المفكر والباحث العربي الأردني المحامي محمد احمد الروسان يكتب: سحرالطاقة والرعشّة الغازيّة وعواءات عربية مزمنة.
المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) السبت 14/9/2019 م …
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …
كارتلات الحكم في الولايات المتحدة الامريكية في حالة قطع مع كل سياساتها القديمة في المنطقة، وفي عدم انشاء تحالفات عسكرية تقليدية، بل بناء تحالفات سياسية قائمة على امدادات الطاقة والنمو الاقتصادي، لا بل ومسارات آنابيب الطاقة، ولنا في أسباب ومسببات العدوان على سورية خير مثال. قامت أمريكا بتوقيع اتفاقية عسكرية بحرية مع سلطنة عمان تعزّز المواقع العسكرية في منطقة مضيق هرمز من حيث استخدام الموانىء والمرافق في مدينتي الدقم وصلالة المطلتين على الخليج جنوبي مضيق هرمز، حيث الأخير هو الممر البحري الاستراتيجي الذي يمر عبره أكثر من 20% من تجارة النفط على مستوى العالم. في حال استمرار أمريكا في تعميق العقوبات الامريكية الاحادية على ايران، مع محاولات منعها من تصدير نفطها، فمن شأن ذلك قد تقوم ايران باغلاق مضيق باب هرمز بشكل نهائي مستقبلاً، فتجيء هذه الأتفاقية في جزء منها ضمن سياقات سيناريوهات التعامل مع الفعل الأيراني العسكري بالمعنى الاستراتيجي ازاء مضيق هرمز في جانب منها. في المعلومات، ثمة هدف أعمق لأمريكا من توقيع الاتفاقية يتمثل في التالي: هذه الاتفاقية مع السلطنة العمانيّة تخدم هدفاً آخر أهم من مواجهة النفوذ الايراني المفترض جدلاً، وهو التصدي لنفوذات صينيّة متزايدة في الشرق الأوسط وساحاته، حيث سلطنة عمان ونتيجة تقلبات أسعار الذهب الأسود في الأسواق الأممية، حال ذلك دون نمو مشيخة عمان اقتصاديا ومالياً، وبالتالي قاد ذلك الى جعل السلطنة أكثر انفتاحاً بالمعنى العرض – الأفقي أمام سلّة الأستثمارات الصينية المتدفقة عليها، بحيث استثمرت بكين ودعمت الجهود العمانية لتحويل الدقم الى مدينة صناعية، وفي جزء منها مدينة الكترونية على غرار نموذج وادي السيلكون في أمريكا، حيث للصين هدف استراتيجي بعيد المدى يتموضع للربط بين قاعدتها الأستراتيجية في جيبوتي، والاخرى التي يجري بناؤها في الباكستان بتشاركية روسية. ومنطقيّاً هناك مكاسب اقتصادية ستحققها سلطنة عمان من بناء منشآت أمريكية في ميناء الدقم وميناء صلالة، وهذه الاتفاقية العسكرية لا تهدد فقط، لا بل تقتل فكرة سياسة الحياد التي تنتهجها السلطنة ازاء نزاعات المنطقة. العامل الأهم في الاتفاقية العسكرية البحرية مع السلطنة هو العامل الصيني، وهو عنصر أساسي ورئيسي عميق في تمفصلات وتفاصيل تلك الاتفاقية العسكرية الحديثة، لكن الأمريكي وكونه: وقح بعمق، يفضل الاعتماد على الخطاب المعادي لايران، كونه أكثر فعالية في تعاونهم مع حلفائهم الاقليميين الانبطاحيين الكاميكازيين، مثل الكيان الصهيوني وحكومة الرياض وحكومة أبو ظبي. كما أنّ هذه الاتفاقية الجديدة مؤشر عميق وقوي على دعم واشنطن لدور الوساطة التي تلعبها السلطنة العمانية العربية في عمليات تحسين نسل العلاقات بين “اسرائيل القلقة” وجيرانها من العرب. ضمن السياق السابق وهندسة الاتفاقية العسكرية مع عمان من قبل مايك بومبيو، لا بدّ من الاشارة الى أنّه في عام 2012 م قرّر الرئيس السابق أوباما دعم استخراج الغاز الصخري والنفط، وخلال أكثر من سبع سنوات أو أقل بقليل استطاعت واشنطن دي سي من مضاعفة انتاجها، وصارت أول منتج عالمي للطاقة الهيدروكربونية متقدمة على روسيّا والسعودية معاً، الامر الذي قلب صيغ النماذج التي تحكم العلاقات الدولية. وصحيح