ماذا يعني رحيل الصقر جون بولتون بتغريدة ؟! / فادي عيد
فادي عيد ( مصر ) – الخميس 12/9/2019 م …
وبتغريدة على تويتر كعادة الرئيس الامريكي دونالد ترامب رحل من قيل عنه صقر الامريكتين، ومن قيل فيه أشعار لا أول لها من اخر من قبل يهود الولايات المتحدة سواء الامريكية أو الصهيونية، الا وهو المستشار جون بولتون، كي يخرج من المشهد على نفس طريق أسلافه بتغريدة على تويتر، ويعكس تعليق جون بولتون على تغريدة ترامب مدى درجة التخبط فى البيت الابيض، عندما غرد بولتون قائلا: “قدمت استقالته للرئيس دونالد ترامب بالأمس وإن ترامب قال “لنتحدث عن ذلك غدا.”
ففي كل الحالات رحل ثالث مستشار لترامب بعد مايكل فلين وهربرت ماكماستر، ومن كان الاخطر على أعداء الولايات المتحدة، فرحيل جون بولتون يأتي فى سياق هام بالتزامن مع رغبة ترامب فى تهدئة الموقف مع ايران، وفى ظل التواصل السري بين واشنطن والحوثي، وهو امر له دلالات خطيرة.
وننتظر من سيأتي خلفا له، هل سيكون من نفس المدرسة او بترشيح من البنتاجون والاستخبارات المركزية، أم سيكون من حضانة أطفال جاريد كوشنر، على غرار الطفل المعجزة الملقب بصبي القهوة فى واشنطن “أفي بيركوفيتش”، فهو مازال المرشح الاقوى لخلافة غرينبلات مبعوث السلام للشرق الاوسط وأحد مهندسي صفقة القرن (أقول مبعوث السلام للشرق الاوسط وليس لـ ديزني لاند).
صفقة القرن التى قد يجد فيها رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو نفسه وحيدا لتطبيقها في ظل تخبط الامريكي، وهو ما جعله يصرح بالتزامن مع مشهد إقالة جون بولتون، خلال مؤتمر صحفي له خلال حملته الانتخابية بمدينة أسدود، ويقول “فى حال الفوز بالانتخابات سأفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات”
وهو تصريح يؤكد أن تلك المنطقة ستشهد حرب عسكرية شرسة مهما طال الامد، وأن لم تكن في ايران، فستكون في مياة الخليج، وان لم تكن في الخليج فستكون في لبنان، وأن لم تكن في لبنان فستكون فى شرق البحر المتوسط ….
أخيرا وليس أخرا ما يحدث داخل البيت الابيض من تخبط واضح يأتي نتيجة لخيبة أمال يهود امريكا بعد شهور من حرب تكسير العظام خاضتها الولايات المتحدة ضد ايران، وحرب إقتصادية ضد الصين، بعد ان تلاعبت بهم كوريا الشمالية وطالبان وغيرهم، وفى ظل رغبة ترامب في إنتزاع أي دور لفرنسا خارج حدودها، بعد ضمان رحيل ميركل من المشهد فى برلين، وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
كم أن ما حدث سيسجل كإنتصار جديد لطهران فى حربها الطويلة ضد الولايات المتحدة الامريكية، في ظل ما يحضر من جانب حزب الله تجاه دولة الاحتلال، بعد أستمرار مسلسل إسقاط حزب الله للطائرات الاسرائيلية على التوالي.
فالكل يستغل ما تعيشه الولايات المتحدة من تخبط وتردد فى ظل أدارة رجل الاعمال دونالد ترامب، والكل يسابق الزمن لاستغلال الحقبة الترامبية أفضل أستغلال، فهل يدرك العرب ذلك ويستغلوا الفرص فى الوقت الذى يستغل فيه باقي اللاعبون أنصاف الفرص، أم أن العرب كانت احلامهم معلقة على جناح جون بولتون، وستذهب معه الان أينما سيذهب.
فادي عيد وهيب
الباحث والمحلل السياسي بشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا
التعليقات مغلقة.