الجيش التركي يعلن مقتل 16 من جنوده في هجوم للاكراد

 

الأردن العربي ( الثلاثاء ) 8/9/2015 م …

 قتل 16 جنديا تركيا واصيب ستة اخرون بجروح في الكمين الذي نصبه متمردو حزب العمال الكردستاني الاحد في جنوب شرق تركيا حيث تقيم غالبية كردية، كما اعلنت هيئة اركان الجيش الاثنين.

وهو الهجوم الاكثر دموية لحزب العمال الكردستاني منذ استئناف المواجهات بين قوات الامن التركية والمتمردين في نهاية تموز/يوليو والتي ادت الى انهيار محادثات السلام التي اطلقت في خريف 2012.

وقالت القيادة العسكرية في بيان نشر على موقعها الالكتروني ان “16 من رفاق السلاح الشجعان استشهدوا في آلياتهم” مضيفا ان ستة جنود اخرين اصيبوا بجروح.

ومنذ هذا الهجوم شنت مقاتلات اف-4 واف-16 تابعة للطيران التركي غارات على 23 هدفا لحزب العمال الكردستاني كما اضاف البيان.

ومنذ اكثر من شهر يشهد جنوب شرق تركيا مواجهات عنيفة بين قوات الامن التركية وحزب العمال الكردستاني.

وفي نهاية تموز/يوليو امرت الحكومة التركية بسلسلة ضربات جوية على قواعد للمتمردين الاكراد في شمال العراق ردا على سلسلة هجمات لحزب العمال الكردستاني استهدفت قوات الامن التركية.

وبحسب الصحافة المؤيدة للحكومة فان موجة العنف الجديدة هذه اوقعت اكثر من 70 قتيلا من الجنود او الشرطة الى جانب الف قتيل من المتمردين.

انقرة ـ  (أ ف ب) – شن عناصر حزب العمال الكردستاني الاحد هجومهم الاكثر دموية منذ سنوات ضد الجيش التركي ما اغرق جنوب شرق البلاد حيث تقيم غالبية كردية في حالة حرب قبل شهرين من الانتخابات التشريعية المبكرة.

وفي مؤشر على خطورة الوضع، اكد الجيش التركي ليلا الكمين الذي استهدف مساء الاحد قافلة عسكرية في منطقة داليدجا في هكاري قرب الحدود العراقية لكنه لم يقدم اية حصيلة.

ورد سلاح الجو التركي على الفور بتنفيذ غارات على مواقع لحزب العمال في جنوب شرق تركيا في تصعيد اضافي للتوتر في النزاع المستمر منذ عقود بين الطرفين.

وقطع رئيس الوزراء احمد داود اوغلو زيارة الى قونية في الاناضول لحضور مباراة لمنتخب بلاده في كرة القدم وعقد اجتماعا امنيا طارئا في انقرة، لكن الحكومة ايضا لم تحدد خسائر الجيش.

وقال الجيش التركي ليل الاحد الاثنين في بيان ان حزب العمال الكردستاني هاجم عربتين عسكريتين في منطقة داليدجا في هكاري المعروفة بانها معقل للمتمردين الاكراد.

واضاف “تعرضت عربتان مصفحتان لاضرار جسيمة بعبوات ناسفة بدائية الصنع زرعت على الطريق”.

واكد “قتل عدد من جنودنا في الانفجار واصيب آخرون بجروح” دون المزيد من التفاصيل.

واعلن الجيش انه ردا على الهجوم اغارت اربع طائرات مقاتلة من طرازي اف-4 واف-16 على 13 هدفا لحزب العمال في جنوب شرق تركيا.

وافادت وكالة انباء الاناضول التركية عن مقتل العديد من “الارهابيين” دون تقديم حصيلة دقيقة.

من جهته اعلن حزب العمال الكردستاني في تصريح نشره موقع جناحه العسكري “قوات الدفاع الشعبية” انه قتل 15 جنديا في “عملية تخريب وعدة هجمات”. ومن المعروف ان المجموعة تضخم احيانا حصيلة هجماتها.

وتحدثت تقارير غير رسمية على الانترنت عن حصيلة اكبر بكثير من اي هجوم اخر لحزب العمال في فترة التصعيد الاخيرة في تركيا.

وليس معهودا ان يمتنع الجيش عن تقديم حصيلة دقيقة بعد هجوم ما كثف التكهنات بارتفاع عدد القتلى اكثر من المعتاد، او بمجرد جهله.

وعبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة مع محطة تلفزيون آ-هابر الخاصة عن “صدمته الشديدة” ازاء هذا الهجوم.

وقال اردوغان “ان المعلومات التي قدمتها قيادة الاركان محزنة” دون ان يقدم بدوره حصيلة. واضاف “لقد وقع الحادث خلال عملية” ضد متمردي حزب العمال. وتابع ان الهجوم جرى بواسطة “لغم” متوعدا “برد استثنائي وحاسم”.

وعاد داود اوغلو بعدما شاهد منتخب بلاده يهزم هولندا في تصفيات كاس الامم الاوروبية 2016 من قونية على وجه السرعة وعقد اجتماعا امنيا مع مسؤولين من بينهم رئيس هيئة الاركان العامة للجيش الجنرال خلوصي اكار ومدير الاستخبارات هاكان فيدان.

وينفذ حزب العمال الكردستاني عمليات يومية ضد القوات المسلحة التركية منذ اطلقت انقرة في تموز/يوليو حملة كبرى “لمكافحة الارهاب” في صفوف حزب العمال الكردستاني منهية العمل بوقف لاطلاق نار اعلن قبل سنتين.

ويشن العسكريون يوميا غارات وعمليات برية ضد معاقل حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا وشمال العراق.

وبحسب الصحافة المؤيدة للحكومة فقد قتل حوالى 70 شرطيا وجنديا منذ نهاية تموز/يوليو الى جانب اكثر من الف متمرد.

وحمل الحزب الكردي السلاح في 1984 من اجل انشاء دولة مستقلة للاقلية الكردية التركية في البدء، لكنه لاحقا ركز مطالبه على تعزيز الحقوق والحكم الذاتي.

وقتل شرطيان الاحد في هجوم في منطقة سور في محافظة دياربكر نسب الى المتمردين الاكراد على ما افادت مصادر امنية فرانس برس.

وياتي تصاعد العنف فيما تستعد البلاد لانتخابات مبكرة في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر بعد انتخابات حزيران/يونيو التي افقدت حزب اردوغان اكثريته البرلمانية.

في اسطنبول، تدخلت شرطة مكافحة الشغب لتفريق مجموعة من 150 شخصا القوا الحجارة على مبنى صحيفة حرييت في حي باجيلار لاتهامها بتحوير تصريحات للرئيس.

واعلن اردوغان الاحد معلقا على اعمال العنف التي شهدتها البلاد مؤخرا في مقابلة اجرتها معه شبكة “آ هابر” التلفزيونية الموالية للحكومة في بث مباشر انه “لو حصل حزب على 400 مقعد في الانتخابات (من اصل 550) وبلغ العدد المطلوب في البرلمان لتغيير الدستور، لكان الوضع مختلفا”.

والمحت صحيفة حرييت في تغريدة على تويتر الى ان هذا التصريح يشير الى هجوم الاحد وكتبت “تعليق اردوغان حول داليدجا: لما كان حصل لو فازوا ب400 مقعد”.

ومحت الصحيفة لاحقا تغريدتها التي اثارت موجة احتجاجات من انصار حزب العدالة والتنمية على تويتر داعين الى تظاهرات ضد الصحيفة.

وسبق ان انتقد الرئيس مرارا مجموعة داغان الاعلامية التي تملك الصحيفة والتي لا تتبع دائما خط الحكومة.

وعبر العديد من معارضي النظام عن غضبهم على شبكات التواصل الاجتماعي واتهموا اردوغان ب”التضحية بالشباب” من اجل تحقيق طموحاته الرئاسية.

وقال زعيم المعارضة الاجتماعية-الديموقراطية كمال كيلجدار أوغلو على تويتر متوجها الى اردوغان “لقد حولت البلاد الى حمام دم من اجل الحصول على 400 نائب”.

من جهته قال الزعيم صلاح الدين ديميرتاش المؤيد للاكراد “لن نرضخ للسياسات الداعية للحرب” داعيا الشعبين التركي والكردي الى “الاصرار على تحقيق السلام والاخوة”.

وسط هذه الاجواء تراجعت الليرة التركية الاثنين الى ادنى مستوياتها وبدات الاسبوع بهبوط كبير وحاذت في اولى تبادلات اليوم 3,05 ليرة للدولار و3,39 لليورو، ثم لاحقا صباحا قرابة 3,03 للدولار و3,37 لليورو.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.