انّ مايك بومبيو وهو محامي ويحمل درجة الدكتوراه في القانون، كان مديراً للسي أي ايه والأن وزير خارجية(وسيخرج قريباً من الادارة لاحقاً بزميله السابق جون بولتون)، ولكنه في السابق كان مديراً لشركة متعددة الجنسيات اسمها: شنتري انترناشونال لتصنيع المعدات النفطية، من هنا تعرف شخصيّاً ومنذ وقت طويل على جميع اللاعبين تقريباً في سوق الطاقة العالمي، وساعده تخصصه الدقيق في القانون وتعمقه وربطه بعمل الطاقة، من وضع استراتيجيته الجديدة عبر استخدام التفوق الامريكي الجديد لاعادة تنظيم العالم. وهو قال بصراحة: أريد السيطرة على السوق الطاقوي بأكمله، وذلك عن طريق تخفيض الصادرات العالمية الى المستوى الأقرب للطلب، ولتحقيق هذه الغاية لا بدّ من استبعاد ايران من السوق الطاقوي ثم فنزويلا(قطعاً حتّى اللحظة فشل وفشلوا كلّهم)، لذلك لا يمكن لك أن تفصل السياسة عن الاقتصاد. الامريكي ومعه الاسرائيلي يريدان ابقاء قوات وازنة في شرق الفرات في سورية، لمنع دمشق من استغلال الاحتياطيات المكتشفة مؤخراً فيها ولعمليات صهينة شرق الفرات بالتعاون مع البعض العربي(أخو الفلمنكا)، وان خروج الرئيس ترامب من الاتفاق النووي مع ايران كان واجهة، حيث الهدف اقتصادي في اقصاء ايران كمصدّر رئيسي للنفط خارج السوق، كما أنّ سلوك أمريكا شرعنة الاعتراف برئيس غير منتخب(بيدق عفن)نتاج صناعة السي أي ايه والمجمع الصناعي الحربي الامريكي وكوادر سوق الطاقة من الامريكان، في الجمهورية البوليفارية الفنزويلية، كان ذريعة، حيث الهدف هو الاستيلاء على أصول الشركة الوطنية الفنزويلية للنفط ووضع هذا البلد مع احتياطاته الهائلة خارج السوق، وللسيطرة على ذهب فزويلا أيضاً. ان استراتيجية مايك بومبيو هذه لا تتعارض مع استراتيجية البنتاغون الرامية الى تدمير هياكل دول الشرق الاوسط ودول حوض البحر الكاريبي، بل تتفق وتتساوق وتتعاضد معها، فباتت مسألة دعم أمريكا وحلفائها من العربان رموز الرجعية العربية الحديثة، للكرد كتروتسك صهيوني عميل معولم الجميع يستثمر فيه، ليس سوى خدعة، وانّ وزارة الخارجية الامريكية ليس لديها أي شفقة ازاء المرتزقة، والهدف هو منع سورية من استغلال الموارد التي تم اكتشافها في شرق الفرات. في خضم كل ما ذكر نجد الأوروبي بحقده وحسده وغضبه يبكي على مستعمراته المفقودة، يبسط الثور الامريكي سيطرته على سوق الطاقة العالمي ويسعون الى منع بناء خطي الانابيب الروسي نورث ستريم وستريم ج. اذاً عولمة المعولم من الأرهاب عبر الأنجليزي والناتو، وثمة خوف مركب لدى الأوروبي من عودة ساحات القارة العجوز ساحات صراع أمريكي روسي عميق بالمعنى العرضي والرأسي، حيث واشنطن فشلت في التحكم ومراقبة أزمة المنطقة، فزّجت بورقة الأرهاب عبر القاعدة ومشتقاتها وداعش ونسله، كون أن التطورات والنتائج في محصلتها لم تصب في صالحها، بل في صالح طرف آخر هو طرف خط المقاومة في المنطقة، فتدخلت بريطانيا من جديد ووجدت فرصتها سانحة ومواتية لأستعادة بعض مناطق النفوذ، فكان الأنشقاق الأولي في داعش، وسنرى استثمارتها وتوظيفاتها وتوليفاتها لداعش في أي قمة للناتو مستقبلاً(مرّ أكثر من سبعين عاماً على ذكرى تأسيس الناتو واحتفلوا بذلك مؤخراً)، وثمة منظومة عمل دولي، تسعى أمريكا لخلقها ليس لمواجهة أو احتواء ايران، بل لتقسيم مملكات القلق العربي وكل ساحة وحي بحجة فوبيا ايران، وحجج أخرى مساندة لفوبيا ايران، في طور الخلق والتخليق مخابراتيّاً، وتوريط هذه المملكات العربية القلقة. وثمة تناقض عميق مدروس بين الأمريكي والأوروبي ضد ايران حتّى اللحظة – توزيع أدوار، وتحت عنوان غموض