فلسطين المحتلة, بانتظار الرد, … لا يزال الخوف والقلق والإرباك سيد المشهد / زهير أندراوس




الراصد للشان العبري رصد حالة الترقب, القلق والإرباك التي يعيشها الكيان الصهيوني, تجاوز نتنياهو الخطوط الحمراء ليكسب الإنتخابات وليتجنب المحاكمة والسجن, لكن لم تجر سفنه لكما يشتعي ولم توصله الى مرفأ الأمان, هو يعيش في مأزقه ولم تجدِ وساطات سفراء دول الإستعمار في بيروت من منع الرد, الذي سيكون غالباً رداً موجعاً يسقط آماله بالفوز والنجاة من المحاكمة, صدق سيد المقاومة حين نصح صهاينة الكيان بأن لا يطمئنوا وأن لا يستمعوا لتطمينات نتنياهو, هاهم ساسته وقطعانه يترقبون القادم ويحسبون الحسابات, نضع بين أياديكم مقال الراصد الفلسطيني زهير اندراوس الذي يصور المشهد السياسي في “إسرائيل” ففيه من المعلومات المهمة الكثير.

كتب زهير أندراوس:

يُواصِل الجيش الإسرائيليّ إظهار جهوزيّةً عاليّةً على الحدود الشماليّة لاحتمال تنفيذ عمليّةٍ انتقاميّةٍ من قبل حزب الله بعد الهجوم المنسوب لإسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية، ولا يُتوقع أنْ تتغير الأوضاع في المنطقة في الفترة القريبة، بهذه الكلمات افتتح مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (معاريف) العبريّة، طال ليف رام، تقريره عن الأوضاع في الشمال والتوقعات حول الردّ الذي سيختاره حزب الله اللبنانيّ.

ولفت المُحلِّل إلى أنّ حزب الله كان قد نفذ في كانون الثاني (يناير) من العام 2015، كمينًا مضادًا للدروع قُتل على إثره ضابط وجنديّ في الجيش الإسرائيلي، لتكون المرّة الأخيرة التي يحصل فيها توتر بين الجانبين، إلّا أنّ الجيش الإسرائيليّ، أوضحت المصادر الأمنيّة واسعة الاطلاع للصحيفة العبريّة، يستعد في الوقت الحاضر لتستمر فترة التوتر وقتًا طويلاً، لأنّ حزب الله سيبحث عن الفرصة العملانية لضرب الإسرائيليين أوْ تنفيذ عملية أخرى بخصائص مختلفةٍ، على حدّ قول المصادر.

وتابع المُحلِّل الإسرائيليّ قائلاً إنّه في هذه المرحلة الرسالة التي ستظل تصدر من قيادة حزب الله هي أنّه من المتوقّع الردّ على العمل الإسرائيليّ، لكنه سيكون “ردا مُنضبطًا” لا يؤدّي لحربٍ، وهذه المقولة، إضافةً إلى تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، تتلاءم كما ذكرنا مع تقدير الوضع في الجيش الإسرائيليّ حول أنّ حزب الله سيُحاوِل تنفيذ عمليةٍ ثأريّةٍ، وسيحصرها لتكون عمليةٍ موضعيّةٍ وليست عمليةً معناها إعلان حرب على عدوّه، قال طال ليف رام.

على الأرض، أوضحت المصادر عينها، يتركّز مسعى الجيش الإسرائيليّ في هذه المرحلة على الدفاع وبشكلٍ أساسيٍّ على تكثيف مسعىّ إستخباريٍّ، في محاولةٍ لفهم صورة الوضع في حزب الله وإحباط عملية مُحتملة إذا حاول عناصره تنفيذها، مُضيفةً أنّ التوجيهات لتقييد حركة الآليات على طول الحدود ستظلّ سارية في الأيام المقبلة، وكذلك الأمر بالنسبة للرحلات الجويّة المدنيّة (خاصة طائرات رشّ المبيدات) لمسافة عدّة كيلومترات عن الحدود، كما أكّدت المصادر.

بموازاة ما ذُكر آنفًا، أوضحت المصادر للصحيفة العبريّة أنّ حدّة الانشغال العلنيّ بالتوتر في الشمال في الآونة الأخير انخفضت، إذْ امتنعت أمس مصادر في المؤسسة الأمنيّة-السياسيّة عن التطرّق بشكلٍ علنيٍّ للوضع في الشمال. وخلف الكواليس، أوضحت مصادر سياسية أنّ وجهة كيان الاحتلال الإسرائيليّ ليست نحو التصعيد، وذلك في محاولةٍ لتخفيف حدّة اللهب، لكن إذا نفذ حزب الله تهديداته فإنّ إسرائيل سترد عسكريًا.

في سياق ذي صلةٍ، رأى المُستشرِق آفي إيسخاروف، الذي يعمل مُعلِّقًا في موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، رأى أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حدّد جغرافيًا وبشكلٍ تقريبيٍّ من أين سيأتي ردّ الحزب ضدّ إسرائيل: استهدافٌ عبر طائرةٍ من دون طيّارٍ أوْ عملية باتجاه هدفٍ إسرائيليٍّ أوْ يهوديٍّ في العالم، لافتًا إلى أنّ السيّد نصر الله يُدرِك بأنّه لا أحد في لبنان معنيٌّ  بالحرب.

وتابع المُستشرِق الإسرائيليّ قائلاً إنّ كلام السيد نصر الله الواضح جدًا، يُبيّن أنّ في نية حزب الله الردّ على كافة الأحداث الأخيرة في سوريّة، لبنان وربما حتى العراق، وأنّ السؤال كيف سيبدو بالضبط هذا الردّ؟ مُشيرًا إلى أنّه يُمكِن التقدير بأنّ حزب الله وإيران ليسا سعيدين بفتح حربٍ مع إسرائيل، إنما خلق ردعٍ إزاءها وجعلها تُعيد النظر بسياسة الهجوم في سوريّة والعراق، على حدّ تعبيره.

وتساءل المُستشرِق: هل هذا يعني إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل؟ على ما يبدو لا، لافِتًا إلى أنّه من الممكن أنّ حزب الله سيُحاوِل ضرب هدفٍ إسرائيليٍّ بواسطة مسيّرة، أوْ إطلاق نارٍ باتجّاه قوّةٍ إسرائيليّةٍ وفق ما حصل بعد حادثة اغتيال جهاد مغنية في كانون الثاني (يناير) من العام 2015.

عُلاوةً على ما ذُكر أعلاه، رأى المُستشرِق الإسرائيليّ أنّ ثمة احتمالٍ إضافيٍّ وهو ردٌّ بالأسلوب الكلاسيكيّ لحزب الله: عملية ضدّ هدفٍ إسرائيليٍّ أوْ يهوديٍّ في أنحاء العالم، لكن مجددًا، السيد نصر الله حدّد جغرافيًا بشكلٍ تقريبيٍّ من أين سيأتي الرد ضدّ تل أبيب. إلى أيّ حدٍّ يوجد غطاء لهذه التهديدات؟ تساءل المُستشرِق وأجاب: من الصعب القول، لكن بالتأكيد أنّ هناك حافزية للإثبات للجمهور الشيعيّ، اللبنانيّ وحتى الإسرائيليّ، أنّ هناك غطاءً لتصريحات السيّد نصر الله، الأمين العّام لحزب الله، كما قال المُستشرِق الإسرائيليّ.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.