سورية … مابعد تحرير خان شيخون لن يكون كما قبله ! / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) – السبت 24/8/2019 م …
بعملية خاطفة وسريعة تحرر قوات النخبة في الجيش العربي السوري مدينة خان شيخون ،والتي تكتسب أهمية استراتيجية كبيرة نظرا لإشرافها على الطرق الحيوية، ما يجعل منها نقطة وصل بين أرياف إدلب، الشرقي والغربي والشمالي، كما تعد السيطرة عليها الخطوة الأولى في إعادة فتح الطريق الحيوية التي تصل بين العاصمة الاقتصادية حلب والسياسية دمشق، ومن الناحية العسكرية فإن سيطرة الجيش العربي السوري على خان شيخون ستمهد الطريق أمام قواته لتحقيق مكاسب وإنجازات كبيرة على الأرض باتجاه معرة النعمان شمالا، حيث تتمركز عقدة الطرق الدولية السورية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ،وبالتزامن يكثف الجيش العربي السوري لقصفه الصاروخي لبعض البؤر التي تتواجد بها مجاميع إرهابية وخصوصاً على المحور الممتد من القاطع الشمالي الغربي لحماه وصولاً إلى عمق مناطق ريف ادلب الجنوبي “معرة النعمان “،هذا القصف والتمهيد المدفعي يتزامن معه عملية برية يمهد لها الجيش العربي السوري في عموم هذه المناطق رغم محاولة التركي اعاقة هذه العملية .
هذه التطورات بمجموعها شمالاً ،تتزامن مع الوقت الذي بدأت تراقب به معظم دوائر صنع القرار في العالم والمعنية بتطورات الحرب على سورية مسار عمليات ريف حماه الشمالي وادلب الجنوبي،فالمرحلة المقبلة سيكون عنوانها كما تؤكد دمشق “تحرير كل المناطق التي تتواجد بها المجاميع المسلحة الإرهابية شمالاً ، فمجموع هذه المعارك التحريرية “الكبرى” تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة من عمر الحرب المفروضة على الدولة السورية، فـ اليوم انطلقت المعركة التحريرية الكبرى “شمالاً “والمتوقعة ان تكون على مراحل ولن تتوقف عند ريف حماه الشمالي أو ادلب الجنوبي بل ستمتد إلى عمق إدلب.
ختاماً ، من الواضح انه قد بدأت تأثيرات معارك تحرير الشمال السوري تظهر على أرض الواقع ، وفي تصريحات وتحليلات واهتمامات الأتراك تحديداً ،والذين باتوا يتخبطون بخطواتهم في الشمال السوري، وهذا لا يخفي حقيقة أن الأتراك يخشون فعلياً من عمليات نوعية وخاطفة للجيش العربي السوري والقوى المؤازرة تؤدي لتقدم الجيش العربي السوري إلى عمق ادلب ،وتكسر كل الخطوط الحمر التركية وتجبر التركي على الأنكفاء نحو مناطق ضيقة من محافظة ادلب ومنها إلى اقصى شمال وشمال شرق حلب “عفرين وجرابلس والباب ” ،وهذا بحال حدوثه “وسيحدث “سيشكل ضربة قاسمة للدور التركي “شمال سورية “وعندها سيتلقى التركي هزيمة جديدة، وقد تكررت هزائمه في الآونة الأخيرة في مناطق عدة في الشمال السوري ، فتحرير ماتبقى من“ ريف حماه الشمالي وادلب الجنوبي ”يعني للتركي سقوط كل ما يليه كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة للتركي وهذا ما لا يريده التركي اليوم ،ولذلك اليوم نرى هناك حالة هلع وهستيريا يعيشها التركي ،فـ حقائق وتطورات الواقع تؤكد أن التركي اصبح امام خيارين لاثالث لهما ، اما القبول بالذهاب نحو تسويات شاملة لملف الشمال السوري وبشروط الدولة السورية وذلك سيكون على الأرجح ” تحت ضغط الروس تحديداً”وهذا هو الحل الافضل والانجع للأتراك ،أو مواجهة تقدم الجيش العربي السوري ،وهذه المواجهة لن تصمد طويلاً نظراً لعدة عوامل ليس أولها ولا اخرها ان هامش وخيارات المناورة التركية شمالاً اصبحت محدودة جداً ، وهناك متغيرات دولية واقليمية تفرض على التركي بالنهاية الانصياع لشروط الدولة السورية وحلفائها.
التعليقات مغلقة.