لماذا لاتحارب داعش إسرائيل؟! / ماهر ابو طير

       

 

ماهر ابو طير ( الأردن ) الأربعاء 9/9/2015 م …

لدي سؤال صغير، يبدو منطقيا جداً، عن السر الذي يمنع داعش من محاربة اسرائيل، حتى اليوم، فالتنظيم متخصص بذبح المسلمين والمسيحيين فقط؟!. الرأي الذي يقول لك إن داعش تريد ان تتخلص من المنافقين العرب اولا، لتتفرغ للاحتلال الاسرائيلي، رأي ساذج جدا، اذ من الذي يحدد المنافق من غير المنافق، ومن الذي يحدد الاولويات ، ومن الصادق والكاذب؟!.

في التحليلات العميقة ان داعش من جسمين، الاول وهو القيادة التي يعتقد اساسا انها تعمل لصالح جهات مشبوهة، وتنفذ برنامجا معينا ضمن أهداف محددة بشعار ديني، واتكاء على تأويلات محرفة للنص الاسلامي، ثم الجسم الثاني يتعلق بالذين ينضمون للتنظيم ظنا منهم انهم يخدمون الاسلام، او حتى يتطهرون من ذنوبهم الشخصية، وانحراف بعضهم السابق، بهكذا اجرام ودموية، ونعرف قصصا عن بعض هؤلاء عن انحرافهم السابق، يندى لها الجبين، وكأن بعضهم لايجد حلا لذنوبه، سوى غسلها بالدم، فيجعلنا نكره حياتنا مرتين، في انحلاله، وفي تدينه. معنى الكلام ان الجسم الثاني يتشكل ويكبر لغايات غير الغايات الباطنية لدى القيادة، التي تحرك هذا الجسم لغايات تشظية المنطقة وتدمير بنيتها الاجتماعية والدينية، وذبح المسلمين والمسيحيين، تحت عناوين مختلفة، ولا احد يجرؤ او يعرف من يحرك فعليا رأس التنظيم، ولحساب من يعمل؟!. هذا واقع، وعلينا ان نتنبه الى ان المكان الوحيد الذي ظهرت فيه داعش، في فلسطين المحتل كان فقط في غزة، وضد حركة حماس التي تشتبك احيانا مع الاحتلال، وكأن دورها الوظيفي فقط، حتى في فلسطين الدخول في معركة مع تنظيم آخر يعمل ضد الاحتلال فقط، لكننا لانرى داعش في القدس ولا الضفة الغربية ولا في فلسطين المحتلة عام ثمانية واربعين، ولم نسمع لمرة واحدة عن جندي اسرائيلي واحد تم قتله على يد داعش. هي ذات القصة التي رأيناها في اكثر من مكان، فهذه التنظيمات تذبح من المسلمين اكثر مما ذبحت احتلالات ودول اخرى، وهي تريد ان تنفذ مهمة وحيدة، تصوير المسلم باعتباره مجرما جاهلا انعزاليا يعيش في الكهوف، واتحدى ان تكون نسبة الاقبال على الاسلام كما هي سابقا، في الغرب، بعد ان ظهرت داعش، وقصصها في كل مكان، فلقد شوه التنظيم سمعة المسلمين والاسلام. بداية من هدم آثار تدمر التي تركها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء هؤلاء ليهدموها باعتبارهم يفهمون الدين اكثر من الصحابة، مرورا بهدم الكنائس وتهجير المسيحيين، وقبلهم سيدنا عمر يحمي كنيسة المهد من سوء الفهم، فلا يصلي فيها، حتى لايصير للمسلمين حقا بها، ويصدر عهدته امنا للمسيحيين، وصولا الى التكفير لمن لايصلي او لمن ينتمي لمذهب آخر، تم تصنيع نسخة جديدة من الاسلام، نسخة ليس لها علاقة بالنسخة الاصلية، ولها دور وظيفي يتعلق بجعل المسلمين في العالم، بمثابة وباء يتوجب التخلص منه. تحارب داعش فقط بين المسلمين وضد المسلمين والمسيحيين، ولاتحارب ضد الاحتلال الاسرائيلي، ولن تحارب ابدا، لان الرأس المركزي للتنظيم، على مايبدو يقنع انصاره ان المعركة ليست مع اسرائيل، بل مع جوار اسرائيل الواجب هتكه وتدميره وتخريبه وتشريده، باعتبار ذلك مقدمة لتحرير فلسطين. والانكى من ذلك ان يخرج علينا معجبون بالتنظيم ليقولوا لنا بكل غباء ان هناك اولويات وأن هناك رؤية تقول ان اسرائيل موعدها مؤجل، وانه لابد من تنظيف دول الجوار وشعوب الجوار من الامراض والنفاق، ولاحقا سيأتي الدور على الاحتلال، ونجد مصفقين يعانون من مشاكل في الحياة، اجتماعيا او مهنيا او عاطفيا، ويبحثون عن سلطة تعوضهم هذا النقص الذي يواجهونه في الحياة. حسنا، استمروا في قتل اهل المنطقة، وتشوية سمعة الاسلام، الذي بات بعبعا في العالم، الى درجة نفور كل الامم منا، كنا سياحا او لاجئين عبر البحار، فالمسلم اليوم بسبب هؤلاء بات مشكوكا به في كل مكان!.

 

       

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.