الخبير العسكري العميد ناجي الزعبي: ضربة أرامكو كشفت هشاشة النظام السعودي وعرت واشنطن وتل أبيب
الأردن العربي – الإثنين 16/9/2019 م …
العميد ناجي الزعبي
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد “ناجي الزعبي” أن عملية ضرب أرامكو من قبل الجيش اليمني ذهبت تداعياتها الى ماهو أبعد من السعودية، مشيرا الى أنها اصابت الحلف الثلاثي واشنطن- تل ابيب- الرياض في مقتل.
وأوضح العميد في حوار أجراه معه موقع “النهضة نيوز” أن صبر وصمود الشعب اليمني اثمرت نتائجه، وكانت ضربة بقيق والتي تمثل العمود الفقري لإقتصاد دول العدوان على اليمن بمثابة اعلان النصر اليمني، وتدشين هزيمة التحالف الذي تقوده السعودية منذ مايقارب خمس سنوات.
وفيما يلي نص الحوار الذي اجراه الموقع مع الخبير العسكري والاستراتيجي العميد ناجي الزعبي:
– تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من قصف منشأتين لشركة أرامكو شرقي السعودية.. ما هي الدلالات لهذا التطور الدراماتيكي الذي يجري بين اليمن والسعودية؟
جسد الشعب اليمني بعملية “بقيق”، “وحريص” المعقل النفطي الأضخم في العالم مشهداً غير مسبوق في تاريخ النضال العربي (الصهيواميركي) وتمكن من حصد ثمار صبره الاستراتيجي وعقله العسكري والسياسي والدبلوماسي الفذ وعطلت العملية الفذة الحصول على ترليوني دولار خلال خمسة سنوات عوائد طرح أسهم ارامكو للبيع .
العملية التي استهدفت فيها عشر طائرات مسيرة حقل ومصفاة السعودية الأضخم، ومصدر الأوكسجين السياسي والاقتصادي للسعودية واميركا والعدو الصهيوني الذي يمول العدوان على اليمن والذي يزود السعودية بما نسبته ٦٥-٧٠٪ من اجمالي ناتجها النفطي والبالغ من ٥ الى ٧ مليون برميل يومياً، وبدورها تزود السعودية العالم به كان ثمرة من ثمار الصبر والصمود الاستراتيجيين والنجاح في إيقاع العدو بفخ معركة استنزاف استهلكت رصيده السياسي والعسكري والاقتصادي والأخلاقي والوجودي، فقد اصبح ( اداة ) مهزومة وهذا مؤشر خطير يعمق جراح السعودية وأزماتها الاقتصادية ويرسل رسالة لا لبس فيها باقتراب انتهاء مدة صلاحية الحكم بالسعودية الذي يستميت كنتنياهو لإثبات قدرته على اداء مهامه ووظائفه التي توكل اليه من الإدارة الاميركية بلا جدوى .
– هل تعتقد أن استهداف ارامكو السعودية بطائرات مسيرة شكل خطيرًا استراتيجيًا وعسكريًا على السعودية ودول التحالف ضد اليمن؟ لاسيما بعد اعلان الكويت اتخاذ تدابير امنية وعسكرية حفاظًا على أمنها ومنشئاتها النفطية؟
قال رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة “جوزيف دانفورد”، في اجتماع الندوة الفكرية التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، في 6 سبتمبر الجاري، إن بلاده لديها “اتفاق يسمح لنا بوجود قوات كافية في المنطقة لردع أي هجوم إيراني ضد أمريكا أو الأمريكيين”.
واستدرك قائلاً: “لكن بوضوح ليست لدينا قوة ردع لاعتراض هجمات على شركائنا في المنطقة.
يمكنك أن ترى السعودية والإمارات تعرضتا مؤخراً لاعتداءات”، في إشارة إلى التفجيرات التي استهدفت سفناً في مايو الماضي بميناء الفجيرة الإماراتي، وهجمات الحوثيين المستمرة على مصالح في السعودية والإمارات، ومنها شركة “أرامكو” النفطية العملاقة.
وعلق الضابط الأمريكي رفيع المستوى على القدرات العسكرية الإيرانية بالقول إنه يحترمها “ولا يمكن تجاهلها أيضاً”.
لو تمعنا بتصريح دانفورد وتصريح الكونجرس الاميركي اليوم والرافض لاي تدخل اميركي عسكري وحملة ترامب الانتخابية لأدركنا اي مأزق تمر به السعودية التي رفع عنها الغطاء العسكري والتي لا تتمكن من حماية عمقها ومنشآتها الحيوية، ولا تتمكن من اداء مهامها ووظائفها التي توكلها اليها الإدارة الاميركية الامر الذي يعني صراحة فقدانها لمبرر وجودها ان لم تعيد النظر دورها الوظيفي وسياسة الاعتداء على اليمن .
