الباحث شاكر زلوم يكتب : حلف الميركافا, عدنان مندريس أيقونة المتأسلمين ودوره في تثبيت أركان الكيان الصهيوني في فلسطين
في الثالث من آذار من عام 1924 أُعلنت تركيا كدولة قوميةعلمانية حسب دستورها الجديد, بعد ذلك اتجهت تركيا للغرب لتستبدل الحضارة العثمانية بالغربية’ لقد طلقت هويتها الشرقية طلاقاً بائناً بزمن محمد كمال (اتا تورك), من أجل تجديد هوية تركيا الجديدة قام محمد كمال بتغريبها فحول مدينة أنقرة لعاصمة للدولة الجديده, وقام بالغاء الأبجدية التركية العربية وحولها الى اللاتينية واعتمد يوم الأحد عطلة اسبوعية بدلاً من الجمعه ومنع الآذان بالعربية ونودي الآذان بالتركية وفق قانون سن لهذه الغاية,لمن يرغب الإستماع للآذان بالتركية فيمكنه مشاهدة الرابط
, لم يقتصر التغييير على ما سبق بل أتبع بقوانين تمنع ارتداء الطربوش بإعتباره ارثاً عثمانيلً اسلامياً, كما حظر مصطفى كمال على النساء الحجاب, .وامعاناً في التغريب قونن مصطفى كمال وشجع انشاء الحانات ومواخير الدعارة والبغاء في تركيا
.
قام مصطفى كمال بحملة شرسه لتطبيق قوانينة يصرامة وبدكتاتوية قل نظيرها قام بقتل وسجن كل مُعترض ومخالف لقوانينه الاستبدادية والتي تتنافى وحرية المعتقد وتنتهك الحريات الشخصية للناس, من الفكر الى اللباس ,مارس مصطفى كمال بأسه وجبروته باسم العلمانية ففصل الدين عن الدولة لا يعني باي شكل من الأشكال الحجر على العقول ولا يعني تقييد الحريات فحرية العبادة والمعتقد حق شرعي وانساني تضمنه الأديان وشرعة حقوق الانسان, لقد حكم مصطفى كمال تركيا بالحديد والنار في ظل حكم الحزب الواحد الحاكم والمتحكم بكل مفاصل الدولة أي “حزب الشعب الجمهوري” الذي حكم تركيا طيلة حياة مصطفى كمال اي للعام 1938 حيث واستمر حكم حزبه الواحد حتى العام 1945 .
بدأت التعددية الحزبية في تركيا في عام 1945 فتعددت الاحزاب, بينما خرج من رحم حزب الشعب الجمهوري “الحزب الديمقراطي” بزعامة عدنان مندريس وفي العام 1945 سافر عدنان مندريس الى امريكا وتوجه الى الجالية اليهودية بها معلناً تضامنه مع حق الشعب اليهودي في اقامة وطن قومي يهودي بفلسطين.
في عام 1946 جرت أول انتخابات تعددية فسقط حزب مصطفى كمال ” الشعب الجمهوري” سقوطاً مدويا نتيجة لسياساته التي تسببت بنقمة شعبية عارمة فالقمع والاضطهاد السياسي والديني للشعب والديمقراطية لا يستويان, كان من اسباب نجاح “الحزب الديمقراطي” في الأغلبية المطلقة بانتخابات عام 1950 هو رفعه لشعار الغاء قرار تتريك الآذان وعودة الآذان لأصلة العربي فالفطرة الدينية لا يمكن تجاهلها ولا استفزازها, بعد ذلك تحول عدنان مندريس لأيقونة للإسلاميين الأتراك والعرب فهم يقولون عنه ما لم يقله مالك في الخمر, بينما كانت سياسات عدنان مندريس تصب في خدمة ألد أعداء العرب والمسلمين, كان مندريس موالياً للصهاينة والغرب الاستعماري, لقد حارب مندريس المد القومي العربي في خمسينات القرن الماضي بضراوة قل نظيرها ,تمثلت مواقف ايقونة الاسلاميين العرب مندريس بما يلي:
– في العام 1950 اي منذ استلام عدنان مندريس الحكم في تركيا اعترفت تركيا اعترافاً قانونياً كاملاً بإسرائيل، وتم تبادل البعثات الدبلوماسية بينهما، واستقبلت تركيا ملحقاً إسرائيلياً في أنقرة، وسمحت لليهود الأتراك بالهجرة إلى فلسطين مع الاشارة بأن اعلان الاعتراف باسرائيل حصل في العام 1949, لقد مثل اعتراف تركيا كأول دولة اسلامية طعنة في قلب فلسطين.
– في عام 1950 بزمن حكم أيقونة الأسلاميين العرب من اهل السنة والجماعة “عدنان مندريس” تم توقيع أول اتفاقية تجاربة بين تركيا مندريس مع إسرائيل.
