أسْرى الحريةِ منابعُ نُبْلِ أُمَّتِنا ( شعر ) / واصل طه
واصل طه ( فلسطين ) – الخميس 29/8/2019 م …
نداءٌ جاءَ من جرحٍ
يُناديني
هتافٌ بدَّدَ الظلماتِ
في عَتْمِ الزَّنازينِ
هتافٌ يَبْعثُ الآمالَ في نَفْسِي
فيبعثُني وَيُنْعِشني ، وَيُحْييني
وَصَوْتُ الْقَيدِ الْحانٌ وَموسيقى
تُدَغْدِغُني
وَتُفْرِحُني
وتُببْكيني
أنا حرٌّ
فهُبوا ضَمّدوا جرحي
لكي تَقْوَى شراييني
وأنتمْ أيُّها الأسرى
مشاعلُ نارها نورٌ
وراياتٌ من اليرموكِ
عاليةٌ لحطِّينِ
٢
أنا حرٌّ ، وسجّاني ،
يخافُ الصَّوْتَ في سِجْني
يخافُ الجوعَ
والأمعاءُ خاويةٌ
يخافُ الضَّوْءَ مِنْ عيني
أنا حُرّّ ، وسجّاني
ينامُ الليلَ مَرْعوبٌ
وَهَل يغفو ؟
إذا ما كان هذّاءاً
وَمَسْكوناً بأوهامٍ وَخِذْلانِ !!
وَلا يدري ،
بأنَّ السِّجنَ للأحرارِ مَدْرسةٌ
وإنَّ الْقيْدَ قِرْطاسٌ يُعَلِّمني
وَِمزْمارٌ يُحَيَّيني
٣
أنا حُرٌّ، وإِنْ شَرَّحتُمو جَسَدي
فلنْ أخضغْ ،
أنا حُرٌ ، مشيتُ خُطايَ
لن أرْجعْ
أنا حُرٌّ
وَلَمْ أخضعْ لسجانٍ
يعذبني،
ولنْ أركعْ،لِمُحْتَلٍ على أرْضي
يداوي الجرحَ بالمدفَعْ
٤
أَغانيكم
هي السًهلُ ،
هي الصَّخْرُ
هي ألجَبَلُ،
هي الزَّهْرُ
غذاءُ الرُّوحِ للْبَدَنِ
هُويَّةُ عاشِقِ الْوَطَنِ
وصَوْتُكمُ
زئيرٌ هَزَّ أوْغاداً وظُلّاما
صداهُ بلْسَمٌ للجُرْحِ والْزَّمَنِ
لكم شعبٌ ، يُسانِدكمْ
وأَحْرارٌ على الْمحَنِ
٥
وأنتمْ اخوةُ الشُّهَداءِ
أنفاساً وَإحْساسا
وأنتمْ خيرُ مَنْ ضَحَّى
وَمَنْ أفْدى وَمَن ساسا
وأنتمْ دُرَّةُ التّاجِ
وفوقَ الرٌُمحِ بُرْجاسا
وأنتمْ أيُّها الأسرى ،
منابعُ نُبْلِ امتنا
برأسِ الحبلِ للأحقادِ مِرْجاسا
وَأَنْتُمْ أيُّها الأسْرى
عَناوينُ إلى الأحرارِ نِبْراسا
التعليقات مغلقة.