الأجندة الأمريكية مع ايران وفي ايران وعلى ايران، بحيث نرى واشنطن تدعم بريطانيا عبر بريكست للخروج من الأتحاد الأوروبي للمس بوحدتهم، وأوروبا ضد ايران في مشروعها الأقليمي ومع التمسك بالأتفاق النووي لغايات العبث بايران عبر الطبقة الوسطى، من خلال استراتيجيات التطبيع الناعم، وهي الى حد ما مقتنعة بعدم خطورة الدور الأيراني في المنطقة لغايات التمويه والتظليل والتكتيك وتظهر ذلك لطهران، طبعاً استراتيجياً ترى في ايران خطر، وثمة قلق بولندي من روسيّا، وبولندا تمهد لبناء قاعدة عسكرية أمريكية مستدامة بجانب نشر مشروع الدرع الأمريكي الصاروخي، في ظل عودة موسكو ودورها، وهذا من شأنه أن يفرض هيمنة على أوروبا الشرقية، وبالتالي بولندا تكون تحت(بنديرة)البسطار الروسي، وان كانت القارة العجوز تلمس تراجع تكتيكي غير مفهوم في الهيمنة الأمريكية في العالم، حيث غموض الأجندات الامريكية ازاء ايران والصين تحديداً، أسلوب ضغط جديد لدفع ايران للتفاوض من جديد(فشلوا)، وكذلك الصين للوصول الى اتفاق تجاري تاريخي مع واشنطن كما أعلن الرئيس ترامب مؤخراً، كما ترغب كارتلات حكم اسرائيل الصهيونية، بموضوعة الصواريخ البالستية المقلقة لها ولواشنطن وحلفائها من العربان. هناك عوامل لها علاقة بايران، وعوامل أوروبية ذاتية اجتمعت معاً في سلّة واحدة، وقد تدفع القارة لعدم المشاركة في أي تحركات اقتصادية سلبية ازاء ايران، بعد سريان بدء العقوبات الأحادية الأمريكية على ايران، وان كان الأتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على ايران مؤخراً بسبب أدوار مزعومة للمخابرات الأيرانية للعبث بالساحات الأوروبية، وحسب زعمهم لقادة القارة العجوز والذين يمتازون بالنفاق والصفاقة السياسية أي الوقاحة، بالرغم من وقوف الكيان الصهيوني خلف هذه الأتهامات، وأوروبا لن تستطيع ترك المظلة الأمريكية، وهي ما زالت خزّان التعبئة ضد الفدرالية الروسية، هكذا تريدها أمريكا بالرغم من أنّه لا عدواً روسياً لأوروبا، القارة قلقة منها لكنها ليست عدواً، في حين ترى ألمانيا: أوكرانيا قويّة عسكرياً كما تريدها أمريكا، يعني أوكرانيا تغزو أوروبا، هنا تموضع الخوف الأوروبي المشترك. الأوربيون يتحدثون أكثر مما يفعلون، وصحيح أنّ الأداء الأوروبي حتّى اللحظة لم يرضي ايران، والرئيس ترامب يعمل على ارهاب أوروبا من روسيا لمنع تطوير علاقاتها مع روسيّا، وهم خائفون من اعادة قارتهم الى ساحة صراع أمريكي روسي، يبدأ صراعاً مخابراتياً اقتصادياً وينتهي بعسكري دموي، والأمريكي قلق من مشروع الصين العسكري المستقبلي حيث الصين لم توقع على معاهدة الصواريخ النووية التي أنهت الحرب الباردة، وواشنطن تحاول حشر الروسي في خانة سباق تسلح لأضعاف الأقتصاد الروسي، عبر خروجها من معاهدة الصواريخ النووية، والأمريكي يعمل على خلق وتخليق فوبيا روسيّا في أوروبا لغايات منع جلّ القارة أو على الأقل أطراف أوروبية من تطوير العلاقات مع روسيا، والأنسحاب الأمريكي من المعاهدة له علاقة مباشرة بالبعد العسكري لدى المجمّع الصناعي الحربي العسكري الأمريكي، والرغبة في تصنيع الأسلحة وبيعها. نسمع عواءات للبعض في منطقتنا، بعد مسارات وقنوات تموضع حزب الله في الإستراتيجية الروسية المتجددة في المنطقة وبعمق كحليف لموسكو، حزب الله وهياكله العسكرية والأستخبارية كمقاومة، هو بمثابة جيش متوسط محترف مسلّح جيداً يملك عقيدة قتالية قويّة وارادة متفاقمة وصلبة، وهذا هو وصف الأسرائيلي القلق والخائف نفسه لحزب الله، في حين أنّ البعض العربي وصفه بالإرهابي، وبشكل متصاعد يساند الروسي والسوري