– في العام 1951 بزمن حكم ايقونة الاسلاميين العرب من اهل السنة والجماعة “عدنان مندريس” تم توقيع أول اتفاقية شحن وتفريغ بين تركيا مندريس والكيان الغاصب لفسطين لفك الحصار المطبق عن الكيان الغاصب لفسطين .
– في عام 1951 بزمن ايقونة الإسلاميين العرب من أهل السنة والجماعة “عدنان مندريس” وقفت تركيا إلى جانب الغرب ضد مصر في قرارها بمنع السفن الإسرائيلية من عبور قناة السويس.
– في عام 1952 بزمن ايقونة المتاسلمين العرب عدنان مندريس انضمت تركيا لحلف الناتو وبزمنه تم افتتاح اول قاعدة اطلسية “انجيرلك“ بتركيا و بذلك تحولت حدود تركيا لحدود اطلسية .
– في العام 1956 بزمن أيقونة الاسلاميين العرب “عدنان مندريس” تم انشاء حلف بغداد لمواجهة المد القومي العربي من الدول التالية ( العراق وتركيا وإيران الشاه وباكستان ) برئاسة سيدة ” الحرية “بريطانيا فسقط حلف بغداد مع ثورة تموز المجيدة في العراق في العام 1958.
– في العام 1958 بزمن ايقونة الاسلاميين العرب لأهل السنة والجماعة “عدنان مندريس” قام رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون بعدة زيارات سريّة إلى تركيا، كان أهمها في 29 آب/أغسطس 1958 أتمنى التدقيق في التواريخ مع ملاحظة بان الوحدة بين مصر وسوريا حصلت في شباط فبراير من العام 1958 وسقوط مملكة العراق وبالتالي حلف بغداد في عام 1958. في 29\8\1958 التقى بن غوريون رئيس الحكومة التركية عدنان مندريس، وبهذه اللقاء تم الإتفاق على التعاون الإستراتيجي اي تعاون (عسكري أمني وتجاري) لمواجهة العرب بعد وحدة عام 1958 بين مصر وسوريا وسقوط حلف بغداد, تقول الباحثة الإسرائيلية “عفرا بنغيو” أن إسرائيل قد استخدمت في وثائقها كلمة “تحالف” بدلاً من “اتفاقية” للدلالة على الأهمية التي تعطيها لهذا الاتفاق ,واضافت الكاتبة بأن اسرائيل رمزت لهذا التحالف باسم رمزي “ميركافا” و الميركافا تعني بالعبرية “عربة الرب” فتحولت عربة الرب بعد ذلك لمشروع دبابة فكانت رمزاً للمفاخرة والتباهي للصناعات العسكرية الصهيونية و بمقارعة الرجال في حرب تموز المجيده 2006 تمرغ أنف عربة ربهم بالتراب .
لقد استعرت وصف مندريس “ايقونة أهل السنة والجماعة “من ادبيات معظم الفرق الأسلامية السنية لأقول لهم كفى زيفاً وتدليساً وبانني أنا السني أربا من دجلكم وتدليسكم ومداهنتكم لتركيا فتركيا مررت وتمرر أخطر المؤامرات لصالح الاستعمار والصهاينة بالكيان الغاصب لأرض فلسطين
.
– في العام 1960 حصل انقلاب قاده بعض صغار ضباط الحيش التركي فتم اعدام عدنان مندريس بعد محاكمة في العام 1961, اليس من المستغرب والمعيب أن يبكي وينوح على مندريس اسلاميونا حتى يومنا هذا لمجرد أن الغى قانون تتريك الآذان!, لا وزن ولا اعتبار لدى اسلاميينا نحن اهل السنة والجماعة من خيانة مندريس لفلسطين وتعاونه مع الصهاينة الملاعين. تابعوا موقف الإخوان المسلمين والسلف من عدنان مندريس, حينها سترون العجب فالجهل يتجلى بابشع صوره عند استحضاهم ذكر ايقونتهم عدنان مندريس .
بقيت سياسات تركيا تسير بنفس النهج ,تعاون مع الغرب وولاء نمطيّ مطلق للصهاينة حتى تطلبت الضرورة استحضار أيقونة آخرى لأهل السنة والجماعة يسيرعلى نهج سلفه مندريس فجيئ بالعام 2002 برجب طيب اردوغان بائع السميط والبطيخ “مع تقديري لباعة السميط والبطيخ الشرفاء” ليتحول لأيقونة زمن أغبر وليقود احزاب جماعة الإخوان المسلمين العرب من المحيط للخليج ولينافس لبرهة زمن الجماعة الوهابية النجدية المختارة, يحالفها ويخالفها وفق ما تقضتيه مصالح أسياده في البيت الأسود بواشنطن وتل ابيب
التعليقات مغلقة.