الصدق – النبل – الأصالة – العراقة – الأخلاق والحب / جمال أيوب

 

جمال أيوب ( الأردن ) الخميس 15/1/2015 م …

 

أن الصداقة قيمة إنسانية أخلاقية ودينية عظيمة سامية المعاني والجمال كبيرة الشأن بها تسمو الحياة وترتقي وبدونها تنحدر الصداقة من الصدق ، والصدق عكس الكذب. والصديق هو من صدقك وعدو عدوك. إنها علاقة وثيقة بين شخصين أو أكثر علاقة متبادلة وانسجام كامل في المشاعر والأحاسيس وهي بالغة الأهمية في استقرار الفرد وتطور المجتمع لأن الإنسان خلقه الله كائن اجتماعي لا يقدر العيش بمفرده بل يتفاعل مع من حوله إيجابياً ليشكل المجتمع المتكامل لتعطيه الصداقة الدفء والشعور بالمحبة والراحة في حياته وخاصة إن كان ممن يحسن اختيارهم فهم جواهر الحياة والمفترض أن نحسن تميزهم عن وحل الأرض ..
لان أشباه الصديق والصداقة السيئة تنتهي بسرعة انتهاء فقاعة الماء أو الصابون ، فالصداقة تجعل الحياة جميلة لأنها تخدم الروح والجسد والعقل. علينا اكتساب الأصدقاء والعمل على المحافظة عليهم ، فأكثر من اكتسابهم ، فإنهم عدة عند الرخاء ، وجنة عند البلاء . والمعروف أن إفتقاد الصداقات والعلاقات مع الناس والأصدقاء يولد الاكتئاب والمرض والتوتر النفسي والكثير من المشاكل الصحية والنفسية والجلوس منفرداً عقوبة جسمية ونفسية قاسية تمارسها السلطات على المخالف للقانون ويتعرض لها من لا صديق له وفي الأمثال والأقوال يُقال.الصديق والرفيق قبل الطريق.من هنا يحق للصداقة أن تتباهى بجمالها السامي المزهو بالكبرياء، وهي المنهل العذب لكل جوانب الحياة وهذا الترفع والتكبر بهذا الموقع مسموح وغير قبيح ولائق لها
إن الصداقة حياة عاطفية ماضية ذابلة الأغصان ولا خضرة فيها وأن الحياة تغيرت والعلاقات يجب أن تتغير رغم استمرار سطوع الشمس ونقاء السماء. وإذا كانت الصداقة ذابلة الأغصان فلا دفيء لها بالتالي تصلح كحطب للتدفئة فقط. ومن شروط الصداقة والعلاقات المثالية التي تصلح لكل عصر وزمان وتستمر بل تدوم , لا تكون الصداقة إلا بحدودها ، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة ، ومن لم يكن فيه شيء منها ، فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة
وأن نختار أصدقاء راجحى العقول ، وأن يعمل الصديق على أن يستر العيوب ولا يعمل على بثها ويكون ناصح لصديقه ويقبل نصيحة الآخر ، وأن يتحلى بالصبر ويسأل إن غاب عنه ، ويعاوده في مرضه ويشاركه فرحه ، ونشر محاسن صديقه ، والصديق وقت الضيق ، وأن لا يكثر اللوم والعتاب ، ويقبل اعتذار صديقه ، وينسى زلاته وهفواته ، ويقضي حوائجه ، وأن يشجعه دائماً على العمل والنجاح والتفوق والتحلي بمكارم الأخلاق والقيم لتكون الصداقة دائمة قوية راسخة لا تهزها أول مشكلة أو تداخلات مادية لعصر لا يفكر أو يقيم إلا بها والنتيجة نكون الصدق ، النبل ، الأصالة ، العراقة ، الأخلاق ، والحب وكل قيم فاضلة هى حمى الصداقة وعرينها المتين والمزيف زائلاً لا محالة إلى أوحال الرأسمال وبذلك نكون سعداء وآمنين على صدق المسار ونجعل كل من حولنا فرح وعلينا أن نعلم أولادنا الصدق والإخلاص ونبل التفاعل الاجتماعي وطريقة اختيار الأصدقاء. لأن تأثير الأصدقاء كبير على بعضهم البعض منهم الجيد ومنهم السيئ فإن الصداقة تكون قضية مهمة في حياة الناس لأن الناس تتأثر لبعضها سلباً وإيجاباً
الصداقة كصحة الانسان لا تشعر بقيمتها النادرة إلا عندما تفقدها الصداقة هي ملح الحياة . عندما تموت ولديك اصدقاء ، فقد عشت حياة عظيمة . الصديق الحقيقي هو الذي يمشي اليك عندما باقي العالم يبتعد عنك فالصداقة كما أراها هي علاقة تجمع كل معاني الاحترام والحب والإيثار والإخاء وذكرت الإخاء لأنه قد تكون هناك علاقة صداقة تربط بين الأخوة والأشقاء رغم وجود رابط مهم وهو رابط الدم الذي يجمعهم ولكن ليس كل الأخوة يستطيعون فهم بعضهم أو حتى الإسرار لبعض بما يواجههم من مشكلات قد تكون عائقا دون القيام بالمهام الموكلة إليهم ، وذكرت في تعريفي لها مصطلح الحب الذي قد يوجد حتى بين الزوجين ولكن ربما توقفا كثيرا قبل أن يخبرا بعضهما بما يستطيعا إفشاءه لأصدقائهما ومن وجهة نظري أرى أنه من الضروري أن يحسن الإنسان اختيار أصدقائه بعناية حتى لا يتعرض لصدمة نتيجة سوء اختياره لهؤلاء الأصدقاء فكثير منا يعتقد أن الزملاء في العمل والدراسة هم أصدقاء وأنا هنا أحب أن أقول بأن كل صديق هو زميل وليس العكس فالزميل مفروض علينا شئنا ام أبينا ولكن هؤلاء الأصدقاء هم الصفوة الذين نختارهم بكامل إرادتنا ولعل أكبر مثال على قوة العلاقة التي تربط الأصدقاء ببعضهم هي تلك التي كانت بين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبين صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حيث قال عز من قائل (ّإذ يقول لصاحبه لا تخف إن الله معنا ) فالشاهد في هذه الآيه أن الله سماه صاحب لعلمه سبحانه بمكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي بكررصي الله عنه وأختم كلامي هذا بدعوة صادقة أن يرزقنا الله صحبة الاخيار من عباده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم0 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.