العزلة الاجتماعية في ازدياد / هاشم نايل المجالي
هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الأربعاء 4/9/2019 م …
تعرف العزلة الاجتماعية على انها عدم قدرة الشخص على التواصل مع المجتمع المحيط به وتفضيله العيش في حالة من العزلة والانفراد والانطوائية على نفسه ، وبالتالي يتفادى الاختلاط مع الناس فهو يخلق لنفسه عالماً يخصه وحده .
وفي معظم الاحيان تكون هذه العزلة غير مرتبطة بارادة الشخص ، وانما تكون نابعة عن ظروف خاصة واحاسيس داخلية اجبرته عن الانقطاع عن التعامل مع الآخرين ، ويفقد ثقته بالتالي من التعامل معهم فينخفض تقديره لذاته .
وهذه العزلة في كثير من الاحيان تسبب له حالة مرضية نفسية وبالتالي لن يتراجع عنها ، وتسبب ايضاً تغير في سلوكه في كثير من الاحيان يكون فيها عدائياً اتجاه الآخرين ، كذلك فانه لن يتمكن بسبب العزلة ان يطور افكاره بسبب القوقعة مع نفسه ، ولا يكتسب اية سلوكيات جديدة من الاخرين ، كذلك بسبب اسلوبه وسلوكياته العنيفة تولد لديه صراعات مع أقرب الناس لديه ، وتسبب الكراهية فيما بينهم ويشعر بالتالي بالتهميش والاهمال من الناس والمجتمع ، ويعبر بطرق سلبية عن ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
وتتولد لديه صدمة قوية ، وتولد لديه عقدة نقص من شيء ما مثل انخفاض مستوى دخله المالي الشهري ، او تراكم الالتزامات المالية عليه ، او عدم قدرته على القيام بالواجبات اتجاه الاخرين اقرباء او اصدقاء ، او عدم قدرته المشاركة مع الاخرين بأي نشاط فيه التزامات مالية واحياناً الهروب من مشاركة الناس همومهم .
اذن هناك عزلة اجتماعية ايجابية تعود بالشخص بالنفع عندما يريد منها اعادة مراجعة حساباته ويخلق لنفسه جواً ملائماً من التفكير المنطقي العقلاني المتزن ليتخذ القرارات التي تهمه بشكل صائب ومتزن ، وطرد المؤثرات السلبية التي ممكن ان تسبب له الاحراجات والمسؤوليات السلبية .
وهناك ايضاً العزلة السلبية وهي التي ممكن ان تسبب الضرر للشخص وتكون غير عقلانية وتعتمد على طول الفترة الزمنية لها مما يتأثر نفسياً ، فهو غير قادر على فهم احتياجاته ووضعه الاجتماعي بشكل سليم ، او ان يتكيف مع المتغيرات ويبعد عن القلق والتوتر ، ويخفف من الضغوطات النفسية والفكرية التي تستهلك من طاقته والتفكير المتزايد او الشعور بالخوف او التفكير السلبي .
فنحن دوماً في مجتمع التكافل والتعاضد أخوه نتقاسم الهموم ونتحاور بشكل عقلاني ومتزن ونكمل بعضنا بعضاً ، فالمشاركة الايجابية علاج واستثمار طاقات بالاتجاه الصحيح .
اما العزلة في اوقات الفتن وهو ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وليسعك بيتك ) ، واصل الحديث ان عقبة رضي الله عنه سأله يا رسول الله ما النجاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ) وهذا لتقدير الامور وحفظ اللسان والاقلال من الخلط المؤدي الى الاساءة عبر اي وسيلة كانت .
قال تعالى ( يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ) فعلى الانسان ان يقول قولاً خيراً ومنطقياً وصحيحاً او يسكت عن الشر حتى لا يسيء لنفسه ، فقولوا خيراً تغنموا واسكتوا عن الشر تسلموا .
التعليقات مغلقة.