مطار دير الزور العسكري والحرب الأعلامية…ماحقيقة ماجرى بمحيط المطار؟! / هشام الهبيشان

 

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) السبت 12/9/2015 م …

منذ مطلع الربع الثاني من هذا العام شهدت المناطق الشمالية الشرقية والشرقية من سورية ،تسارع ملحوظ  بالأحداث الميدانية،ولم يكن أولها مجموع الغزوات الفاشلة لمدينة الحسكة التي تصدى لها الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية ،وليس أخرها ما يجري اليوم بمحيط مطار دير الزور العسكري ،ومع تسارع ألاحداث على الجبهة الشرقية السورية هذه الأيام كثر حديث الأعلام المتأمر عن انتصارات ميدانية “كبيرة” للقوى المسلحة “المتطرفة –داعش ومن معها” في جبهة دير الزور تحديدآ، وأخذت هذه الانتصارات “الوهمية” مساحة اهتمام كبيرة على الصعيد الإعلامي لأنه الوحيد المتحدث فيها الآن والكلمة الفصل والأولى والأخيرة للإعلام بهذه الانتصارات “الوهمية” لأنها مازالت حبيسة أخبار الإعلام وأقلام الكتاب ودراسات المحللين

ومع هذا الحديث الاعلامي وبعد المراجعة الدقيقة لموازين القوى على الجبهة الشرقية السورية لم نرى لهذه الانتصارات أي وجود فعلي على أرض الواقع وفق حجمها المتحدث به اعلاميآ مع التأكيد أكثر من مرة أن هذه الانتصارات “الوهمية” ليست إلا صنيعة الإعلام المتأمر،وهي عبارة عن اكاذيب ، وبأخر فصول تزوير الحقائق من قبل وسائل الاعلام المتأمرة والشريكة بالحرب على سورية هو حديثهم عن قرب سقوط مطار دير الزور العسكري ، وهنا لتوخي المصداقية والمهنية سأورد بعض التفاصيل الخاصة بمجريات مايدور من عمليات ببعض المناطق المحيطة بالمطار “وليس داخل المطار “كما نقلته مصادر مطلعة ومتابعة وذات مصداقية.

بعد التقدم الذي حققه الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية  في بعض المناطق الواقعة إلى شمال المطار بالفترة الاخيرة “حويجة الصكر ، والجفرة، وحويجة المريعية، ونقطتي المغسلة ومزراع الدغيم”، وبعد تهاوي صفوف الجماعات المسلحة المتطرفة  بهذه المناطق ،ومع زيادة خشية هذه المجاميع المسلحة المتطرفة ،من أستمرار فصول خسائرها الميدانية  بعموم مناطق مدينة وارياف دير الزور ، قامت هذه المجموعات المتطرفة ، بتجميع صفوفها من جديد، بعد وصول أمدادت واسعة من المقاتلين والسلاح من بعض مناطق دير الزور ومدينة الرقة، وقامت بهجوم واسع وكبير وصف بالهجوم الانغماسي الواسع، ونجحت بالسيطرة على اجزاء من بعض المناطق المحيطة بالمطار العسكري والتي كان الجيش قد أستعاد بعضها بالفترة الاخيرة “حويجة الصكر ، والجفرة، وحويجة المريعية، ونقطتي المغسلة ومزراع الدغيم”.

هذه التفاصيل المذكورة أعلاة هي بمجموعها منقولة عن مصادر مطلعة على مجريات المعركة ، إلى هنا تبقى هذه التفاصيل هي تفاصيل مؤكدة ومثبته ، ولكن ان تتطور الحملة الاعلامية للأعلام المتأمر ، لتقول أن المطار العسكري بدير الزور قد اوشك على السقوط ، وأن هناك مجموعات مسلحة متطرفة ،قد أصبحت داخل المطار وسيطرة على اجزاء واسعة منه، ويعلم جميع المتابعين ان ماذكرته وسائل الاعلام المتأمرة ماهو الا أكاذيب ممنهجة وحرب أعلامية شاملة تستهدف ضرب صمود المعادلة الداخلية السورية تزامنآ مع ماجرى بمطار أبو الظهور العسكري بريف ادلب الشرقي ،بألمحصلة سرعان ما أتت حقائق الواقع لتسقط كل اكاذيب وسائل الاعلام المتأمرة ، التي تحدثت بسلسلة اكاذيبها عن تقدم للمجاميع المسلحة “المتطرفة” إلى داخل المطار وأن المطار أصبح بحكم الساقط عسكريآ لتتضح بعد ساعات جملة التناقضات والاكاذيب التي سوقت بخصوص ما يجري من احداث بمحيط مطار دير الزور العسكري.

بهذه المرحلة ،هناك سلسة من الاكاذيب والشائعات التي نشرتها وسائل الاعلام المتأمرة وأسقطتها حقائق الواقع ،ومن هذه الحقائق  أن المطار بأكمله مازال تحت سيطرة الجيش العربي السوري، وليس كما روت هذه الجوقة الاعلامية بأن المطار تم أقتحامه، ثاني اكذوبة وتناقض، هو حديث هذه الجوقة الاعلامية عن أن داعش قد تراجع عن المناطق المحيطة بالتلة “ألاستراتيجية” التي يتموضع عليه المطار ولكن ما زالت المعارك تدور داخل المطار ، فكيف يمكن تصديق هذه الكذبة، فأن كانت هذه الجوقة الاعلامية تعترف بان المعارك ما زالت تدور بمحيط المطار و “المحيط قد يكون مسافة بعيدة جدآ قد تقدر بعدة مئات من الامتار او حتى عدة كيلومترات”، فكيف بهم ان يقنعوا أنسان عاقل راشد بهذه الكذبة، وهو ان المعارك مازالت بمحيط المطار وبنفس الوقت هي داخل المطار، فهذا التناقض وترويج ألاكاذيب يدل على أن هناك مؤامرة أعلامية قذرة كانت تستهدف أسقاط المطار أعلاميآ.

هنا علينا توضيح هذه الحقيقة لجميع المتابعين لمجريات الحرب على سورية ،فعلى مدارهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية منذ أربعة أعوام وأكثر وعلى جميع الجبهات، كان لحروب الأعلام دور واسع بخلق معارك أعلامية “وهمية بالكثير من الاحيان” ، فمعركة مطار دير الزور العسكري الاخيرة، هي سلسلة من معارك طويلة كانت هذه المجاميع المسلحة المتطرفة وداعميها من خلف الكواليس  وجوقاتهم الأعلامية ،يسعون إلى حسمها بشتى الوسائل، فهذه المعارك ليست وليدة الساعة، والمؤكد هنا أن الهدف من وراء هذه الحرب الاعلامية هو تشتيت جهود الجيش العربي السوري في محاولة لإيقاف تقدمه على الأرض وتشتيت الخطط اللوجستية للمعارك وخاصة بعد التقدم السريع والملحوظ ببلدات “حويجة الصكر ، والجفرة ، وحويجة المريعية، وتقطتي المغسلة ومزراع الدغيم “وتطويق باقي مجاميع المسلحين المتبقين ببعض المناطق المحيطة بهذه المواقع مع العلم ان معارك اليوم مازالت تدور بنفس هذه البلدات، والمطار مازال صامدآ وهناك أدلة ومؤشرات كبرى توحي بأن الجيش العربي السوري قد أستوعب الضربة الأولى التي حدثت بهذه المناطق المحيطة بالمطار، وقد آستعاد الان زمام المبادرة من جديد بمعظم هذه المناطق.

ومن هذه المؤشرات الكبرى، أن الجيش العربي السوري المتمركز داخل المطار وبعض المناطق المحيطة  ، قد نجح بضرب الخطوط الأولى بصفوف المهاجمين للمطار وبعض المناطق المحيطة ، وقد كبدهم خسائر واسعة بصفوفهم ، يقدرها بعض المطلعين بالمئات من القتلى والجرحى ، وخسائر كبيرة وواسعة بالمعدات العسكرية ، والحقيقة الثابته للأن أن المطار باكمله مازال تحت سيطرة الجيش العربي السوري ، وان افراد الجيش العربي السوري المتمركزين بالمطار ومحيطه ،كبدوا المهاجمين خسائر فادحة اجبرتهم على التراجع، وان الجيش ألان قد أستعاد زمام المبادرة ، وقد قام بالفعل بعمليات وضرب اهدف متقدمة للمهاجمين خصوصآ ببلدات “حويجة الصكر ، والجفرة، وحويجة المريعية”، وللأن مازالت المعارك مستمرة بمحيط المطار مع وجود مؤشرات كبرى تؤكد بأن الجيش العربي السوري قد آستعاد زمام المبادرة بمحيط المطار.

ختامآ، أن معارك الأعلام كانت وما زالت تشكل جزء أساسي من إستراتيجية الحرب على سورية، وكان لها صولات وجولات بهذه الحرب، وقد أثبتت ألايام وحقيقة الوقائع على ألارض زيف أحاديث الكثير من اخبارها، والايام القادمة سوف تعري حقيقة وسائل ألاعلام هذه، أمام الجميع.

* كاتب وناشط سياسي -الأردن.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.