الدبلوماسية العراقية في الخارج تخضع هي الاخرى  للمحاصصة  المقيتة / كاظم نوري

Image result for ‫الخارجية العراقية‬‎

كاظم نوري ( العراق ) الأحد 8/9/2019 م …




منذ  عام الغزو 2003 وحتى الان تخضع السفارات والقنصليات العراقية في الخارج الى المحاصصة وفي احسن الاحوال  يتحكم وزير الخارجية ما ان يتم تسميته  بتعيين  من يرغب او يريد من المقربين  سواء كان  ذلك في اطار السياسة السائدة في البلد  ” هذا لك وذاك لي” او في اطار التصرف والانحياز القومي مثلما حصل في عهد هوشيار زيباري  حين كان يشغل منصب وزير الخارجية   فقد هيمن الاكراد على العديد من السفارات في الخارج  دون النظر الى الكفاءة مثلما نراه اليوم في جوازات السفر العراقية التي تتضمن اللغتين العربية والانكليزية لتضاف لها اللغة الكردية  في طبعتها الاخيرة .

ومن يدري قد تصدر في يوم من الايام طبعة جوازات تحمل بقية اللغات التي  تتحدث بها بعض الاقليات في البلاد وقد يصبح ذلك مشروعا طالما ان الكرد فرضوا لغتهم في الجواز العراقي خلافا لكل ما هو سائد في دول العالم ليتحول الجواز العراقي الى ” كوكتيل ” من اللغات.

الولايات المتحدة الامريكية صاحبة الشان في العراق منذ غزوه واحتلاله وتدمير بنيته التحتية تعيش فيها اقليات كثيرة من بينها المكسيكية  والايرلندية والافريقية فهل سمحت بلغة  المكسيكيين او غيرهم  ان تدون الى جانب اللغة الانكليزية ” الامريكية” على الجواز الامريكي وكذلك بريطانيا وغيرها من الدول الا العراق  اضاف ” حكام العراق ” على جواز حامله لغة ثالثة هي الكردية.

في عقود من السنين مضت كان  المواطن العراقي الذي يعيش خارج الوطن ينظر الى سفارات بلاده على انها اوكار تضم موظفين همهم الاول استفزاز المواطن وابتكار طرق واساليب تجعله يلعن ذلك اليوم الذي اضطر فيه الى مراجعة سفارة بلاده بل يخشى الكثيرون طرق ابواب السفارة او القنصلية نظرا لوجود عتاة الموظفين الذين يحملون صفة الدبلوماسية وهم بعيدون كل البعد عن الاعراف الدبلوماسية   في وقت تعد  فيه سفارات  العديد من الدول  الاخرى بمثابة بيت لذلك المواطن تبحث عنه  وتقدم له العون وتجد الطرق الكفيلة بتسهيل مهماته في الاغتراب والمنافي حتى ان بعض الدول تطلق على مواطنيها مسمى ” الطيور  المهاجرة” تحببا وتوددا  بمواطنيها الذين اضطرت الكثير منهم اوضاعهم  للعيش بعيدا عن الوطن  الام “.

ولانريد ان نعمم سوء التصرف على جميع الدبلوماسيين العراقيين الذين يعملون في السفارات العراقية وقنصلياتها  فهناك البعض وهم ” قلة مع الاسف الشديد  ” من يتعامل بود واحترام مع المواطن العراقي عندما يلج   باب سفارة بلاده او قنصليتها طلبا لاجراء ما   وقد اشارت بعض من وسائل الاعلام الى تنقلات جرت مؤخرا في صفوف الدبلوماسيين العراقيين من العاملين في السفارات والقنصليات  بالخارج لكن الذي وصلنا ان هناك نماذج وطنية خيرة وكفوءة خدمت المواطن العراقي في الخارج ويشار لها بالبنان كانت في مقدمة الذين شملتهم حملة التنقلات من الخارج الى داخل العراق  وبحوزتنا بعض الاسماء التي نتحفظ على ذكرها .

لكن الكثرة من هؤلاء ” الدخلاء على الدبلوماسية” من الذين لايفقهون ماذا يعني الدبلوماسي” وما هو واجبه  لانهم مجموعة من الاميين والجهلة شان  الكثيرين في السلطة الحاكمة  بالبلاد يعتقدون وبغباء ان وجودهم في السفارة يعني استفزاز العراقي المراجع وان ينهالوا عليه بالاسئلة الشخصية التي لاعلاقة لها  بالموضوع  الذي جاء من اجله ويتصرفون وكانهم ” مجرد ” رجال امن”  حتى يتبادر للمراجع ان مصيرا ربما ينتظره كمصير ” جمال خاشقجي” وما حدث له في القنصلية السعودية بمدينة اسطنبول التركية اذا لم يغادر ويلعن تلك اللحظة الى وطات فيها  قدماه ارض السفارة او القنصلية .

وبدلا من تجري عملية تسهيسل اوضاع العراقيين من قبل سفارات بلادهم في الخارج ترد الكثير من الشكاوى منها مثلا التشكيك بالوثائق التي بحوزة المواطن دون  تدقيق او تمحيص خاصة الوثائق التي كانت بحوزة العراقي في الخارج قبل الغزو والاحتلال والذي لم تسنح له فرصة السفر الى الوطن لتجديدها بل ان  تجديدها في   العراق  يكلف القادم الى البلاد وقتا طويلا واجراءات ربما يمضي معظم وقته في مراجعة دوائر في المحافظات تغص بالمرتشين دون ان يحقق الذي جاء من اجله وتعجز السفارات والقنصليات في العديد من  الدول عن اصدار نسخة جديدة من الجنسية او شهادة الجنسية  لياتينا خبر ” البطاقة الموحدة” بشروط تعجيزية  و الذي يتطلب بطاقة سكن  للمواطن المراجع او بطاقة تموينية  وان المواطن  لايمتلك سكنا داخل البلد  ولا يستلم حصة تموينية بائسة ان وجدت اصلا .

العينات والنماذج الامية كثيرة في سفارات العراق بالخارج بالرغم من وجود عاملين في السفارات وهم قلة جدا من الذين يتمتعون بخلق رفيع لكن الغلبة لهؤلاء الدخلاء  في العمل الدبلوماسي من الجهلة والاميين بعد ان تحول العراق الى مرتع لهؤلاء المرتشين سواء في داخل العراق وخارجه .

 اما اصحاب الكفاءات والشهادات ” غير المزورة” من الذين انهوا دراساتهم بجد فان مصيرهم الان ” المقاهي” او يمارسون اعمالا لاعلاقة لها  باختصاصاتهم من  اجل توفير لقمة عيش شريفة بعد ان استحوذ  هؤلاء الجهلة على مقدرات العراق منذ غزوه واحتلاله  عام 2003 حتى الان  واعادوه الى العصر الحجري.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.