واشنطن تواصل تماديها واستهتارها و لم تصغ الى منطق  العقل / كاظم نوري

كاظم نوري( العراق ) الثلاثاء 27/8/2019 م …




تكرر روسيا  دعواتها وعلى لسان مسؤولين على ارفع المستويات الموجهة للولايات المتحدة مفادها ان اي حرب ” نووية” قد تندلع جراء العبث الامريكي بالوضع الدولي خلافا  لمواثيق الامم المتحدة  والاستهتار بل الاستخفاف بالدول والشعوب الاخرى  سوف تكون حربا كارثية  لامنتصر فيها بل  ان الرئيس الروسي فلاديمير   بوتين  اكد اكثر من مرة  ان الحرب النووية تعني زوال البشرية من على الارض .

 وقد طرحت موسكو وبكين خلال قمة جمعت رئيسي البلدين  مبادرة دعت فيها الدول التي تنشر اسلحة نووية خارج حدودها اي في دول اخرى ان تعيد تلك الاسلحة الى اراضيها وبالتاكيد المقصود بذلك هي الولايات المتحدة  التي تنشر اسلحة نووية في قواعد عسكرية   على اراضي دول اوربية عديدة مثل المانيا وغيرها وحتى قاعدة انجرليك التركية في منطقتنا  ربما  لاتخلوا هي الاخرى  من اسلحة نووية امريكية وفق التقارير.

وتكررت  الدعوات الروسية هذه مرات عديدة لاضعفا  او خشية  لان لدى  روسيا  وهو ماتدركه واشنطن جيدا  ترسانة من الاسلحة النووية  والصواريخ والغواصات كفيلة  بازالة كل القارة الامريكية وحتى الاوربية من الوجود لكن موسكو تدرك ان لامنتصر في اي حرب نووية .

وعندما تؤمن موسكو بمقولة مشهورة وردت على لسان احد قادة الاتحاد السوفيتي السابق  مفادها  100 عام من المفاوضات والحوارات ولايوم واحد من الحرب لاخشية بل لادراكها ان الحرب تعني الموت والدمار مابالكم اذا كان العالم يغص بالاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل؟؟

موسكو جددت الدعوة وعلى لسان وزير الخاريجة  سيرغي لافروف ل” واشنطن” بتوقيع ” ميثاق شرف” كوثيقة “تنص على عدم  استخدام اي سلاح نووي.

 لكن من اين ياتي الشرف لسادة البيت الابيض؟؟

واشنطن لم تعر اهمية لكل تلك الدعوات ولن تصغي لمنطق العقل  واختارت طريق ” هتلر”  بل تتعمد التصعيد والاستفزازات العسكرية ليس في منطقة الشرق  الاوسط والخليج كما نراه الان ضد ايران بل في القارة الاوربية وسط صمت اوربي معيب وهو ذات الصمت الذي نلمسه منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموثق في مجلس الامن الدولي.

   ان هذه الدول تتحدث فقط دون ان نلمس حراكا عمليا او ان تفي بتعهدات قطعتها على نفسها  بل ان بعضا من تلك الدول تراجع عن مواقف سابقة اعلن عنها تتعلق بانسحاب  الولايات المتحدة الاحادي من الاتفاق النووي مع ايران وتحديدا فرنسا ما ان زارها الرئيس الامريكي دونالد ترامب خلال جولته الاوربية الاخيرة حتى طغت المجاملات الفرنسية  من قبل رئيسها الابله .

موسكو كما الصين اخذا يقتربان من بعضهما البعض سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي جراء السياسة الامريكية ولن نستبعد اذا واصلت واشنطن هذه السياسة المغامرة ان نسمع عن اتفاق عسكري بين ” موسكو وبكين” رغم وجود بعض  اوجه التنسيق والتعاون  والعقود العسكرية بين البلدين  طالما ان الولايات المتحدة تجاوزت الحدود ظنا منها ان تسويق هذه السياسة  ربما  تفضي الى تنازلات من الاطراف الاخرى وهي  اي واشنطن التي فشلت في تركيع كورية الشمالية” رغم القمم التي عقدت بين الجانبين الامريكي  والكوري الشمالي  في سنغافورة وهانوي.

كمااكدت ازمة منطقة الخليج التي تسببت بها مغامرات الثالوث العدواني ” ترامب بولتون وبومبيو” بعد ارسال الاساطيل وحاملات الطائرات والقاصفات العملاقة ان لاجوى من هذه السياسة الامريكية نحو ايران ما بالكم اذا كان المستهدف عملاقا على المستويين الاقتصادي والعسكري هما ” روسيا والصين”؟؟

ان اصرار واشنطن على سياستها الحالية  و محاولة  ابتزاز الاخرين  من هم بمستوى ” موسكو وبكين”  وعدم الاستماع الى ”  مبادراتهم ” سوف يدفع روسيا والصين بالرد على اية خطوة قادمة تقدم عليها  الولايات المتحدة الامريكية لتازيم الوضع الدولي لاسيما وان موسكوردت على انسحاب واشنطن  من طرف واحد من اتفاقيات الصواريخ المتوسطة والقصيرة  الموقعة مع الاتحاد السوفيتي قبيل انهياره مثلما ردت على كل  عقوبة  فرضتها الولايات المتحدة لمحاصرة روسيا اقتصاديا ووصل الحال ان اعتمدت موسكو  الية مالية لاستبعاد الدولار في تعاملاتها التجارية  الخارجية .

الكرة الان اصبحت في الملعب الامريكي وان الرسائل الروسية الصينية واضحة ولا تحتاج لترجمة وان واشنطن تعلم جيدا ان سياستها هذه قد تجر العالم الى حرب كارثية سوف لن تنحصر حدودها في دولة بعينها او في مدينة او  مدينتين مثلما حصل عام 1945 عندما قصفت الطائرات الامريكية هيروشيما ونغازاكي اليابانيتين  بالاسلحة النووية فالعالم اليوم بل ” الكرة الارضية” برمتها  بما فيها ” ماما امريكا ” مرشحة  للزوال اذا اندلعت الحرب ؟؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.