خان شيخون تقلِب المَوازين: ماذا عن المنطِقة الآمِنة وأَستانا؟ / محمد خروب
خرجت أنقرة خاسِرة من معركة خان شيخون, وسقطت ورقة سوتشي التي استثمرتها. انكشفت الخلافات بين ثُلاثي استانا ولم يعد ثمة شكوك بأن الأمور ذاهبة إلى الصِدام, بعد أن لم يعد ثمّة فرصة «لإقناع» أنقرة بأن لعبة شراء الوقت قد انتهت, وأن «عاماً» انقضى ولم تُنفِّذ اتفاق سوتشي الخاص بإدلب, الذي وقّعه الرئيسان الروسي والتركي في 17 أيلول الماضي.
معارك الأسبوعين الأخيرين في أرياف حماة وحلب وإدلب وضعت ثُلاثي استانا أمام مفترق طرق, وبخاصة تزامُنها مع إعلان الاتفاق على إقامة المنطقة الآمنة في الشمال السوري وإن بِشكل مُلتبِس, لكن مسارعة طهران الى «رفضِه» باعتباره «مُستفِزاً» ومثيراً للقلق, عكس ضمن أمور أخرى أن طهران وموسكو ودمشق حسمت أمورها عسكريّاً, وبخاصة أن التقارير تحدّثت عن انخراط قوات إيرانية أو مدعومة منها في معارك «الأرياف», وصولاً إلى تحرير خان شيخون والإحتمالات المَفتوحة لصِدام عسكري مع القوات التركية المحاصَرَة في بلدة مورك المُحرّرَة، ولم تُفلِح – نقاط المراقبة – في إقامة المنطقة منزوعة السلاح, بل ذهبت هيئة تحرير الشام/النصرة إلى تحدِّي الجميع بالقول: إنها لن تنسحِب من المنطقة سواء طلبَ ذلك الأصدِقاء (تقصِد أنقرة) أم..الأعداء.
وإذ أطلَق الرئيس الروسي بوتين تصريحه غير القابل للتأويل, بأنّ موسكو تواصِل دعم «الجيش السوري من أجل تصفية الإرهابيين في إدلب»، مضيفاً: إن المجموعات الإرهابية كانت تسيّطر على 50% من إدلب (عند توقيع اتفاق بوتين – أردوغان), فيما هي الآن تسيطر على 90% منها، فإنّه عنى أن صَبرَه قد نفد, وأن الرسالة الروسية الحاسِمة لِأنقرة باتت مُجسّدة في خان شيخون, وليس ثمّة فرصة أخرى لمواصَلة المراوَغة بعد ان قالت الميادين كلمتها. خصوصاً إثر مُضِيّ أنقرة قُدُماً في اتفاقِها مع واشنطن, على إقامة المنطقة الآمنة. حيث لم تُخفِ موسكو مُعارَضتها الحاسمة لها, وإن كانت أَمِلتْ أن تتريّث تركيا في تنفيذ تهديداتها, اجتياح منطقة شرق الفرات, بذريعة «تحريرها» من الإرهاب لِإقامة «مَمر السلام» وِفق تعبير اردوغان.
هل تنعقد قمة ثلاثي استانا في أنقرة؟
من السابق لأوانه الجزم في الاتّجاه الذي سَتأخُذه الأحداث, بعد تَوقّف «الأرتال» العسكرية التركية عند بلدة مَعرّة النعمان, ومُحاصَرَة نقطة مراقبتِها في مورك, فيما اتهمتها دمشق بأنها كانت تحمِل ذخائر وأسلحة للإرهابيين. وربما تسَعت أنقرة الآن الإيحاء لحلفائِها في هيئة تحرير الشام/ النصرَة وميليشيات «الجيش الوطني» التي حملَت هذا الاسم, بعد أن كانت تُسمّى قوات «دِرع الفرات وغُصن الزيتون» بأنها «حاوَلَت» وقْفَ تقدّم الجيش السوري لكنها.. لم تستطِع.
قمّة الحادي عشر من أيلول القريب لِثُلاثي استانا الضامِن, كما مسار أستانا نفسه وخصوصاً اتفاق سوتشي الخاص بإدلب (المنطقة منزوعة السلاح) باتت كُلّها في مَهبِّ الريح، ومرهونة بتداعيات وردود فِعل الأطراف ذات الصِلَة وبخاصة تركيا, على ما أسفرَت عنه «أُم المعارِك» في خان شيخون. والأيام سَتروي.
التعليقات مغلقة.