استمرار التوافق والمحاصصة المقيتة في العراق رغم انف المتظاهرين / كاظم نوري الربيعي

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 12/9/2015 م …

من يعتقد ان السلطة الحاكمة في العراق منذ عام 2003 سوف تتخلى عن ” مصطلحات التوافق  التي تعني بالمفهوم السائد “المحاصصة ” وبكل مساوئها فهو واهم.

ومن يظن ان سياسيي الصدفة سيتخلون يوما عن هذا المصطلح الكريه” ” المحاصصة” التي كان وراء كل مصائب العراق  فهو واهم. ومن يعتقد ان اصلاحات حقيقية وجادة ستشهدها الساحة السياسية في العراق نزولا عند مطالبات  المتظاهرين  فهو واهم ايضا.

الالاف يصرخون ” لا للمحاصصة ” ولا للفساد المالي والاداري” ليطلع علينا بعد كل ذلك بيان من  رئاسة الحكومة باختيار بديل عن رئيس الاركان بابكر زيباري وهو كردي  ايضا   انه انور حمه امين قالوا ان” توافقا” تم على تعيينه  بهذاالمنصب .

الذين عدوا البيان لم يخجلوا وقالوها بصراحة  انه تم التوافق على تعيين ” كاكه حمه ” لرئاسة الاركان واثنى البيان على رئيس الاركان الجديد كونه هو من سهل ” صفقة طائرات اف 16 الامريكية للعراق وكانه دفع المليارات من الدولارات ثمن الصفقة من جيبه الخاص  وليس من اموال العراقيين المسروقة .

 لم يعد سرا من ان هذه الصفقة” صفقة الطائرات”  التي ماطلت واشنطن” بتسليمها رغم حاجة العراق اليها تشوبها الشبهات خاصة ما يتعلق  بالاجهزة الفنية التي جرى تركيبها عليها ” وفق مواصفات اسرائيلية ” كما سربت بعض وسائل الاعلام  ذلك  .

وقد خسر العراق ضابطا كبيرا ما ان امتطى احدى هذه الطائرات لغرض اجراء الاختبار عليها  في الاجواء الامريكية  ورفضت اللولايات المتحدة تعويض العراق عن الطائرة التي تحطمت بالولايات المتحدة في  ظروف  غامضة ولن تكلف نفسها البحث عن اسباب تحطم  الطائرة  ومقتل الطيار العراقي وهو برتبةعالية لايصح في عرف الطيران ان يقود طائرة بل ان موقعه بعد هذه الرتبة العالية ان يكون في قيادات الاسراب او الاشراف على الطيارين الذين هم برتبة ادنى.

” المحاصصون”  ايضا لم يكلفوا نفسهم بالبحث عن اسباب  مقتل الطيار لان ” موت العراقيين” لم يعد يهمهم سواء جاء هذا الموت عن طريق المفخخات او ” الكواتم” او ” العبوات الناسفة اواية طريقة جرى ابتكارها بعد دخول  القوات الاجنبية الغازية الى العراق حتى لو كانت ” بلاك ووتر ” تنفذها مثلما نفذت عمليتهاالاجرامية وسط  العاصمة بغداد بدم بارد ضد ابرياء في ساحة  المامون  وفي وضح  النهار دون ان يحاسبهم احد.

 عندما تجري عملية تعيين قائد عسكري في الدول التي تحترم نفسها يجري الحديث عن مهاراته الفنية  وقدراته في مجال اختصاصه  ومشاركاته  في الحروب اوغيرذلك من المؤهلات التي  يستحق بموجبها ان ينال منصبه اما  في  العراق فقد اشادوا بعلاقات ” كاكه حمه” رئيس اركان جيش  العراق “المنتظر” بعلاقاته  الجيدة بالولايات  المتحدة  الامريكية اي ان رئيس اركان ” جيش  العراق الذي تاسس اول فوج له تحت مسمى ” فوج موسى الكاظم  ” وهذا هو المسمى الذي  تاسس بموجبه اول جيش في  العراق” صديق حميم لماما امريكا”.

وهذا وحده يكفي   لتزكيته ” ولاداعي للمواهب الاخرى خاصة وان العراق بغرق بالاميين والجهلة واصحاب الشهادات العلمية المزورة . ومن هذا المنطلق يصلح وزير الخارجية المعين ان يكون وزيرا للتجارة والصناعة والتعليم العالي وحتى امينا للعاصمة مثلما جرى تعيين  وزير للداخلية ثم عينوه وزيرا للمالية ثم عينوه  وزيرا للمواصلات ولاندري اي منصب جديد باتظار  مثل هذا العبقري في الحكومات اللاحقة ؟؟

 ” كاكه حمه ليس وحده صديقا لامريكا  فكلكم  ياسادة اصدقاء اوفياء ” لسيدة العالم الحر” كيف لا وانتم بفضل” مارينزها” وطائراتها واساطيلها وعسكرييها  وصلتم الى السلطة وتحولتم الى ” مسؤولين ” كبار ” لكنكم صغارا في نظر العراقيين وحتى في نظر ” سيدكم ” العم سام”  مثلما  اصبحتم اصحاب ” ثروات مالية” جراء اللصوصية وسرقة المال العام فضلا عن  المناصب التي انتم بها  اليوم  كل ذلك بفضل ” البيت الابيض” .

  منصب رئيس الاركان هو ” حصة الكرد” كما ورد في البيان نقلا عن مصدر في الحكومة التي يطالبها الشعب بالكف عن المحاصصة ” والتوافق” وغيرها من الممارسات التي  تسببت بالكوارث الحالية التي تواجه العراق .

 هناك مثل عراقي ينطبق على ساسة العراق الحاليين ” المثل يقول ” ان شخصا  اعتاد ان يفاجئ الاخرين  كل  صباح بان  يجدوا فراشه  رطبا جراء  تبوله سواء كان ذلك عن قصد كما يحصل الان مع سياسيي  الصدفة “   او بالصدفة ايضا .

طلبوا منه ان يتوقف عن ذلك لكنه فاجاهم في اليوم التالي ب” الحاجتين معا” ولن يكتفي بما كان يحصل في بداية الامر.

هذا هو شان ساسة العراق  المتظاهرون يطالبونهم بالكف عن ” المحاصصة”  واعتماد نهج الرجل المناسب في المكان المناسب دون النظر الى انتمائه الحزبي او الطائفي ليات بيان ” الحكومة العتيدة”  ب” التوافق” تم تسمية رئيس هيئة اركان الجيش الجديد خلفا لزيباري وهو الاخر كردي لان هذا المنصب من حصة الكرد.