روسيا لمسؤولين عرب : أوقفوا دعم الإرهاب… وإلا … / عامر التل
عامر التل ( الأردن ) الخميس 10/9/2015 م …
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أنّ موسكو أبلغت زوارها من كبار المسؤولين العرب أنها لن تنتظر طويلاً موافقة الدول المتورطة في العدوان على سورية على الحلّ السياسي، وأنّ صبر روسيا على دعم هذه الدول للعصابات الإرهابية له حدود.
وقالت المصادر إن القيادة الروسية أبلغت القيادات العربية، التي التقتها في موسكو أخيراً، أنها ستعطي كل الأطراف المتورطة في الحرب على سورية مهلة حتى شهر تشرين الثاني المقبل للانخراط في التسوية المقبلة في سورية، والتي تحظى بموافقة دول رئيسية بالعالم، مع تأكيد روسي على أن البحث في تنحي الرئيس بشار الأسد قد تم تجاوزه وأنه أصبح من الماضي، كون الأسد يحظى بشرعية يفتقدها من يطالب بتنحيته.
وأبلغت موسكو المسؤولين العرب رسالة حاسمة مفادها أنه في حال استمر تعنت الدول الداعمة للإرهاب في سورية فإنها لن تبقى مكتوفة الأيدي، وانها ستصبح شريكة للجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب في سورية لأن موسكو تعتبر أن الحرب على حليفتها سورية تهديد للأمن القومي الروسي، وأن الجيش السوري لا يدافع عن سورية والمشرق العربي فقط، بل يدافع أيضاً عن روسيا وإيران من خلال تصديه للعصابات التكفيرية ومنعها من الوصول إلى العمقين الروسي والإيراني.
وقال المسؤولون الروس لضيوفهم العرب: «الجيش الروسي وسلاح الجو وكل الإمكانات العسكرية الروسية ستكون في سورية لمكافحة حقيقية للإرهاب، وليس على طريقة أميركا البهلوانية في حلفها ضد داعش».
الرسالة الروسية الحاسمة والجديدة، وقعت كالصاعقة على رؤوس المسؤولين العرب، فكل الرهانات على تغير الموقف الروسي فشلت، لا بل إن موقف الروس يزداد صلابة وقوة كل يوم.
المسؤولون العرب الذين زاروا موسكو عادوا إلى بلادهم وهم في حالة ذهول مما سمعوه في موسكو، وباتوا يخشون على أنظمتهم من الإرهابيين. فالتدخل الروسي المباشر في الحرب على الإرهابيين بسورية، سيكون من تداعياته أن الإرهابيين سيهربون إلى الدول المحيطة بسورية، وهذا ما سيفاقم أوضاع هذه الدول وينشر الفوضى والقتل والتدمير فيها.
المسؤولون العرب الذين زاروا موسكو وسمعوا الكلام الروسي الحاسم بدأوا بإجراء المشاورات لتدارك تداعيات الموقف الجديد، خصوصاً أنهم على قناعة بأن الطرح الروسي يحظى برضى أميركي، وتحديداً بعد سحب واشنطن لصواريخ الباتريوت من تركيا، ما فُسّر بأنّ الولايات المتحدة وصلت إلى حالة عجز من إمكان إحداث تغيير في الميدان السوري يتيح لها رسم الخرائط، التي تحلم بها منذ سنوات، لإعادة تقسيم المنطقة على أسس مذهبية وطائفية لتبرير يهودية الدولة الصهيونية. إضافة إلى فشل الرهان الأميركي على حلفائها في إمكان إسقاط الدولة الوطنية السورية. فالولايات المتحدة، وبالتنسيق والتعاون مع «إسرائيل» وحلفائها العرب، عجزوا عن إسقاط الدولة السورية، لا بل إن هذا العدوان على سورية وصمودها في وجه الحرب الكونية عليها، أدى إلى تغييرات في المعادلة الدولية، فصعود روسيا واستعادتها لمكانتها العالمية ورضوخ الولايات المتحدة لإيران والتوصل إلى الاتفاق النووي معها ما كان ليحصل لولا هذا الصمود السوري، ما يعني تراجع مكانة الولايات المتحدة وانتهاء هيمنتها الأحادية على العالم.
الأشهر القليلة المقبلة هي التي ستجيب على كلّ التساؤلات عن مدى استجابة ورضوخ الدول المتورّطة في العدوان على سورية للرسالة الروسية الحاسمة. وفي حال عدم الاستجابة فإنّ الدبّ الروسي، وبالتعاون مع الجيش السوري، يعرف كيف يضع حداً لكلّ أوهام داعمي الإرهاب من العرب وغيرهم في سورية.
التعليقات مغلقة.