قرار وقف نشاطات ” قناة الحرة” في العراق اجراء خجول ومتاخر / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) الإثنين 2/9/2019 م …
منذ وجدت ” الاستخبارات الامريكية ” سي اي ايه” وهي تمارس نشاطا اعلاميا دعائيا وعدوانيا محموما ضد الدول والشعوب التي لاتروق سياستها للولايات المتحدة فتفبرك الروايات وتحبك القصص الكاذبة التي تفتقد المصداقية وقد ظهر ذلك بشكل جلي خلال فترة الحرب الباردة بعد بروز الاتحاد السوفيتي كقوة مناهضة للتطلعات الامريكية بعد الحرب العالمية الثانية ومحاولات واشنطن الهيمنة على العالم مسخرة الامكانات المالية الهائلة ومجندة المئات من العملاء المتخصصين في مجال الاعلام لتمرير ” براباغاندا العم سام ” .
وقد افلح الاعلام المخابراتي الامريكي في تحقيق بعض النجاحات وتمرير العديد من الاكاذيب نظرا لضعف الاعلام المقابل حتى انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 الا ان واشنطن لم تتوقف عن تلك النشاطات الاعلامية الكاذبة وزادت من ماكنتها الاعلامية واوجدت مقرا لها وسط اوربا مستغلة بعض الدول التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي فاتخذت من براغ عاصمة التشيك مقرا متقدما لماكنة اعلامية هائلة موجهة ضد روسيا وبقية دول حليفة لها ثم ضمت لها ايران بعدها العراق قبل غزوه واحتلاله حيث تم تاسيس اذاعة ” صوت العراق الحر” وتمكنت من جمع كادر اعلامي لتلك الاذاعة جلهم من اصحاب النفوس الضعيفة من الذين ارتضوا العمل لخدمة الاستخبارات الامريكية تحت واجهة ” المعارضة في الخارج” مقابل الحصول على رواتب ومكافئات خيالية .
وبعد غزو العراق واحتلاله عام 2003 تمكنت واشنطن من خلال دفع الاموال لاصحاب النفوس الضعيفة من خلق كادر عراقي متخصص معظمهم كان يعمل ضمن جماعات ” مايسمى ” المعارضة” او بعض الاكاديميين العراقيين المحسوبين على قوى اليسار العراقي المنخور ايديولوجيا وغيره من القوى والجماعات والشخصيات التي هرولت للحصول على المكاسب وقد انبثقت فضائية ” الحرة العراقية” وهي محطة كانت ولاتزال تدار من قبل اجهزة الاستخبارات الامريكية شانها بذلك شان المجمع الاعلامي الكبير الذي يتخذ من مبنى برلمان التشيك” في براغ مقرا له وسط العاصمة الجيكية.
روسيا وبحكم موقعها وتوجهاتها المناهضة للهيمنة الامريكية شعرت انها مستهدفة من قبل هذا الاعلام الامريكي الذي يروج للاكاذيب ويختلق الروايات والقصص ضد روسيا وشعبها تمكنت من تاسيس محطات فضائية ناطقة باللغات المختلفة بينها العربية والانكليزية والاسبانية تابعة ل” ار. تي” وخلال فترة وجيزة ورغم قصر تلك الفترة حققت هذه الفضائيات نجاحات باهرة استطاعت روسيا من خلالها ان تلج المنطقة العربية التي كانت محرمة عليها ومحصورة بالنشاطات الغربية وفي المقدمة النشاطات الامريكية فضلا عن كشفها ما يدور من جرائم وحماقات ضد حقوق الانسان وممارسات عنصرية ترتكبها دول تدعي الحرص على الحرية و ” اشاعة الديمقراطية” وتغزو البلدان تحت هذه الذريعة وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية .
فضائية الحرة في العراق ومنذ وجدت وهي تبث برامج سامة تتماشى مع المشاريع التخريبية والطائفية في العراق لكن احدا لم يلتفت لذلك لان جماعات السلطة لايهمهم الامر لان امورا اخرى تشغلهم حتى جاءت لحظة وبعد سنوات ربما استيقظ بسببها البعض عندما انتقدت ” مرجعيات دينية” في العراق او اتهمتها في برامج محددة بالفساد. وهو ما اضطر السلطة في بغداد الى وقف نشاط هذه الفضائية لثلاثة شهور بعد الاحتجاجات الاخيرة .
لسنا هنا بصدد الحديث عن المادة الاعلامية التي حفزت البعض الى التحرك ضد هذه الفضائية لكننا نود ان نقول لكل المسؤولين في الحكم بالعراق منذ عام 2003 وحتى الان ” شنو هل زحمة ” اتركوا” الحرة العراقية” وشانها طالما نحن نعيش ” مرحلة ديمقراطية” يعبث في الشان العراقي تحت هذا المسمى حتى ” الموساد الصهيوني”.
لو كان لدى المسؤولين في العراق كفاءات اعلامية تحترم نفسها لكانت قد اكتشفت منذ تاسيس هذه الفضائية”الحرة” بانها وجدت من اجل قضية لاتخدم العراق او شعبه بل ان معظم برامجها التى من يتابع ذلك تعد سموما تبثها وسط المجتمع العراقي فتنقل بعض الحقائق التي اخذ يصدقها البعض لكنها تمرر العديد من الاكاذيب .
” الحرة العراقية” ليست الفضائية الوحيدة التي تبث السموم وتلعب على ” حس الطائفية المقيتة واثارة النزعات القومية والعرقية فهناك اعلام مؤدلج وموجه يخدم المخططات الامريكية والصهيونية في العراق وفي المنطقة .
وان كل من لديه حس اعلامي مهني يستطيع ان يكتشف ذلك منذ الوهلة الاولى لكن من اين ياتي الحس الاعلامي لسلطة تعتمد الجهل في برامجها ان وجدت لها برامج علنية لكنها في السر تروج الى افكار اتى عليها الزمن وتحولت الى سلطة تعتمد على الجهلة والاميين في جميع المجالات ما جعل الكفاءات والاختصاصات تبتعد عنها بعد ان شعرت تلك الكفاءات انها محاربة اينما تحل وانها لاتستطيع العيش في اجواء فاسدة تتكاثر فيها الامية والجهل وعدم الكفاءة كما تتكاثر الطحالب حتى وصلت البلاد الى ماترون الان.
التعليقات مغلقة.