في الجغرافيا السورية، لكنس زبالة الإرهاب المدخل والمصنّع وهو منخرط في الأستعداد لنهايات تصفيات ادلب في كنس الأرهاب المعولم وضمن قطعات الجيش السوري المتمركزة من محافظة ادلب وريفها الحيوي، والحزب هنا لا يشبه بالمطلق عصابة داعش أو جبهة العهرة وغيرهما من نسل القاعدة المباشر، وهنا يأمل بعض العرب كبلدربيرغ أن يقوم حلف الناتو بضرب حزب الله بعد تمهيداتهم هنا وهناك لخلق بيئة رافضة للحزب في العالم العربي والدولي، ومحاولات مماثلة وهي تفشل في الداخل اللبناني، ساعين إلى تشكيل كارتيلات احتكار للسلطة في الساحات العربية، إن الضعيفة، وان القويّة، عن طريق المال تارات، والقمع والإرهاب تارات وتارات أخرى، وإخضاع السذّج من العوام لنفوذاتهم بصور غير مرئية وكأنّهم بلدربيرغ عربي يشبه البلدربيرغ الأمريكي. النظام الرسمي العربي إزاء حزب الله(الحزب المقاوم)الذي هزم وأخرج ثكنة المرتزقة في عام 2000 م من جنوب لبنان وعام 2006 م، نزع الأقنعة كليّاً عن وجهه المسوّد، ونزع الغشاء عن عيون بعض المراهنيين على احتمالية تصويب النظام الرسمي العربي، بعد أن صار العرب بمثابة خردة بشرية في مستودعات الأمم الأخرى، لإعطاء الإسرائيلي والناتو والامريكي غطاءً لشن حرب على حزب الله، لإخراجه من المعادلات الإقليمية والدولية عبر تموضعه وإدراكه لأهميته في مفاصل الإستراتيجية الروسية الثابتة بصعود متفاقم في المنطقة، عبر الحدث السوري وتداعياته للوصول إلى عالم متعدد الأقطاب، ولخلق حالة من التوازن والردع المتبادل في الشرق الأوسط. في معركة الشمال السوري الحالية(رغم اتفاق زوتشي بين بوتين وأردوغان) ضمن استراتيجية المراحل الروسية السورية الأيرانية في تحريرها، وتحديداً في ادلب الآن، حيث جلّ سلال زبالة الأرهاب الأممي هناك تلعب حركتها الأخيره لعلّ وعسى تحدث فرقاً، ولكن هيهات هيهات. ثمة إدراك لليانكي الأمريكي كصدى للبلدربيرغ المتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي مقرّاً له، أنّ الأكتئاب ثنائي القطبيّة يقود صاحبه لأرتكاب أكبر وأعمق الحماقات ومنها الأنتحار، ان كان فرديّاً وان كان جماعيّاً، لا بل البعض من الطرف الثالث بالمسألة السورية من بعض عرب متصهين وغير عرب، صار لديهم اكتئاب عميق متعدد القطبية، يتفاقم بعد توالي الأنتكاسات لأدواتهم وأدوات الأدوات، والتي تكاثرت كالفطر السام في الداخل السوري، نتيجة انجازات الجيش العربي السوري العقائدي، مسنوداً من الروسي والأيراني وحزب الله والمقاومات السورية الشعبية. وفي أدبيات الفكر السياسي الواقعي(الغرب مغرق بالواقعية السياسية وينصب مزيد من الأفخاخ للتركي لمعاقبته على دفع كتل ديمغرافية سورية وازنة نحوه بعناوين اللجوء الأنساني وعلى مدار الحدث السوري أكثر من ثمانية أعوام، وان كان التركي قد انكفأ للداخل الآن مكرهاً لا حبّاً من تاريخً محاولة الانقلاب الفاشلة والمدانة بكل اللغات، وبعد نتائج الأنتخابات المحلية الأخيرة بالرغم من تقدمه في تصدرها مع خسارته بلديات اسطنبول وأنقرة وازمير وأضنة، والسعودي والقطري أكثر المتضررين من الأنكفاء لأنقرة، لذا هما يتساوقان مع الأمريكي في البحث عن فرص في الشمال السوري، تتجلّى حكمة طبيعية لدى هذا الغربي وجلّ اليانكي الأمريكي: ان أردت أن تقسّمهم دعهم يعيشون وهم القوّة، ودعهم يدخولون حروباً خارج حدودهم، ليتهم يلعبون ويستمرون هؤلاء المغرقون بوهم القوّة ورقتهم الأخيرة، وأيّاً كان قرارهم فهي حركتهم الأخيرة. تشي كل المؤشرات السياسية والأمنية(والاقتصادية لجهة ثروة الغاز على سواحل المتوسط)، التي يتم رصدها من قبل