للعاقلين فقط 18+ / د. مراد الكلالدة

 

د. مراد الكلالدة ( الأردن ) الأربعاء 9/9/2015 م …

بعض الناس مثل زجاجة المشروبات الغازية، محتاجه تنفسها شوية واترك الباقي للتفاعلات. مناسبة هذا الكلام هي الهجمة التي تعرضت لها قناة رؤيا التي استطاعت ان تستحوذ على نسبة عالية من المشاهدين خلال فترة قصيرة نسبياً، خلافاً لقنوات مدعومة تستهلك مساحة ليست بالقليلة في عرض (جديد) الشيخ المحترم (الشعراوي) الذي انتقل الى رحمته تعالى قبل 17 سنة، ومساحة أكثر قليلاَ بإستنساخ جرب حظك.

عمر قناة رؤيا أقل من خمس سنوات استطاعت خلالها ان تقدم للمشاهدين باقة منوعة من البرامج الحوارية والترفيهية وبرامج الأطفال، ومؤخراَ نشرة الأخبار التي تكابد للحصول على مواضيعها وصورها بشق الأنفس لأن الإشتراك بوكالات الأنباء مكلف جداً ونشر شبكة من المراسلين أمر يتطلب عشرات بل مئات الملايين من الدولارات التي لا طاقة لها بها.

وعلى الرغم من ذلك فقد ركزت قناة رؤيا على الثلثين للأردن وثلث لفلسطين، وخصتها بهامش كبير من المتابعة بتقارير ترتقي الى مستوى الإحتراف، فصرنا ننتظر طلة زينة صندوقة لتذكرنا باللد والرملة والبيرة وعكا وحيفا ويافا… ما أحلاك يا زينة وما أجمل كلامك الذي لا يعلو عليه كلام الإ روح السلام.

الثنائي الرائع فؤاد الكرشة ورهف صوالحة يزينون الجمعة المباركة وطلة ولا أحلى في حلوة يا دنيا…حيث يبعثون بنا الأمل وينثرون الفرح لحين موعد صلاة الظهر التي ينقلوها مباشرة من أحد مساجد الأردن الطاهرة.

من منا لم يشاهد الشباب الذين اتاحت لهم القناة دخول عالم الكوميديا في حكي جرايد وفنجان البلد، وفي ميل، وبنت صوالحة في شرش الطول وألعاب حارات زمان. والله اني اترك كل شيء عندما اشاهد برنامج الجار قبل الدار، والأب بالشبّاح والأبن الهموله صديق ريكي، والبنت الحبيبة والأم المغلوب على أمرها.

أعتقد… لا بل أجزم بأن نصف سياسي الأردن يتمسمرون أمام الشاشات لمتابعة نبض البلد ويتمنون أن يستضيفهم أحد المحترفان محمد الخالدي والدكتور مبيضين.

مجموعة كبيرة من البرامج التي صنعت بسنوات قليلة نجوم غيروا مزاج الشارع الأردني والعربي…. مالها رؤيا صارت خامّة (عاطلة) لأنها أجتهدت وبثت برنامج مقتبس من نسخة أجنبية رأى فيها الكثيرين أنها تخدش الحياء العام بينما رأى فيها آخرين أنها إجتهاد في الإخراج التلفزيوني للتنفير من الإعتداء الجنسي على الآخرين وعدم إستصاغة ممارسات المثليين الذين يتبادلون القبل.

نعم لقد كان المخرج يتدخل بنكز الراوية بالعصا ليبين للمشاهدين بأن هذه الإيحاءات مرفوضة، وقد قلّبت هي الكتاب مرة ومرات لتتأكد بأنها تقرأ من النسخة الصحيحة تاكيداَ على أنها تستغرب هذه الإيحاءات لا بل تستهجنها لأنها عبرت عن ذلك بلغة الجسد Body Language بالتعجب والإشمئزاز.

بعد هذا كله، يطل علينا البعض ليستنكر ما قامت به القناة ويطالب بإغلاقها وهناك من وصف عيون مديرها الشاب بأنها تشع صهيونية، اخس على هيك وصف… وهي القناة التي باتت شوكة في حلق إسرائيل لما تبثة من تقارير تكشف وحشية الإحتلال ودناءة ممارساته تجاه شعب أعزل تركه العرب في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية البغيضة. والأنكى أن أحدهم طلب وضع 18+ عند بعض الصور الخادشة للحياء وكأنه يمون على أطفالة النوم قبل منتصف الليل.

للأسف الشديد، فقد ركب الموجة كثير ممن كنا نعتقد بأنهم من مثقفي الأمة وطليعتها… فجردوا سيوفهم الصدئة من غمدها وباتوا يقطعون بجسد هذه القناة الوطنية الرائدة وتفريغ الأضغان والحقائد الطائفية والمذهبية ضد هذا الفريق الذي اخرج الإعلام الأردني من غياهب العتمة الى فضاء النور.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.