الجيش السوري يكسر أصابع النصرة شمال حماه / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) السبت 10/8/2019 م …
بدأت بعض القرى في الريف الشمالي لمدينة حماه تستعيد ترابها من أيدي جبهة النصرة الإرهابية وأخواتها بعد أسابيع من المواجهات الضارية التي خاضها الجيش السوري مع هؤلاء المتطرفون، حيث حقق الجيش تقدماً جديداً ومهماً في ملاحقة جبهة النصرة وتطويق مواقعها في ريف حماه، مسيطراً على نقاط إستراتيجية جديدة “بلدة الأربعين”، والعديد من المناطق الشمالية بعد معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم جيش العزة أبرز حلفاء جبهة النصرة في ريف حماة الشمالي . بذلك أدرك هذا التنظيم أنه أمام جيش قوي غير كل الجيوش، كما تيقن أنه من المستحيل أن يستطيع احتلال أي قطعة أرض من وطننا الكبير “سورية”.
في هذا السياق تكمن إستراتيجية هذا التقدم في كونه يجعل القوات السورية على جعل الطريق مفتوحاً أمام الجيش السوري للتقدم باتجاه المنطقة المسماة بـ”مثلث الموت” الذي يجمع الفصائل الإرهابية في بلدات اللطامنة وكفرزيتا والزكاة شمال حماة. كما سيجعل الجيش قادراً على السيطرة على مساحات كبيرة ستقلب معادلة الميدان رأساً على عقب لصالحه. ويأتي تقدم الجيش السوري بعد إلغاء وقف إطلاق النار بسبب عدم التزام الضامن التركي بتعهداته باتفاق سوتشي عبر الزام المسلحين على الانسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح مسافة 20 كم.
بعد أكثر من ثمان سنوات من الحرب على سورية لا يزال الأمريكيون وأدواتهم من المتطرفين في سورية يراهنون على رهانات خاسرة، فالخطط والإستراتيجيات التي وضعت وعُمل عليها منذ بداية الأزمة السورية تعرضت للتعثر والفشل، فالأزمة التي أريد لها أن تسقط سورية ، تراجعت حدّتها لمصلحة سورية نفسها، كما أن تركيا تشعر أنها على وشك خسارة الحرب في سورية، بسبب انهيار الجماعات المسلحة و خسارتها في الشمال ، ولهذا فهي في حالة بحث عن أوراق ووسائل جديدة لحفظ نفوذها من خلال افتعال وخلق ذرائع جديدة لاستمرار الحرب في سورية ويمكن تلمس ذلك من خلال القلق الذي تشعر به تركيا وحلفاؤها إزاء تطورات الأوضاع في سورية.
على أي حال فإن نجاح الجيش السوري في اقتحام الريف الشمالي لحماه من عدة محاور والانهيار السريع لدفاعات تنظيم جبهة النصرة يُّعد إنجازاً كبيراً له، وسيشكل انتكاسة كبيرة لمقاتلي النصرة سواء على الصعيد العسكري أو الإستراتيجي أو المعنوي، ولعل الضربات الساحقة التي تقوم بها كل يوم وحدات الجيش ضد عناصر الشرّ والإرهاب وإحباط مخططاتها، دليل واضح على ذلك.
مجملاً… مع استكمال المراحل الهامة في معركة تحرير ادلب والاستعداد للمرحلة النهائية والحاسمة، يمكنني القول، أن ثمة هناك مساراً جديدا ستدخله سورية باتجاه إنهاء الجماعات المتطرفة في البلاد، بعد أن ظلت تهيمن على مساحات شاسعة في أنحاء مختلفة من الأراضي السورية، والمؤكد أن الانتصار في معركة ادلب سيشكل البداية الحقيقية لطرد التنظيمات المتطرفة من كل المدن السورية والمنطقة بأكملها وهو الهدف الاستراتيجي للجيش السوري والذي يواصل استعداداته اللوجستية والتكتيكية لإنهاء هذا التنظيمات ومن ورائها .
وأختم بالقول:إلى الذين يخافون من انتصار الجيش السوري وسيطرته على كل التراب السوري، أقول… بأن الأوضاع قد تغيّرت، فهناك تحرّكات إيجابية للجيش السوري في كافة المدن السورية، لذلك لا يوجد لدينا أي خيار إلّا بسيطرة جيشنا على كل التراب السوري من أجل تحقيق الأمن والآمان للمواطن السوري.
التعليقات مغلقة.