مجاميع استخبارات الطاقة الأممية المنتشرة كالفطر السام في المنطقة، وعبر قرون استشعاراتها وبالمعنى الاستطلاعي الاقتصادي تحديداً وبشكل منتظم، تقود وتشي بعمق بشكل مثير ويحفّز على المتابعة إلى جهود استثنائية وجبّارة، تبذل من قبل أدوات(البلدربيرغ) الأمريكي من بعض العرب المرتهن والمصادر كمعاول تنفيذية ليس إلاّ، وبالتعاون والتساوق الوثيق مع محور واشنطن تل أبيب ووجوهه وزومبياته أيضاً، كل ذلك بناءً ووفقاً لتوجهات جنين الحكومة الأممية في نواة الدولة الأمريكية ومفاصلها وتحوصلاتها، لجهة صراع الطاقة في الشرق الأوسط وعلى الساحل السوري والساحل اللبناني وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل على البحر المتوسط حتّى ساحل غزّة، مع ثمة تطلعات لتشكيل محور أمريكي إسرائيلي بعض العرب من دول الاعتلال العربي في مواجهة إيران وهذا ما كشفته بعض وسائل الميديا الأمريكية المقرّبة من مجتمع المخابرات الأمريكي الحذر حتّى اللحظة من رؤى الرئيس ترامب وفريقه، وفي المجمل انّ نتائج العمليات الأخيرة الأرهابية الأخيرة في ايران في ساحات حصولها وتنفيذها، وقد تبنتها منظومات ارهابية سنيّة والمدعومة سعوديّا ووهابيّاً عبر الأمريكي والأسرائيلي، تقع ضمن هذه السياقات ومساراتها وخطوطها البيانية، في استهداف ايران وجلّ محور المقاومة، بعد أن فشل المشروع الأمريكي والأسرائيلي والسعودي في سورية تحديداً، وتعثره القلق في جلّ منطقتنا. كلّ هذا وذاك كي يصار لإعادة ترسيم وتنميط معطيات الواقع السياسي والأمني والاجتماعي الديمغرافي الخاص، بمنطقة الشرق الأوسط ضمن سياق التمفصلات الميدانية المتصاعدة في الأزمة السورية، في ظل تماسك تينك المؤسسة العسكرية العربية السورية وأجهزتها الأمنية والأستخبارية وجسمها الدبلوماسي وعدم انهيار القطاع العام السوري، مع تلاحم شعبوي عميق ومتفق مع مؤسسات الدولة الوطنية السورية في الداخل السوري. … ومع ذلك لم ينجح هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية، في خلق وقائع جديدة على أرض العمل الميداني، وان كان دفع ويدفع إلى مزيد من تسخين الساحات السياسية الضعيفة، كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة، لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية، وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية، سواءً أكانت محلية أم إقليمية كساحات متلقية مستهلكة، لتهديدات وتلويحات لحروب و \ أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك، لصالح الدولة العبرية الكيان الصهيوني. هكذا تذهب قراءات للحقائق الموضوعية في الشرق الأوسط، بحيث يعتبر وجود حزب الله واستمراره، بعقيدته العسكرية والأمنية والسياسية الحالية، عائق فعلي وكبير لا بل بمثابة ترياق لسموم وفيروسات محور واشنطن تل أبيب وترسيماته وتنميطاته للواقع السياسي للمنطقة، وحزب الله ريشة رسم واحداث وفعل، لمقاومة تنمو وتنمو شئنا أم أبينا، هكذا تتحدث لغة الميدان لا لغة المكاتب، فلغة الميدان تضع تنميطات وترسيمات خلاّقة، ولمسات فنيّه احترافية مهنية، نقيضة لترسيمات محور الشر والشيطان، على خارطة جديدة للشرق الساخن وقلبه سورية لا تروق لأحد في العالم. لذلك نجد أنّ أطراف تفعيل مفاعيل الصراع الدائر حول ملف حزب الله اللبناني وارتباطاته الشاملة، ان لجهة القناة السورية وتعقيداتها ودخوله العسكري عليها كونه دخل ليبقى وذهب إلى الجولان المحتل كي يبقى لبنان أيضاً، وان لجهة القناة الإيرانية وحيوية الملاحة فيها متعانقاً مع اتفاق إيران النووي والذي خرج منه الأمريكي مكرهاً(نلحظ ثرثرة دبلوماسية وسياسية بنكهة ارهابية أمريكية – العمليات الأرهابية غير المعلنة في الداخل الأيراني مؤخراً من بعض نتائجها)، حيث الصراع على الأولى(سورية)وفيها كلبنة رئيسية، لأضعاف الثانية(إيران)المستهدفه بالأصل، وللوصول إلى تسويات سياسية شاملة معها ليصار إلى تفجيرها من الداخل عبر مفاصلها وعبر ثغور الدفرسوار الإرهابية. فلم تعد أطراف تفعيل الصراع حول حزب الله، أطراف لبنانية محلية أو إقليمية عربية، من معسكر المتخاذلين والمرتهنين العرب، بقدر ما أصبحت بفعل عوامل عديدة، أطراف دولية عابرة للقارات والحدود، تسعى إلى تفعيل مفاعيل الصراع الشامل حوله، حيث الطرف الأميركي المحرّك لجهة التصعيد أحياناً ليفاوض أو لجهة التهدئة ليجني ويقطف على ما فاوض عليه الأطراف الإقليمية والدولية، والفرنسي المأزوم والممحون لجهة عودة العلاقات مع دمشق على الأقل بمستواها الأمني كما أشار بيف بونيه رئيس الاستخبارات الفرنسية الخارجية السابق(فرنسا شاركت في أكثر من عدوان على جغرافية الساحل السوري عبر فرقاطة عسكرية، في العرين الروسي في سورية حيث قواعده العسكرية)، والطرف البريطاني المستشار الموثوق للأمريكي وكابح جماح الأخير، بجانب الطرف العبري الصهيوني المتقيّح، مع تراجع الأخير إلى طرف فرعي ثانوي، لصالح الأطراف الثلاثة السابقة ولصالح بعض الأطراف العربية وخاصة الطرف السعودي والذي صار يحتضر سياسيا واقتصاديا وبسبب عدوانه الأهوج الأرهابي على اليمن العربي، فبدأ باشهار انفتاحه السري الى انفتاح علني بوضعيات مختلفة علّه يعيد له روح حركته الحياتية السابقة. حلول الطرف الدولي محل الطرف الإقليمي(معسكر المتخاذلين العرب) ومحل الطرف المحلي اللبناني والمتمثل في قوى 14 آذار، حيث اتفاق الدوحة الشهير في وقته، الذي حقق المصالحة اللبنانية اللبنانية بين قوى الرابع عشر من آذار وقوى الثامن من آذار، كان وما زال سبباً رئيسياً في تحييد وإخراج الطرف المحلي اللبناني وتراجعه لصالح الجانب الأممي عبر عمليات إحلال زراعية سياسية، قد تكون جاءت نتيجة توافق بين الأطراف الثلاثة تأسيساً لمذهبيات جديدة عبر الوسائل الدبلوماسية الأميركية العنيفة، وتثوير القوى المعارضة ضد حلفاء حزب الله وداعميه، وأعني سوريا وإيران، حيث تم تثوير الشارع السوري عبر استثمارات هنا وهناك لاحتقاناته الشاملة، وإدخال زومبيات الطرف الخارجي وزومبيات أدوات الطرف الخارجي من بعض العرب، ومن جهات الأرض الأربع إلى الداخل السوري وما زال، فكانت القاعدة حيث تم إعادة تشكيلها من جديد وعبر مسمى جبهة النصرة، وظهر قبلها ما سمّي بالجيش الحر والذي لم يعد له وجود يذكر ويحاول التركي إحيائه عبر منصة أستانا وأخيراً عبر اتفاق زوتشي بين بوتين وأردوغان، وكانت داعش، ثم حاشا، إلى ما تسمى بالجبهة الإسلامية(وهي نواة تنظيم القاعدة في سورية)وجيش الإسلام جماعة زهران علوش الإرهابية والصراعات بين هذه التنظيمات الإرهابية، كأداة سعودية تضيف أوراق سياسية للرياض كضمانات لاستمرار نسقها، بالرغم من تلاشي ما يسمى بجيش الأسلام، ودفع انتقام سوري روسي منها، وتلغي أخرى من يد الدولة الوطنية السورية. الدولة العبرية الكيان الصهيوني تعمل على مزيد من تسخين المنطقة رغم سخونتها المفرطة، عبر إعادة فك وتركيب ملف الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وفقاً لرؤية إسرائيلية تشاركية مع جناح المحافظين الجدد في الداخل الأمريكي واسناداته من الأيباك، ليصار إلى استعادة عملية إعادة إنتاجه وتنميطه، إن لجهة الملفات اللبنانية الداخلية بالمعنى الرأسي والعرضي، وان لجهة الإقليم