– ما انعكاس قصف منشأتين لشركة أرامكو شرقي السعودية على مجريات العدوان السعودي – الإماراتي.. هل نشهد تصعيداً جديداً أم هدوءً خشية تضرر المصالح السعودية أكثر.. وهل يمكن أن تدخل قوى عالمية على الخط بعد أن هدد توقف ارامكو الاسواق العالمية؟
أتت عملية بقيق وحريص بعد سلسلة استهدافات للمنشآت السعودية النفطية بحقل الشيبة بشرق السعودية وخط أرامكو شرق /غرب، وبعد توجيه إنذار يمني صريح وواضح كما فعلت ايران والمقاومة اللبنانية والفلسطينية وبعد امتلاك الجيش واللجان قدرة على التعرض والردع ومواصلة استنزاف خصومه واستهداف عمقهم وقدرته على تحمل التبعات لأي ردود فعل من اي نوع وتوحد محور المقاومة على النحو الاستراتيجي .
ان غرض اميركا من العدوان على اليمن بواسطة الذراع السعودية الصهيونية هو مواصلة تدفق النفط السريان الاقتصادي الاميركي والدولي، ونهب الثروات العربية، وإفقار الوطن العربي لإدخاله باتون صندوق النهب الاميركي – صندوق النقد- وبعملية بقيق وحريص استهدف الجيش واللجان الهدف الرئيسي لترامب والإدارة الاميركية برسالة مباشرة، واعتقد ان الرسالة ستنعكس على سياسة مواصلة الاعتداء على اليمن لتفادي المزيد من الضربات الاستراتيجية وتوقف تدفق النفط السعودي وتجنب الهزات باسواق البورصة والمال .
من المستبعد تدخل اي قوى دولية فقد وضع توقيت العملية المناخات والمواقف الإقليمية والدولية التي بدأت تدرك تدرك ما تشكله سياسات ترامب من مخاطر على السلم والاقتصاد الدوليين، كما ان موازين القوى باتت تميل لصالح ايران واليمن ومحور المقاومة مما يجعل اي تدخل عسكري من اي جهة محفوفاً بالمخاطر وبعيد الاحتمال.هناك اتهامات وتخبط دولي وعربي من القصف اليمني لشركة أرامكو فتارة يقولون إن إيران هي من قصف الشركة، وتارة يقولون إن الطائرات دخلت إلى السعودية عبر العراق.. ما الهدف من وراء تلك الشائعات والدعايات المدروسة؟
ان كيل الاتهامات وتزييف الحقائق سياسة اميركية ثابتة ولكل من يدور بفلكها والادعاء بأن ايران هي من نفذ العملية والذي نفته يصب في صالح الجيش واللجان بسبب عدم قدرة هذه القوى على تقييم خصمهم، وانكار قدراته المتصاعدة والذي لن يغير بمعادلات التفوق شيئاً.
ان هذه الطائرات قدمت وتدار من اليمن ومن الواضح أنَّ هناك أسطولاً من هذه الطائرات يهدد عمق العدوان السعودي الاماراتي، ويلجم شهيته العدوانية، ويرسل رسالة للمعتدي الاميركي الصهيوني بان الهزيمة المبرمة موشكة وعلى الابواب.
– ما هي السيناريوهات المحتملة في قابل الأيام.. هل نحن أمام ضربات جديدة تتعرض لها السعودية من فصيلة ضرب شركة أرامكو؟
اعتقد انه اذا امتلك ترامب جرأة الاعتراف بالواقع الموضوعي والتحول بموازين القوى فمن المرجح في المستقبل المنظور اعادة النظر بالعدوان على اليمن ورسم معادلات جديدة في التفاوض معها ومع ايران تفادياً للمقامرة بمستقبل الوجود الاميركي برمته في المنطقة والهزيمة الاستراتيجية والإطاحة بالسلم الدولي والهزات الاقتصادية فلم يعد ترامب يملك ترف الاختيار.
– كيف تقرأ تحويل المعركة بين اليمن وقوى العدوان من داخل اليمن إلى داخل أراضي المملكة السعودية من الناحية الاستراتيجية؟
ارتفاع اسعار خلافاً لسياسة ترامب، ومدى تأثير ذلك على أسواق المال والبورصة أن نقل المعركة لداخل السعودية واستهداف أخطر مرفق اقتصادي سعودي دولي – ارامكو- رسالة بان تدفق النفط بهرمز وباب المندب يخضع لإرادة اصحاب الارض وابنائها.
ان هذه العملية بمثابة مكافئة نهاية الخدمة للفاشل بولتون، وصفعة انتخابية لنتنياهو، وتهديد مباشر للمعتدي الاميركي الحقيقي لإيقاف عدوانه على اليمن، انها ضربة موجعة للأمن السعودي الداخلي – نظرا لتعاون شرفاء الداخل – مع الجيش واللجان حسب الناطق العسكري اليمني اضافة للخرق الاستخباري المعتاد، وضربة أخرى لمشروع طرح اسهم أرامكو للأسواق فأي احمق يقدم على الاستثمار في بيئة غير آمنة، ورسالة يمنية اخرى تقول يدنا هي العليا، ولدينا القدرة للوصول لأي هدف نريده في الزمان والمكان الذي نقرره ، بهدف إنهاء العدوان.النهضة نيوز
التعليقات مغلقة.