الى ماذا نسعى … ! / هاشم نايل المجالي

Image result for ‫هاشم نايل المجالي‬‎

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الإثنين 19/8/2019 م …




يسعى الانسان في هذه الحياة ليتجاوز كل نقص لديه فهو يسعى الى الكمال وان كان مستحيلاً ان يتحقق الا انه يبقى مطلباً حياتياً من صميم الطبيعة البشرية من اجل الارتقاء والتطور من اجل تحقيق السعادة في العيش لكن هذه الغاية سلوك دربها ليس بالسهولة وليس ممهد بالورود انما هناك كثير من المعوقات التي تصعب تحقيق المنال فهناك بروز للازمات والاحداث والمتغيرات التي تفرض واقعاً جديداً يستدعي زيادة الصعوبة في تحقيق المداخيل وتصعب الاجراءات المفروضه عليه فهناك من البشر من يتكيف مع ذلك ويعيد رسم استراتيجيته المعيشية ليلغي ما هو في غنى عن حاجته ويبقى ما هو اساسي لحاجته وذلك من اجل البقاء بدل الفناء اما الفئة الثانية من الناس فهي التي تحيل الاخلاقيات العليا الى اخلاقيات دنيا مستندة على الفساد والغش فيسلك طرقاً ملتوية ويتحايل على القانون وغير ذلك من الاساليب السلبية .

ان فكرة ان يعيش الانسان برفاهية وسعادة وكرامة ترتبط ارتباطاً وجودياً بالانسان منذ الحقب الاكثر بدائية وحتى الحقب الزمنية الاكثر تحضراً وهذه شغلت سلوكيات الانسان من اجل تعظيم السعادة وتحقيق اللذة وتجاوز الازمات والالم وان كانت محددات السعادة لدى ابناء المناطق النائية محكومة بحكم بنيته الفكرية مع ظروفه المعيشية المتواضعة والمتأقلمة مع طابعه الحسي والروحاني وتقربه من الله اكثر لايمانه بالله في كل شيء بالمطر والزرع والحرث والماشية وغيرها فالارتقاء مع التطور الزمني لتحقيق سعادة ورفاهية اكثر تكمن في توفير وسائل رفاهية اصبحت في متناول الجميع ومقدور عليها ليبعد عن البدائية فوظائفه الاجتماعية محدودة وتحتاج الى قدرة وقوة ناعمة وفق قناعات محدودة تحدث فعلها بالرغم ان البعض اصبح في حالة من التساهل لوجود وسائل التكنولوجيا الحديثة والتواصل الاجتماعي تدعوه الى التخاذل والتملص من ضرورة واهمية بذل جهد اكبر حتى لا يكون فريسة الشهوات الافتراضية وان كل شيء سهل المنال الحصول عليه في خضم بحثه عن اسهل الطرق للكسب المادي وهذا ينطوي وينخرط خلف الاشباع الحسي على حساب الجهد العملي والميداني لانه اصبح يتخيل ان العالم سوق في شكل فردوس اصطناعي للتسلية والمتعة ليصل الى مرحلة الاحباط واليأس عندما يفقد الكثير لتصبح فيما بعد الحياة مقبرة للارواح ويبدأ مسلسل الانحراف ليسقط الغالبية فيه وليجردهم من كثير من الاخلاقيات حتى الشفقة في جوهرهم اما في المدن المتحضرة فيبقى التيار الاستهلاكي الجارف يجعل منه شخصا ًمتكلاً على الحصول على ما يريد عبر شبكات التواصل والمشتريات الخارجية وآخرين يعملون على زيادة دخلهم من الفساد الصناعي او التجاري او الفساد المالي فأصبح همهم الحيازة وفق الاقتياد اللاشعوري ومن خلال الهوس في حب امتلاك كل شيء حتى ولو كان على حساب صحة الاخرين ويعتبرون نجاح تجربة فاسدة واحدة نجاح لتكرارها على مستوى اكبر كمدمن المخدرات في زيادة الجرعات ونجد البقية ممن يملكون الكمال الاخلاقي والروحي وفق معايير وضوابط يتكيف من خلالها مع دخلة وامكانياته في تحقيق سعادته ولا يلجأ ان يتصرف خارج هذا الاطار اننا لا ننكر قيمة المال واهمية امتلاكه في الحياة لكن اشكاليتنا هي مع تحوله الى هاجس يأكل الاخضر واليابس عند البعض ليصعد الشخص من شهواته بدل ان يكبحها فهو يعمل لارضاء ذاته يجردهم من انسانيتهم اتجاه الاخرين لتموت ذاتهم الحقيقية وهذا الرقي الخاص بهم يقابله تقهقر اخلاقي وانساني قيمي ويجعله في حالة قلق لن يهنأ ولم ولن يسعد ما لم يرقى لمرتبة الانسان – الانسان

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.