والمنطقة ككل، ليكون بمثابة تفريخ لمواجهات عسكرية ومخابراتية واسعة إقليمية، قد تتطور إلى حرب إقليمية لاحقاً، وفقاً للرؤية الأميركية الحذرة عبر البلدربيرغ الأمريكي(جنين الحكومة الأممية) لإدارة الرئيس دونالد ترامب(ترامبو)، في حال لم يتم التوصل إلى تفاهم شامل مع إيران ودورها في المنطقة وحول تقنيين وفلترة اتفاق برنامجها النووي وآفاق ومسارات تطوره. من جانب آخر، وكرد على العسكرة الأمريكية للعلاقات الأممية، من المحتمل القريب أن نرى الرئيس فلادمير بوتين في السعودية وقريباً لغايات هندسة اللقاءات السورية السعودية من جهة، والايرانية السعودية من الجهة الأخرى، لخلق وتخليق المقاربات وصولاً لأنصاف الأستدارات. والروسي وبعمق يعمل على مدننة العلاقات الدولية والأمريكي يعمل بجدارة على عسكرتها، حيث اقتصاده اقتصاد حروب وحروب فقط. ومع ذلك لا استدارات أمريكية كاملة في المنطقة وخاصةً ازاء الحدث السوري، بل هناك ادارة للأزمة، وما يجري من حراك دبلوماسي وسياسي ومخابراتي واقتصادي يوحي أنّ هناك استدارات أمريكية، بالرغم من وجود تفاهمات سياسية تصل درجة الأتفاق السياسي في قلب الأتفاق النووي، وبالرغم من طلب مؤسسة راند البحثية الأمريكية، والتي تقدّم استشارات للمؤسسة العسكرية الأمريكية من البنتاغون ومجتمع مخابراته البدء بالمرحلة الأنتقالية في سورية ببقاء الرئيس الأسد وبقيادته واشرافه. ولأنّ السياسة الدولية هي فن ادارة التناقضات، نجد واشنطن تدعم قوات الحماية الكردية السورية في مواجهة بقايا داعش كما يزعم الأمريكي، فهي تدعم ذراع PKK السوري ضد تلك العصابة، بما يتناقض مع المصالح التركية، فهي تدعم قوات الحماية الكردية لمحاربة بقايا عصابة داعش كما يزعمون، لكن دون مواكبتهم في بناء مشروعهم السياسي حتّى لا تغضب تركيا، حيث الأكراد السوريين صاروا يتمتعون بفائض قوّة يزعج أنقرة. ويبدو أنّ الأكراد حاجة أمريكية وإيرانية وروسية وسورية وتركية على السواء في مشروع النظام الأقليمي الجديد للمنطقة، حيث واشنطن تسهّل الدور الكردي على الأرض، مع التأكيد أنّ ايران لن توافق على تسوية للنزاع في سورية، من شأنها أن تقطع أو تلغي الجسر الذي يتلقى حزب الله امداداته منه، لذلك قلنا ومنذ البدء أنّ معركة القلمون السوري في وقتها، هي معركة صراع الأرادات الدولية والإقليمية وانتصر فيها محور المقاومة، وما زلنا نلحظ اتصالات سعودية سورية في القناة الروسية غير معلنة. هل نحن بصدد ترجمات سياسية للفعل العسكري الروسي والسوري في سورية مترافق مع تسييل اقليمي لنتائج الميدان، تحت وضع المنطقة كلّها على سكة التسويات؟ هل حسم اليمن للسعودية والعراق لأيران؟ وهل حسمت سورية لروسيّا وليبيا لأمريكا؟ حسناً اذاً أين باقي الساحات في المنطقة؟ هل غدت تفاصيل؟ ساحات قد تصبح فرق عمله بسبب استراتيجيات الطبخ الرديء، والتي لا تنتج الاّ سياسات باعة الأرصفة يوم الجمع، وبسبب دبلوماسيات الصعاليك. وفي لبنان نتجه الى صيغة جديدة أقل من الطائف وأكثر من الدوحة، أو اعادة هيكلة للطائف لا هندرة، كون الأخيرة تعني الشطب، وان كان الشطب لأتفاق الطائف يريح المارونية في لبنان، كون الدور السياسي تراجع للأخيرة، ومنذ تطبيق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية. هل طاولة التسويات السياسية صارت تلفح الجميع، بما فيها الساحة اللبنانية والفلسطينية وارتباطاتهما بالساحة الأردنية(الأمريكي ومعه الأسرائيلي من تحت الطاولة يعتبرانها الحلقة الأضعف)، وان كان ما يجري في المنطقة الآن وبعد الفعل العسكري الروسي في سورية، هو بمثابة ادارة للأزمات في