ترامب يقلم اظافر بولتون وينتظر من يقلم اظافره / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) الجمعة 13/9/2019 م …
لن نستغرب ابدا عندما يتساقط الطغاة والجلادون هذا هو منطق التاريخ فكم من عتاة المجرمين المناهضين للانسانية من الذين تسلطوا في حكم بلدان كثيرة واذا بالرياح ترمي بهم في مزابل التاريخ ولن نستثني احدا حتى ذلك القابع وراء جدران البيت الابيض لابد ان ياتي دوره ويلحق ب ” بولتون” وهناك من يقف في الطابور وينتظر ذات الدور انه بومبيو” الذي يستخف في تصريحاته بالمسؤولين في الدول الاخرى التي لاتعجبه سياستها ورغم وجوده على قمة هرم الدبلوماسية الامريكية لكنه لن يمارس الدبلوماسية في حياته لانه في كل مرة يظهر وجهه المخابراتي الحقيقي البشع كونه كان احد اركان مؤسسة ال ” سي اي ايه ” الاستخبارية الاجرامية سابقا.
توسم الكثيرون خيرا بطرد مستشار الامن القومي الامريكي ” بولتون ابو شنب غير المرتب الذي يشبه عش الغراب ” لكن هؤلاء نسوا ان الادارة الامريكية الحالية تغص بالعديد من المتجبرين الذين يضمرون عداء للشعوب التواقة الى الحرية والاستقلال لايقلون اجراما و هستيريا في معاداة الاخرين وكان الرئيس الروسي ذكيا وفطنا ودبلوماسيا حقا عندما قدم غصن الزيتون الى ” بولتون” في اول لقاء به في الكرملين.
لم تات حركة الرئيس بوتين هذه عفوية لانه اكثر دراية ب” بولتون” وغيره من المتغطرسين الذين يتحكمون في سياسة الدول الغربية والولايات المتحدة تحديدا جراء خبراته المتراكمة التي حصل عليها في التعامل مع هؤلاء منذ كان في المانيا الديمقراطية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وحتى الان .
ترامب الحق قرار طرد بولتون بتصريحات كان يعتقد ان العالم سوف يصدقه وهو الذي فاق بكذبه حتى ” مسيلمة” عندما المح الى ارتكاب الولايات المتحدة خطا كبيرا في غزو العراق واحتلاله عام 2003 لكنه في ذات الوقت يمارس ذات الخطا في افغانستان وسورية وفي فنزويلا وكوبا وحتى العراق.
في افغانستان وبعد رضوخ واشنطن للتفاوض مع حركة طالبان جراء فشلها في الحفاظ على امن قواتها وقوات حلف شمال الاطلسي” ناتو ” التي تازرها في مواصلة احتلال افغانستان اعلن ترامب ان الولايات المتحدة سوف توقف الحوار مع طالبان بعد ان قتل احد جنودها وردت حركة طالبان ان الولايات المتحدة ستكون الخاسر الاول من وقف المفاوضات.
وفي سورية ورغم تصريحاته الكاذبة بنيته سحب القوات الامريكية الموجودة على اراض سورية بصورة غير مشروعة فقد رفد هذه القوات التي تحتل اراض سورية بقوات اضافية الى جانب التنسيق مع انقرة عسكريا في مناطق تقع شمال وشرق الفرات داخل الاراضي السورية مما اطال في امد الوضع الماساوي في سورية خلافا للاعراف الدولية ويحث في الوقت نفسه دول حلف الناتو لارسال قوات الى سورية كما فعلت واشنطن بعد احتلالها.
اما العراق الذي يزعم انه كان من الرافضين لغزوه واحتلاله واعتبر ذلك خطا جسيما ارتكبته الولايات المتحدة فتوجد على ارضه قواعد عسكرية امريكية في الشمال والغرب ويصل تعداد هذه القوات الى قرابة 20 الف عسكري وفق بعض المصادر الاعلامية وان هذه القواعد تغطي على الاعتداءات الاسرائيلية التي نفذتها طائرات مسيرة تابعة الى “تل ابيب” ضد القوات العراقية مؤخرا .
لم يعرف طاقم البيت الابيض وحتى رئيسهم ايضا في سياستهم سوى الكذب والخداع و التلويح بالعقوبات ومحاصرة الاخرين وتجويع الشعوب بحجة فرض الحظر او التهديد بالغزو العسكري وارسال القوات والاساطيل البحرية لاخافة الدول التي سئمت هذه السياسة الى ترقى الى مستوى المافيات الدولية”.
بولتون الذي يهدد بعض رؤساء الدول بمصير شبيه بمصير الرئيس الليبي السابق معمر القذافي ان لم يركعوا عند اقدام سيد البيت الابيض غادر منصبه غير ماسوف عليه وسيلحق به الطغاة والجبابرة الذين لايعرفون سوى التهديد والوعيد فمزبلة التاريخ تتسع لهؤلاء ولكل طاغية يتجبر على الثعوب والانسانية وان مصيرا ينتظرهم ليس افضل حالا من مصير هتلر.
التعليقات مغلقة.