الآنية ، اي زوال المصلحة العامة وصعود المصلحة الخاصة الى مقدمة المسرح ، فهناك من يسعى الى افشال العملية الاصلاحية عن قصد ، ومنهم موجهون يسعون لفقدان الامن والاستقرار والطمأنينة بطروحاتهم ، والتخلي عن اي موقف ايجابي اتجاه الواقع المرير الذي يحتاج لتكاتف وطني .
فهناك من خلد الى المواقف السلبية ، وغابت الفاعلية الباعثة للامل والحاثة على العمل والعطاء والانتاج ، فعلينا ان نصحو شيباً وشباباً لمواجهة ضيق الافق والحيرة واليأس وانسداد سبل الانفراج ، والقنوط عن التغيير بالفكر والعقل الاصلاحي ، لوقف التدهور بالمناخ الوطني الفكري الى المناظرة العقلية الوطنية ، في مراجعة شاملة نقدية للمشاريع الاصلاحية لمنعها من الاخفاق وتعزيز الولاء والانتماء .
المهندس هاشم نايل المجالي
التعليقات مغلقة.