الشرق الأوسط لحين نضوج الحلول، فالنتائج ما زالت صفراء وصفراء وصفراء. وتأسيساً على ما تم ذكره سابقاً ورغم سعي الأمريكي لتأسيس ميزا واعلانه قريباً، هناك جهود روسية عميقة تتموضع بشكل أساسي على تحقيق أو خلق مقاربة تمهد لنصف استدارة على طول خطوط العلاقات السورية السعودية، والسعودية الأيرانية عند عتبة نضوج الصفقة الأقليمية والدولية(قد يتم تظهير ذلك أثناء زيارة بوتين القادمة الى الرياض وقد يتوقف في الاردن لساعات). فلا أفق لأي حل سياسي ان في سورية بمعزل عن الرياض وحلفائها، وان في اليمن بمعزل عن دمشق وطهران وحلفائهما، وبعبارة أكثر وضوحاً في هذه الجزئية(اليمن مقابل سورية)، بالرغم من رؤية البعض أنّ الحل في سورية يكمن في الحل العسكري لتطهير الجغرافيا السورية من زبالة الأرهاب المصنّع في الداخل السوري والمدخل اليها، عبر الطرف الثالث في الحدث السوري العسكري والسياسي وهذا ثبت صحته والواقع خير دليل. فروسيّا هي من تهندس اللقاءات السورية السعودية غير المعلنه أو في طريقها لذلك، لخلق المقاربات للوصول الى الأنصاف في الأستدارات، والتي حتماً ستقود في النهاية الى استدارات كاملة وشاملة وقاطعة لحظة النضوج، لكنها تحتاج الى عمليات استثمار في الوقت وبالعمل التراكمي وسيأخذ ذلك زمناً. والعاملين في كواليس مطابخ صنع القرار الروسي يجهدون لأنتاج حل للمسألة اليمنيّة أو الحدث اليمني، وهو ذات الجهد والمجهود لأنتاج حلحلة الحل للمسألة السورية وملحقات الحل، ان في لبنان، وان في العراق، وان في ليبيا، والغائب فلسطين كل فلسطين المحتلة، اللّهم الاّ فيما يتعلق بجعل الساحة الأردنية كمخرجات للملف الفلسطيني، والذي صار ملفاً ثنائيّاً بامتياز على المسار الفلسطيني الأسرائيلي، كجزئية من مشهد الصراع العربي الصهيوني الأستراتيجي ككل، حيث المستفيد الوحيد والأوحد “اسرائيل” من كل ما يجري. سورية ليست أسيرة للتفاهمات الأقليمية والدولية وبالتالي ليست عاجزة بعد أنّ حرّرت أكثر من 95% من أراضيها من قبضة الأرهاب المعولم، والرئيس السوري لم ينبطح مع دول الأعتدال العربي أو الأعتلال أو قطيع الأعتدال وعلى مدار سنوات الحرب على بلاده، وصحيح واقع أنّ المقاومة مكلفة ولكنها أقل كلفةً من الأستسلام للغرب، والمعركة الرئيسية التي استطاعت روسيّا تصحيح الخلل في توازنها مع واشنطن والغرب، كانت وما زالت في قلب الشرق العربي سورية، فهي أي موسكو في الشيشان وجورجيا وأوكرانيا دافعت عن نفسها، ولا يمكن لأمريكا السيطرة على أعدائها(الصين وروسيا وايران)الاّ بالسيطرة على المشرق العربي وقلبه سورية، هذه هي المعادلة بكل بساطة، كما لا يمكن لأمريكا أن تنفذ مشروعها بالمشرق العربي الاّ باخضاع سورية للنفوذ الأمريكي، والجميع صار يدرك أنّ الجيش السوري وحلفائه يتقدمون، وتخسر واشنطن وأدواتها، فصارت هزيمة سورية شبه مستحيلة كونها مرتبطة بهزيمة الفدرالية الروسية أو على الأقل هزيمة موسكو ومشروعها في سورية، والمناورات الروسية الأخيرة في سيبريا بتشاركية صينية، لم تكن استعراض للقوّة فقط، بل تعبر عن عميق المشتركات في العلاقات الروسية الصينية والمستوى التي وصلت اليه.
سما الروسان في 15 – 9 – 2019 م.
هاتف
المنزل: 5674111
خلوي : 0795615721
*عنوان قناتي على اليوتيوب – طالباً الأشتراك بها حيث البث المباشر اسبوعيّا عبرها لشرح اشتباكاتي السياسية، وآخر التطورات المحلية والأقليمية والدولية – ضع على محرك البحث على اليوتيوب التالي:
طلقات تنويرية – المحامي محمد احمد الروسان
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A
التعليقات مغلقة.